هناك إجماع وسط الخبراء السياسيون على أن قرار تمديد وقف إطلاق النار الذي أصدره رئيس الجمهورية مؤخراً يؤكد حرص الحكومة وجديتها في تحقيق السلام والإستقرار، ويوضح للمجتمع الدولي جدية الحكومة على تسوية ملفات النزاع والتصالح السياسي العام بالبلاد. ووجد هذا القرار ترحاباً وقبولاً كبيراً من المجتمع الدولي فقد رحبت سفارة الولاياتالمتحدة في الخرطوم والمبعوث البريطاني بالقرار الإيجابي الأخير الذي إتخذته الحكومة بتمديد وقف إطلاق النار في مناطق العمليات، وقالت السفارة الأمريكية في تغريدة عبر تويتر إن الخطوات من جانب الحكومة والمجموعات المسلحة ضرورية للتحرك صوب سلام تفاوضي. فيما أعلن المبعوث البريطاني للسودان وجنوب السودان السفير كريس كروت ترحيبهم بتمديد وقف إطلاق النار من جانب حكومة السودان، ودعا إلى إستخدام هذا الوقت لتحقيق تقدم حقيقي في إيجاد حل طويل الأجل في مناطق النزاع بالسودان. وأبدت قيادات بارزة بولايتيّ النيل الأزرق وجنوب كردفان إرتياحها بإعلان رئيس الجمهورية بتمديد وقف إطلاق النار، وأشارت إلى أن القرار يؤكد أن السلام الخيار الإستراتيجي للبلاد، واعتبر حسين حمدي الناطق الرسمي بإسم وفد التفاوض لمفاوضات المنطقتين القرار مبادرة وإلتزام أخلاقي لتهيئة المناخ لإكمال عملية السلام والتفاوض، وأعرب عن أمله في أن يشجع القرار الطرف الآخر على إتخاذ خطوات جدية وعملية من أجل إحلال السلام. بينما أكد عبد الرحمن أبو مدين القيادي بالنيل الأزرق إلتزامهم بما أعلنته الحكومة بوقف إطلاق النار، وأشار إلى أنهم يطمحون في أن تلتزم الحركات المسلحة بوقف إطلاق النار، وأبان أبو مدين أنه دائماً ما تعلن الحكومة وتبدي حسن نواياها ولكن الحركات المسلحة تقوم بخرق الإتفاقيات. وبدوره قال نائب والي جنوب كردفان بابكر أحمد بابكر إن قرار تمديد وقف إطلاق النار يؤكد جدية الحكومة في تحقيق السلام، وأشار إلى أن عملية السلام تمضي نحو غاياتها المنشودة، وأبان أن الولاية أكملت أكثر من عامين لم تشهد خلالهما أي خروقات أو إعتداءات الأمر الذي يؤكد نجاح مبادرات تمديد وقف إطلاق النار لإيقاف الحرب. فيما كشف حمد النيل حسب الله الأمين العام لمجموعة التغيير المنشقة عن الحركة الشعبية أن القرار يؤكد حسن النوايا وجدية الحكومة في إحلال السلام، وأشار إلى أن وقف إطلاق النار من شأنه أن يعمل على تهيئة المناخ للتفاوض وتحقيق السلام. وتوقع حسين كرشوم عضو وفد التفاوض حول المنطقتين أن يسهم القرار في نزع فتيل الصراع المسلح، وقال إن وقف إطلاق النار يؤكد جدية الحكومة لتحقيق السلام بإعتباره الخيار الأوحد لقضية المنطقتين ويعمل على تهيئة المناخ للتفاوض. بينما توقع أبو القاسم إمام رئيس حركة تحرير السودان الثورة الثانية أن من شأن هذه الخطوة أن يكون لها دور إيجابي في عملية السلام بحيث يُمثل القرار رسالة تعبر عن الرغبة الحقيقية في السلام، وأعرب إمام أن يُسهم وقف إطلاق النار في جذب عدد كبير من الحركات المسلحة نحو التوقيع على السلام. ويرى مراقبون أن قرار البشير بتمديد وقف إطلاق النار يأتي ضمن إعلاء قيمة السلام على الحرب وإنفاذ مخرجات الحوار الوطني فضلاً عن تمكين حملة السلاح من اللحاق بركب السلام ومسيرة الوفاق الوطني، وأشاروا إلى أن القرار سيُسهم في المضي قدماً في تهيئة المناخ للتفاوض وتحقيق السلام. فيما أكد الخبير الإستراتيجي يونس محمود أن القرار جاء نتيجة لسلسلة قرارات سابقة أصدرتها الحكومة في سبيل معالجة جراحات الوطن والحروب غير المبررة، ويأتي في إطار أجواء التصالح السياسي العريض الذي ينتظم البلاد الآن، وأشار إلي أن القرار يُمثل ضغوطاً علي الحركات المسلحة التي رفضت الجلوس للتفاوض، ويوضح للمجتمع الدولي جدية الحكومة في تحقيق السلام وتسوية ملفات النزاع والتصالح السياسي العام، وأكد محمود أن القرار لا يعني أن تقف الحكومة مكتوفة الأيدي حال حدوث أي إعتداء على أمن المواطن بإعتباره خطاً أحمر، وكشف أن وقف إطلاق النار يعني ألا تبادر بالإعتداء على الطرف الآخر. ومما سبق يتضح لنا أن القرار سيخلِق مناخ إيجابي للمفاوضات مما سيُسهم في تحقيق السلام والإستقرار بالبلاد خصوصاً في ظل مواصلة الحوار مع الحركات المسلحة خلال المفاوضات التي من المقرر أن تبدأ شهر يناير الجاري.