للمرة الثانية على التوالى وفي أقل من شهر وجهت الجبهة الثورية ضربة قاسية لرئيس تجمع احزاب وحركات نداء السودان الصادق المهدي حيث اعلنت في بيان مطول لها بالتزامن مع ختام اجتماعات نداء السودان التى انعقدت بالعاصمة الفرنسية باريس مؤخراً بعدم تخليها عن حمل السلام . ومثلت الخطوة تناقضاً بين موجهات رئيس التحالف الذي يدعو الى عدم حمل السلاح واسقاط الحكومة بصورة سلمية وكذلك الإعلان الدستوري لنداء السودان ألزم القوى الحاملة للسلاح بأهداف التحالف السلمية المدنية، غير ان الجبهة الثورية كانت بعيدة جداً عن تلك الموجهات وقالت بانها تتحمل المسؤولية الكاملة في أي عمل مسلح ضد الحكومة السودانية. وحمل بيان الثورية عددا من التناقضات اذ انه اكد على وجود الجبهة الثورية في تحالف نداء السودان بصورة مدنية سياسة وفي ذات الوقت اكد على حمل السلاح بجانب انه اعتبر وجود الجبهة الثورية في نداء السودان واحد من مكاسب البحث عن السلام. وجاء بيان الجبهة الثورية بتوقسع مني اركو ومناوي ومالك عقار وهو الامر الذي يؤكد وجود خلافات بينهما والصادق المهدي ، رغم محاولة الرجلين تأكيد وجودهما في التحالف وان العمل المسلح لا صلة له بنداء السودان وهو ما يتنافي مع الأعراف السياسية والعسكرية غير ان توقيت اعلان الجبهة الثورية يدل على عدم مقدرة التحالف على تجاوز الخلافات، فقد سبق وان اتهم مالك عقار التحالف بتعميق الخلافات داخل الحركة الشعبية حينما اجتمعت احزاب نداء السودان بالداخل مع مجموعة عبد العزيز الحلو باديس ابابا مؤخراً. ويقول القيادي المنشق عن الجبهة الثورية محمد يوسف ان الخلافات بين قيادات التمرد " مني وعقار" مع الصادق المهدي ليست وليدة اللحظة فقد سبق ان نشبت صراعات قوية بين مكونات الجبهة الثورية حول زعامة المهدي، لقوى نداء السودان، واشتد الصراع بين مجموعة مالك عقار التي لا تؤيد رئاسة المهدي لنداء السودان، ومجموعة مناوي المؤيدة له، ويبدو والحديث ليوسف ان مناوي مؤخراً قبل برئاسة الصادق المهدي لتحقيق مكاسب سياسية واخراج صورة التحالف على انه سياسي مدني لايجاد شرعية للحركات المتمردة التى بات حملها للسلاح امر غير مقبول داخلياً ودولياً. وحصر يوسف خلافات مالك عقار والصادق المهدي في رفض الأول لرئاسة المهدي بسبب مواقفه تجاه خارطة الطريق، بجانب رفضه لموضوع توسعة التحالف الذي طرحه المهدي ورغبته في ضم احزاب المعارضة السلمية واحزاب التجمع الوطني بضم مجموعة جديدة من القوى السياسية والتي ترى الحركة الشعبية بأن هذه المجموعة تختلف في طرحها مع الحركات، مضيفاً ان تحالف نداء السودان ولد ليموت لجهة ان انه تحالف تكتيكي وليست استراتيجي باعتبار أن الجبهة الثورية ادركت انها اصبحت معزولة تماما بعد ان اصبح ترك السلاح والاقبال الى التفاوض والسلام خيار محلى واقليمي ودولى. وقال يوسف ان بيان الجبهة في ختام اجتماعاتها بباريس يؤكد انها لم تزل تنظر لزعيم حزب الأمة بأنه غير جدير بقيادة المعارضة وأنه لا يختلف عن القوى السياسية الموجودة على الساحة، غير ان الوضع الحالى يحتم عليها اقامة تحالف معه يتوقع له ان ينهار في اي وقت. يبدو ان الجبهة الثورية استشعرت بان الصادق المهدي يسعي للتضييق من خياراتها العسكرية وهو مادفع رئيسها مناوي الى اصدار بيان يعلن فيه عدم التخلى عن حمل السلاح واكد على تمسكهم بالخيارات والرهانات العسكرية عقب الإجتماع السابق مع مكونات نداء السودان والذي رفض من خلاله الإعلان الدستوري.