الأزهري: * ما روج عن انضمامنا لمجموعة الهندي إشاعات مغرضة * خلافاتنا مع الميرغني حول النظرة للقضايا الوطنية والمستجدات الراهنة * لا بد من إتباع نظام الرئاسة الدورية للحزب ..وإنهاء ظاهرة الزعيم الأبدي حوار (smc) محمد إسماعيل الأزهري والحاج مضوي وعلي محمود حسنين ثالوث ظل يقود مؤخرا معارضة متشددة لسياسات قيادة الحزب الاتحادي المعارض وقد ظلت أصوات هذا الثالوث تشكل إزعاجا لقيادة الحزب من خلال مطالبتهم بإجراء إصلاحات يرونها ضرورية وهامة (smc) جلست الى القيادي الشاب محمد إسماعيل الأزهري وحاورته حول قضايا الحزب وخرجت بالحصيلة التالية. ما الذي يحدث داخل الحزب الاتحادي بالضبط !! وما حقيقة الخلافات التي تدور ؟ نعم هنالك خلافات ولكنها حول الأهداف الوطنية والوسائل وليست حول الرموز والأشخاص كما يظن البعض. بما تقصد بالخلاف حول الأهداف والوسائل ؟ اقصد الخلاف حول طرق التفكير والنظرة لمختلف القضايا الوطنية خاصة في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد والتي تستجد فيها القضايا ذات الطبيعة الخلافية. هل نفهم من ذلك انه لا خلاف شخصي بينكم وبين السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب؟ نعم لا خلاف شخصي بينا وبينه فهو شخصية دينية نكن لها الاحترام والتقدير على المستوى الحزبي و السياسي وقد تتقاطع الرؤى وهذا أمر طبيعي. إذن فيما الخلاف بينكما؟ الطريقة التي ظل يدار بها الحزب طوال الستة عشر عام الماضية هي محل النظر من الكافة باعتبارها شانا عاما ومعلوم إن الخائض في الشأن العام كالخائض في الوحل يتعرض للكثير الذي يكون بعضه قدحا وبعضه الآخر مدحا. تناقلت الصحف مؤخرا خبرا عن انضمامكم (الأزهري –الحاج مضوي -حسنين) إلى مجموعة الهندي ما مدى صحة ذلك؟ هذا لم يتم ولا ادري من أين جاء الصحفيون بهذه المعلومة التي لا صلة لها بالواقع. لكن الحاج مضوي أعلن بنفسه انضمامه رسميا لجناح الهندي؟ الحاج مضوي لم ينضم لجهة أو ينسلخ من أخرى وأرجو من الصحفيين التأكد من حقيقة ما ينشرون والحقيقة أن الحاج مضوي التقى بالسيد الشريف الهندي في إطار مساعي توحيد الحركة الاتحادية وإنهما عقدا العزم على العمل لتحقيق ذلك وهذا لا يعني انضمام هذا لذاك. هناك من يقول إن المجموعة التي تؤيد محمد الأزهري محدودة جدا ولا وزن لها ..ما تعليقكم؟ الأيام المقبلة ستكشف لكم حقيقتنا فنحن نطرح أفكارا ذات صلة بالأهداف الوطنية التي تستوجب الاهتمام وذات صلة بطبيعة طرق الإدارة الداخلية لحزبنا وبالفعاليات السياسية في هذه المرحلة والمرحلة المقبلة إضافة إلى أن طرحنا على مختلف مستوياته لا يتناول الأشخاص ولا وضعياتهم وإنما يتجه بالخطاب إلى مجموعة قيم ومعان بحكم إيماننا بان الأشخاص زائلون والفكرة باقية. أما في إطار توجهنا نحو إعادة بناء حزبنا على نسق مؤسسي ديمقراطي تكذب المشاهدات أمثال هذه الأقوال التي ذكرتم لان ما ننادي به يعبر عن جماهير حزبنا. كيف تنظرون إلى ما تمخض عن مؤتمر المرجعيات بالقاهرة ؟ ستجتمع غرف الإعداد للهيئة العامة في الأيام المقبلة للتداول حول ما خرج به المؤتمر وسنقرر بشأنه وبعدها يتم مخاطبة قياداتنا في الولايات حول ما توصلنا إليه للتشاور حول الخطوة المستقبلية وقطعا إن جماهير الاتحاديين سيميزون الصالح من الطالح وقد ظللنا نمد حبال الصبر أملا في تحقيق أعلى درجة ممكنة من الوحدة الحزبية إلا إن البشرى ستكون في الأيام المقبلة والتي ستحمل خيرا وفيرا لحزبنا. لماذا في رأيكم لا يأبه السيد محمد عثمان الميرغني لأراء القيادات التاريخية داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي من أمثال الحاج مضوي محمد احمد أو علي محمود حسنين ولا لأراء القيادات الشابة من أمثالكم؟ هذا السؤال من الأنسب توجيهه إلى السيد محمد عثمان الميرغني شخصيا ما هو رأيكم بصراحة في وراثة القيادة داخل الحزب الاتحادي هل بموجبها يتم توريث الحزب أيضاً؟ ...الحزب الاتحادي الديمقراطي نشأته حددت معايير الارتقاء في سلم القيادة ونهج القادة الأوائل صار هو الصراط الذي تتم المقايسة عليه وأولى أسس القيادة في الحزب الاتحادي كما تعلمنا في هذا الحزب العطاء الوطني والنضال في سبيل المبادئ المعروفة والديمقراطية و القبول الجماهيري إذ لا يكفي أن تكون صاحب عطاء وطني بكل إبعاد العطاء ولا يكفي أن تكون صاحب نضال وخريج سجون فقط بل لا بد ان تتحقق صفة أساسية في القائد وهو ان يحظى بقبول الجماهير هل تتبعت مؤتمر المرجعيات في القاهرة؟ نعم كانت تصلني تفاصيله من مصادر مختلفة البعض يرى أن مقاطعتكم كانت سلبية وكان يمكن أن تكون مشاركتكم أكثر ايجابية ماذا تقول لهؤلاء؟ الحزب الاتحادي الديمقراطي في وجهه نظري لم يشارك في مؤتمر المرجعيات ومعظم الذين شاركوا فيه ذهبوا لأغراضهم الخاصة وآخرون شاركوا لتزييف إرادة الجماهير أما الصنف الأخير فهو المتعاطي للسمسرة السياسية. الأحزاب التقليدية في انحسار خاصة واعمار معظم عضويتها لا يقل عن الستين عاما اللهم إلا أبناء القيادات التقليدية من أمثالكم ماذا تقول؟ لا تعليق سوى تجولوا ببصركم في اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ثم ارتدوا به الى كسلا ومدوه قليلا الى بور تسودان من قبل ان يرتد بكم واكرر لا تعليق !! هل هناك خلاف بينكم وبين الميرغني حول مفهوم وفلسفة السلام وإطاره الجديد بين الحكومة والحركة الشعبية؟ شخصيا لدي رؤية حول عملية السلام نشرتها الصحف عقب بروتوكول مشاكوس وكان مفادها ان عملية السلام ايجابية على الحزب الاتحادي الديمقراطي ان يعمل على تعزيزها وان نترك جانبا مبدأ المطالبة بالمشاركة في المفاوضات اذا انها لن تتحقق وكان هذا الأمر واضحا بالنسبة لي ولكل صاحب بصيرة وطنية واقعية متعمقة في الشأن العالمي والإقليمي المحيط بنا وأوضحت في تلك الرؤية والتي ظلت بالنسبة لنا مشروعا سياسيا نسير الى خطتنا هذه على هداه ان بلادنا مقبلة على مرحلة ستنفجر فيها كل الدواخل الحزبية بسبب الاطروحات التي ستطرأ على الساحة السياسية وما تفرز من تباينات حتى على مستوى الحزب الواحد وقلت إننا سنكون مواجهين بأحد خيارين أما الاشتراك في الحكم الانتقالي أو اتخاذ موقف المعارضة الايجابية لما ينشأ من أوضاع عقب السلام وهذا الموقف لا زال قائما حتى لحظتنا هذه ولقد أوضحت تداعيات الأحداث صدق وسلامة نظرتنا ورؤيتنا. أين موقع الاتحاديين في خارطة السودان السياسية لما بعد توقيع اتفاقية السلام؟ علينا في المرحلة المقبلة وعقب إنشاء مؤسساتنا المزمعة أن تتدارس الموقف حولها عقب التوقيع على الاتفاقية والتي ستلزم نفسها بحدود اذا ما رأت مؤسساتنا ان تشارك في الحكم الانتقالي من موقع إدارة دفة الأمور في البلاد فان هذا الأمر سيكون مربوطا بالطبع بنصوص الاتفاقية وقد يرى حزبنا ان ينتهج خط المعارضة الايجابية لما سينشأ من أوضاع في الفترة الانتقالية الموقف رهين بجملة من العوامل ورهين بزمانه غير ان حزبنا يؤيد عملية السلام من حيث المبدأ وسنعمل على تعزيز السلام تحدونا في ذلك طموحاتنا في الحفاظ على وحدة البلاد.