النجاح الباهر الذي حققته الانتخابات السودانية أكد وعي الشعب السوداني بالممارسة الديمقراطية الرشيدة التي تتيح له اختيار من يريد ليحكمه وفق قناعاته دون املاء من اي جهة، ولاشك إن الوصول بمرحلة الانتخابات إلى بر الأمان وضع حداً لشكوك المرجفين ومخاوف المترددين الذين وعدوا بحدوث ما جري في كينيا أو ايران دون أن يدركوا كنه ومعدن هذا الشعب السوداني الذي اختار طريق الديمقراطية دون سواه للتعبير عن خياراته وقناعاته. وجاءت نتيجة الانتخابات لتؤكد كل ذلك خلال النتائج التي اكتمل اعلانها بفوز الرئيس البشير بثقة الشعب فيه. وخلال هذا الاستطلاع الذي أجراه المركز السوداني للخدمات الصحفية وسط القوي السياسية المختلفة نقف على قراءتها لفوز البشير ورؤيتها وتمنياتها للمرحلة المقبلة التي لا شك ستكون مهمة في حسم كثير من القضايا التي يواجهها الوطن. تعزيز السلام حركة تحرير السودان جناح مناوي أشادت بقيادتها السياسية والعسكرية بالنتائج التي تمخضت عن الانتخابات الأخيرة معبرة عن تهنئتها للفائزين ومؤمنة على تعاونها التام مع الحكومة الجديدة المنتخبة بما يخدم قضايا الوطن. ودعا الأستاذ الطيب خميس القيادي بالحركة إلى ضرورة اتفاق أبناء دارفور على موقف موحد داعم للحكومة لتعزيز سلام دارفور وسد بؤر الصراعات المختلفة لمواجهة التحديات مؤكداً أن المرحلة القادمة تتطلب المزيد من التعاون والثقة بين أهل دارفور لتحقيق الأهداف الرامية إلى بناء تنمية اجتماعية عادلة ومستقرة باعتبارها الركيزة الأساسية لبناء السلام. وقال إن تجربة الانتخابات كانت مثمرة وناجحة بكل المقاييس بما سادتها من أجواء تتسم بنوع من الشفافية والنزاهة والمساواة بين جميع المواطنين على مختلف أعراقهم وانتماءاتهم السياسية والجهوية. دارفور تكسب وأكد حزب المؤتمر الوطني أن انتخابات 2010م رفعت من مستوى الأداء السياسي حول قضية دارفور وعلى مستوى القضايا الأخرى بالإقليم. وقال القيادي بالمؤتمر الوطني دكتور كمال عبيد إن النسب العالية للتصويت في دارفور توضح بجلاء أن مواطني دارفور لم يكونوا طرفاً في المعارك التي وقعت هناك والتي تضرروا بسببها وذهبوا للمعسكرات مشيراً إلى أن هناك أجندة خفية كانت تستخدم في الإقليم استغلتها الجماعات المتفلتة عن القانون لكي تجني من وراءها المال والسلاح على حساب المواطنين. وقال إن هناك عدد كبير من المرشحين في انتخابات 2010م حاولوا التقليل من أهمية الانتخابات وتحريض أهل دارفور خاصة المعسكرات بعدم المشاركة فيها والإدلاء بأصواتهم وان كل المرشحين سيقاطعون الانتخابات بشكل جماعي ولكنه قال ان واقع الحال اختلف تماماً بوعي أبناء دارفور بأهمية الانتخابات التي تمثل نقطة التحول الحقيقية وأعادت إليهم قرارهم في اختيار من يمثلهم الأمر الذي كفلته لهم الانتخابات. وأضاف عبيد أن قضية دارفور قضية مختطفة وأن المؤتمر الوطني سيتعامل مع هذه القضية في الفترة القادمة برؤى وصياغات جديدة ستحددها قرارات مواطن دارفور الذي عبر عنها بنفسه من خلال الاقتراع. فوز مستحق المستشار علي عبد الله مسار رئيس حزب الأمة الوطني تقدم بالتهنئة للرئيس عمر حسن أحمد البشير وحزب المؤتمر الوطني وكل من مارس العملية الديمقراطية أياً كان الحزب الذي صوت له، معتبراً أن عدم حدوث أي خروقات أمنية تعكر صفو الانتخابات دليل على وعي وإدراك الشعب السوداني، أما الذين اعترضوا على الانتخابات وقاطعوها فقد جانبهم الصواب وأضاعوا على أنفسهم فرصة المشاركة سواء في السلطة أو المعارضة لمدة أربع سنوات قادمة. واعتبر مسار أن البشير استحق هذا الفوز استحقاقاً كاملاً خاصة في الشمال وكانت نسبة التصويت عالية، وقد وجد البشير التقدير من السودانيين الموجودين في الخارج الذين صوتوا له بكثافة، وكذلك أهل درافور وفي هذا رسالة واضحة للحركات المسلحة والمتآمرين على السودان، وهذا يستدعي أيضاً مراجعة القرارات