عقد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السّودان، السّيِّد هيلي منقريوس مؤتمراً صحفياً امس أشاد فيه بالخطوات التي اتخذتها حكومة الوحدة الوطنية في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل مشيرا إلي أن الانتخابات التي يجري الاستعداد لها لان هي احدي استحقاقات هذه الاتفاقية. و قال السيد منقريوس في أول مؤتمر صحفي له منذ تعيينه ممثلا خاصًّا للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسًا لبعثة الأممالمتحدة في السودان إن التوقيع على اتفاق السلام الشامل يعتبر إنجازاً تاريخياً لم يُنه فقط عقودًا من الحرب الأهلية التي كلفت الملايين من الأرواح، بل شمل أيضا المبادئ التي من شأنها أن تجلب السلام الدائم . و امتدح سيادته الحكومة والحركة الشعبية قائلاً الأطرافُ الموقعة علي الاتفاق تستحق الثناءَ، لأنهم حافظوا على التزامهم بتنفيذ الاتفاق، وإدارة المرحلة الانتقاليّة دون انهيار كبير في السنوات الخمس الماضية. و قال منقريوس في إشارة لمرحلة الانتخابات بأنها ربما هي الفترة الأكثر أهمية في تاريخ السودان منذ استقلاله و أشار إلي أن الشعب السوداني سيتخذ فيها قراراتٍ من شأنها أن تؤثر ليس فقط قي حياتهم، ولكن في حياة تلك الأجيال القادمة. وأكد إن المرحلة المهمّة والحاسمة المقبلة في تنفيذ اتفاق السلام الشامل هي إجراء انتخابات وطنية، والتي تجري لها حاليا الاستعداداتُ و قال ان الانتخابات القادمة لها وظيفتان غير منفصلتان أولاهما، أنها عنصر مهمٌّ وأساسيٌّ في تنفيذ اتفاق السلام الشامل وثانيهم أنها تقود إلي الدخول في العملية الديمقراطية في السودان. وقال الممثل الخاص للأمين العام انه يرى انه ولتحقيق هذه الأهداف يجب أن تجرى الانتخابات وفقا لاتفاق السلام الشامل وأن تجري في مناخٍ مواتٍ لضمان عملية انتخابية حرة ونزيهة. و قال إن ضمان عقد الانتخابات حسب الجدول الزمني المنصوص في اتفاقية السلام وضمان كون الانتخابات حرة ونزيهة ، هو مسئولية حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت من الطرفين الموقعين والمؤسسات التي أنشأتها الحكومة، وعلى رأسها المفوّضية القوميّة للانتخابات. وبالتالي، فإن الانتخابات في جميع جوانبها هي عملية وطنية سودانية. و امن علي أن تفويض بعثة الأممالمتحدة في السودان ينحصر فقط في تقديم المساعدة للحكومة والمفوّضية القوميّة للانتخابات وتنحصر في المساعدات التقنية واللوجستية للمفوّضية القوميّة للانتخابات لتمكينها من إجراء الانتخابات، وقال ان بعثة الأممالمتحدة في السودان، بالتعاون مع الجهات المانحة وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، قد قدَّمت المساعدة التقنية عبر شعبة المساعدة الانتخابية منذ تسجيل الناخبين وتشارك حاليا في تقديم المساعدات اللوجستية ولا سيما في الجنوب. وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة انه يريد أن يؤكد مجددا و بكل وضوحٍ أن الأممالمتحدة ليس لها دور في مراقبة هذه الانتخابات و شدد علي أن الانتخابات المقبلة هي مرحلة مهمّة في عملية توطيد السلام والتحول الديمقراطي في السودان.