مضي السودان في سن تطوير التشريعات الوطنية وعلي رأسها تشريعات قانون مكافحة الإرهاب لسنة (2001م) وقانون مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب لسنة (2010م) ، حيث وجدت هذه الجهود أصداء واسعة وإشادات كبيرة من قبل المراقبين الذين اعتبروا أن الجهود التي يقوم بها السودان كافية لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وحمل التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول مكافحة الإرهاب إشادات وإقرار بإحراز السودان خطوات متقدمة حيال مكافحة الإرهاب، وأضاف التقرير أن مكافحة الظاهرة أصبحت أولوية أمنية للسودان وبات شريكاً متعاوناً مع الولاياتالمتحدة في مكافحتها . وأثنت الولاياتالمتحدة علي جهود السودان في مكافحة الإرهاب ، وقالت المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية هيذر رنويرت أن الولاياتالمتحدة تلحظ تحسن جهود السودان في مكافحة الإرهاب من خلال تعزيز التعاون بين الوكالات والتعاون الدولي في مواجهة تهديد تنظيم داعش ومنظمات إرهابية أخري ، ورحبت هيذر في بيان لها بإعلان السودان إلتزامه بإستمرار الحوار الإيجابي مع الولاياتالمتحدة ومواصلة الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب . فيما كشفت وزارة الخارجية عن تلقيها تعهدات أمريكية بإكمال رفع العقوبات في أكتوبر المقبل حال إستمر التعاون بين البلدين بذات الوتيرة في المسارات الخمسة المتفق عليها ، وقال بروفسير إبراهيم غندور وزير الخارجية أنه وبعد (20) عاماً يأتي تقرير واضح جداً من الخارجية الأمريكية يؤكد تعاون السودان في مكافحة الإرهاب ، وأعتبره " صك براءة " يعني مباشرة تعامل دول العالم مع السودان وفقاً لشهادة المؤسسات الأمريكية . ويري خبراء أن موقع السودان الجغرافي بجانب الأدوار التي يقوم بها علي المستوي الداخلي والإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب أرسل إشارات واضحة للولايات المتحدة علي أهميته في المحافظة علي السلم والأمن علي جميع المستويات " الداخلية ، الإقليمية والدولية " . وخلال ورشة إقليمية حول دور السلطات التشريعية في مكافحة الإرهاب أكد المتحدثون على أن مفهوم الإرهاب يتقاطع مع عدة مفاهيم أخري كالعنف والقمع والمقاومة ، وأن السودان صادق علي العديد من الإتفاقيات والمعاهدات لمكافحة الإرهاب ، وأشاروا إلي أن البرلمان قام بإجازة خطط وسياسات تتعلق بمكافحة الإرهاب منها تخصيص نيابة ومحكمة خاصة لجرائم الإرهاب وتأسيس مجلس أعلي للرعاية والتحسين الفكري . وبدوره أكد المدير العام للهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب محمد جمال الدين أحمد أن الإرهاب ليس قضية محلية تعني بها جهة معينة بل هي عالمية تتطلب محاربتها تضافر الجهود ، وأضاف أنه لا بد من مواصلة التعاون للقضاء علي الظاهرة عابرة الحدود . وعلت مؤخراً الكثير من الاصوات الغربية التى تطالب الإدارة الأمريكية بالتعاون مع السودان نظرا لمجهوداته في مكافحة الإرهاب وفي هذا الصدد فقد اشاد السفير الأمريكي السابق ومساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية فيلب كارتر بمحاربة السودان للإرهاب وقال ٍ ان السودان في الفترة الأخيرة درج على اصدار القوانين والاجراءات الخاصة بمكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال الأمر الذي دفع فرقة العمل المالية الدولية قبل عام لإخراج اسم السودان من قائمتها السوداء. وقال كارتر ان السودان بذل ولايزال جهوداً مكثفة في مجال مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال ، واشار الى ان القضايا الموجوده بشأن السودان لا علاقة لها بالإرهاب، الى انه من المؤكد ان السودان احرز تقدما وتحسناً في عدد من المجالات خاصة في مجال مكافحة الإرهاب واضاف هذا أن هذا الأمر أصبح متفق عليه من قبل الجميع. فيما أعرب د. بيتر فام مدير مركز افريقيا بالمجلس الأطلسى عن تساؤله حول وجود السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب رغم الجهود الذي ظل يبذلها في مكافحة الظاهرة وحذر من استمرار إدراج السودان في قائمة الإرهاب على الرغم من إنتفاء الأسباب الأصلية لهذا التصنيف لجهة انه لا يمثل الوسيلة الأنجع لتحقيق أهداف تعزيز التفاهم المتبادل والذي يؤدي في نهاية المطاف لقرارات عمليّة للتصدى للصراعات المحلية والإقليمية الملحّة. ومما سبق يتضح لنا أن ظاهرة الإرهاب من أكثر القضايا التي تشكل تهديداً للدول ، وتوقيع السودان للعديد من الإتفاقيات والمعاهدات لمكافحة الإرهاب أثبت وأكد رغبته الجادة في محاربة هذه الظاهرة .