توج ريال مدريد بلقب السوبر الإسباني للمرة العاشرة في تاريخه، بفوزه المستحق على غريمه التقليدي برشلونة مجددا 2-0، في مباراة العودة التي احتضنها سانتياجو برنابيو، والتي لقن فيها الملكي نظيره الكتالوني العشوائي درسا في الكرة لن ينساه. زيدان واصل الجرأة بالدفع بتشكيلة مختلفة عن لقاء الذهاب، خلت من الثنائي المتألق إيسكو وكاسيميرو إضافة للويلزي جاريث بيل، لكنه راهن في المقابل على الهداف بالفطرة ماركو أسينسيو وكذلك لوكاس فاسكيز الموهوب في الأمام، بالإضافة لعنصر الخبرة المتمثل في الفرنسي كريم بنزيمة، الذين لم يخيبوا ظن مدربهم الفرنسي. واستمرت حالة عدم الاتزان داخل برشلونة، ليس فقط على مستوى التشكيلة التي بدت غريبة من جانب المدرب الجديد، إرنستو فالفيردي، الذي يبدو أن اللاعبين لم يتأقلموا بعد على أفكاره، ولكن أيضا على مستوى الخطة التي دفع بها 3-5-2، في غياب أليكس فيدال وسيميدو في الجانب الأيمن، ودولوفيو ودينيس في الجانب الأيسر، والاعتماد على ليونيل ميسي ولويس سواريز في الأمام. الريال بدا متكاملا على جميع الأصعدة، منظما في جميع الخطوط، متحمسا، رغم غياب نجمه الأول، البرتغالي كريستيانو رونالدو، للطرد في لقاء الذهاب، لكنه كان مساندا للفريق كعادته من المدرجات. في المقابل كان برشلونة شاردا وغير قادر على مجاراة أصحاب الأرض، الذين كانوا متفوقين بدنيا بشكل واضح على الغريم الكتالوني، الذي استسلم للأخطاء العديدة سواء في التمرير أو التحرك أو التنظيم، وبدا واضحا أن رجال فالفيردي لم يتأقلموا بعد على اللعب سويا. برشلونة كان فريسة سهلة على غير عادته لأنياب الريال، الذي لم يجد صعوبة في بسط هيمنته سواء على مستوى الاستحواذ أو التسديدات على المرمى أو الفرص الخطيرة، عكس ما كان منتظرا من ميسي ورفاقه الذين لم يكن أمامهم شيء ليبكوا عليه بعد الخسارة في معقلهم ذهابا 1-3. غياب بديل البرازيلي نيمار أثر بشكل واضح على مردود برشلونة، الذي يبدو وكأنه لايزال مصدوما من رحيله المفاجيء لباريس سان جيرمان، وهو الأمر الذي أعرب عنه لاعبو الفريق قبل المباراة بمطالبتهم بضرورة ضم صفقات جديدة لتدعيم الفريق، وهذا هو الفارق مقارنة بالريال الذي لم يشعر أحد فيه بغياب "الدون". الأقدار وقفت إلى جانب برشلونة لتمنعه من الخروج بنتيجة ثقيلة في الشوط الأول، ليخرج مهزوما بهدفين نظيفين فقط، رغم الخطة الدفاعية التي يلعب بها. كما عجز البارسا عن هز الشباك في أكثر من فرصة خلال الشوط الثاني، سواء لرعونة لاعبيه أو لوقوف الحظ بجوار زيدان، إضافة للتألق المستمر من جانب الحارس الكوستاريكي نافاس، الذي لقن نظيره الألماني تير شتيجن درسا عندما استبسل في التصدي لتسديدة خطيرة من ميسي قبل النهاية بنحو ربع الساعة. ولم تفلح تبديلات فالفيردي في إحداث أي تغيير، ليعجز برشلونة في الخروج ولو بهدف حفظ ماء الوجه، في المقابل أعطى زيدان الفرصة للوافدين الجدد، داني سيبايوس وثيو هيرنانديز، لاكتساب حساسية المباريات القوية، استكمالا لرؤيته لدعم مستقبل الفريق. وبهذا يلقن زيدان برشلونة درسا لن ينساه ويهزم مرة أخرى نظيره فالفيردي ويقتنص سابع ألقابه مع الملكي في أقل من عامين، مؤكدا أن هذه هي حقبة ريال مدريد.