هناك ترقب كبير لما ستؤول إليه الأوضاع في ملف التفاوض عقب رفع العقوبات المفروضة على البلاد، وبداية تطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتزامن ذلك مع وصول رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو امبيكي للخرطوم للمشاركة في ملتقى السلم والأمن والاستقرار والتعاون والتنمية في القرن الأفريقي والذي يأتي بتنسيق بين الإيقاد وحكومة السودان. وهناك توقعات كبيرة بعد الإنفتاح الأخير ورفع العقوبات أن يشهد ملف التفاوض حراكاً كبيراً كما يتوقع ان يناقش الوسيط مع الحكومة سبل البدء في التفاوض مع قطاع الشمال عقب نتائج المؤتمر الإستثنائي للحركة الشعبية. وترى قيادات سياسية أن رفع العقوبات من شأنه دعم عملية التفاوض بين الحكومة والحركات، وقد أكد نائب رئيس مجلس الوزراء مبارك الفاضل أن رفع العقوبات الإقتصادية يمثل أكثر من 70% من مطلوبات إستكمال حلقات السلام بالبلاد خاصة دارفور والمنطقتين. وقال الفاضل حول المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال إن الحكومة تريد حركة موحدة للتفاوض معها ، وإعتبر مواقف الحلو إيجابية نحو إستئناف عملية التفاوض ، وأضاف إن المجتمع الدولي والإقليمي يدعم التسوية السياسية بعد إلتزام السودان بكافة المطلوبات لتحقيق السلام بالبلاد. وتوقع أن يسهم قرار رفع الحظر في تحريك ملف التفاوض وأكد جاهزية الحكومة للتفاوض لإحلال السلام بالبلاد. فيما توقعت مصادر حكومية حدوث إنفراج في عملية التفاوض وتحريك جموده خاصة وأن أمبيكي يزور البلاد هذه الأيام ومن المتوقع أن تكون ضمن أجندته مناقشة إستئناف التفاوض مع قطاع الشمال. وأبدى الأستاذ عبد الرحمن أبو مدين عضو وفد الحكومة لمفاوضات المنطقتين مع قطاع الشمال، تفاؤله بأن تسهم زيارة رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى السيد "ثامبو أمبيكي" ومشاوراته في مناقشة القضايا الإنسانية التي سيتم طرحها على طاولة المفاوضات، مشيراً إلى أن تعنت وخروقات الحركة الشعبية عرقلت الجهود التي بذلتها الحكومة. وأشار إلى الحراك السياسي الذي ينتظم البلاد، بعد وثيقة الحوار الوطني وتحريك ملف السلام حاثاً الحركات المسلحة للتوقيع على ملف القضايا الإنسانية وإيصال الإغاثات للمواطنين من الداخل، مبيناً أن المستجدات الإقليمية والدولية ساهمت في إحراز تقدم ملحوظ في الجولات الخمسة عشرة الماضية. وتوقع أن يجري أمبيكي مشاورات مع الحكومة استعداداً لبدء جولة مفاوضات جديدة لإحلال السلام في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور. سبق أن عقدت الوساطة الإفريقية في الفترة الماضية لقاءاً مع الرئيس الجديد للحركة عبد العزيز الحلو. وكان وفد الحركة الشعبية أبلغ الوساطة بضرورة وحدة البلاد . وكذلك كشفت قيادات بارزة بالنيل الأزرق عن تخطيطها للقاء رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي من أجل الدفع بعملية التفاوض وتحقيق السلام. وقال أحمد كرمنو القيادي بالمنطقة أن ملف النيل الأزرق ملف خاص ولا يشبه منطقة جنوب كردفان ولا أي مناطق أخرى، مبيناً أن مشاكلها وظروفها وأحوالها تختلف لذلك تسعى قيادات النيل الأزرق للقاء أمبيكي من أجل الإسراع بالسلام لان الموطنين في هذا المناطق عانوا كثيراً بسبب الحرب. وتوقع كرمنو إستئناف عملية التفاوض، ودعا الحركة الشعبية لضرورة الحرص على تحقيق السلام مبيناً أن الظرف أصبح الآن مواتياً خاصة في ظل نجاح الحوار الوطني وإنضمام العديد من حملة السلاح للسلام. ورغم التفاؤل بالتقدم المحرز الذي وصل إليه السودان مؤخراً بالتزامن مع زيارة امبيكي للخرطوم وإعلان الحكومة إستعدادها للتفاوض مع قطاع الشمال يبقى السؤال هل ستلتزم الحركة الشعبية بما وافقت عليه الحكومة ورفضته قيادات الحركة المعزولة في الجولات الماضية؟ وهل ستسهم الولاياتالمتحدة في دعم مسيرة الإستقرار بالبلاد؟