الأممية ضد السودان والرئيس البشير. وكان هذا الفوز نتيجة الأداء المقنع للرئيس البشير خلال الفترة الماضية وموقفه من القضايا الوطنية. وقال مسار: كان ينبغي أن يأخذ البشير أصوات أكثر في الجنوب بدافع من الحركة الشعبية، لأنها شريك أساسي وفاعل خاصة وأن البشير هو الذي جاء باتفاق السلام وقام بتطبيقه على أرض الواقع. والمطلوب من الرئيس المنتخب جماهيرياً بتفويض من الشعب أن يكون حاكماً لكل الشعب وأن يختار حكومة مقبولة ومرغوبة ويحدث التغيير المطلوب، لأن الجميع يتطلع إلى قيادة تنفيذية قوية وفاعلة ودماء شابة في المرحلة المقبلة. تقدير خاص أما مختار بابو نمر ناظر عموم المسيرية قال إن فرحة المسيرية بفوز البشير أكبر من أن يعبر عنها بالكلمات وأنهم سيقفون معه خلال الفترة القادمة حتى يكمل مشواره، فالبشير جزء منهم لأنه عاش معهم فترة طويلة وتحرك منهم إلى الخرطوم لاستلام السلطة ولذلك يكنون له تقدير خاص، وأضاف: ولا أذيع سراً إذا قلت إننا كلما حضرنا إلى الخرطوم استقبلنا الرئيس في منزله وكان يصر على ذلك بدلاً من استقبالنا في مكتبه، فالعمل الذي قدمه البشير ليس بالشيء السهل لذلك نقف معه بقوة. أعادت الثقة المهندس الشيخ بيش رئيس المجلس الأعلى لمسلمي جنوب السودان اعتبر أن فوز البشير انتصار للشعب السوداني الذي أعاد الثقة فيه بنسبة مقدرة، وقال: نحن عندما كنا في ولاية جونقلي خلال الأيام الماضية حثينا المواطنين على التصويت للمشير البشير والفريق سلفاكير، لأنهما مثل قائدا الطائرة فلا يصلح أن تسير بدون أي منهما، ونتمنى أن يوفق الاثنين في الفترة القادمة ليقودوا السودان إلى بر الأمان ليصبح دولة كبرى، لأننا وطن رائد. ونتمنى كذلك أن يتم تنفيذ كل البرامج المطروحة حتى تكتمل اتفاقية السلام، وأوصيهما من موقعيهما أن السودان أمانة في أعناقهما. ونحن من ناحيتنا لدينا مسؤولية نحو الدعوة وتوصيل الرسالة إلى المناطق التي لم تصلها في جنوب السودان وسنعمل سوياً لتحقيق هذا الهدف. المصلحة الوطنية وتحدث إلينا الناطق الرسمي باسم تحالف حركات دارفور محمد عبد الله ود أبوك قائلاً: بعد ظهور نتيجة الانتخابات فإن القوى السياسية عليها أن تختار طريق التصعيد والمواجهة وفي هذه الحالة سيكون الخاسر هو الوطن والمواطن، أما الخيار الآخر فهو القبول بالنتيجة لأن الشعب السوداني يمر بمرحلة حرجة، والطريق الوحيد الذي يقودنا إلى المخرج من كل ذلك هو إقامة حوار وطني جامع بين كل القوى السياسية الحاكمة منها والمعارضة لأن هذا فيه المصلحة الوطنية العليا ووحدة وتماسك الشعب السوداني. وقال إنه لابد من التحرك والتفاعل وعدم التعنت، لأن ذلك يمكن أن يساعد في استمرار الاحتقان، وأضاف: نحن من جانبنا ننظر إلى الحكومة وإلى نجاح برنامجها الانتخابي في فهمها لقضية دارفور بإنزالها إلى أرض الواقع ومواجهتها لجميع التحديات بما في ذلك الوضع في الجنوب. نتائج واقعية الأستاذ عبد الله النور القيادي بالحزب الوطني الاتحادي قطاع جبال النوبة قال إنه رغم قرارنا بعدم خوض الانتخابات لكن خضناها وسنتعامل مع النتائج بواقعية، وأنا شخصياً غير متشائم تجاه المرحلة المقبلة فقد تأتي فرصة أخرى أفضل للمؤتمر الوطني، ونتمنى أن يتم تنفيذ كل ما وعد به السيد الرئيس لأن هذا قد يعطي النفوس شيئاً من الصفاء. تحول استراتيجي وتحدثت إلينا وزيرة الرعاية الاجتماعية سامية أحمد عمر قائلة: نتيجة الانتخابات اتضح من خلالها أن هنالك تحول إستراتيجي موجود داخل المجتمع السوداني وبالتالي فإن المرحلة القادمة هي مرحلة بناء مرتكز على وعي سياسي كبير من قبل الشعب السوداني سيما أن المؤتمر الوطني كان برنامجه الانتخابي واقعي وليس خيالي وبالتالي فإن المرحلة المقبلة ستكون هي استكمال ما بدأ من خطوات التنمية واستمرارها وإمكانية إنفاذها وذلك بناءً على ما تم بحيث ما قام به المؤتمر الوطني من النهضة والتنمية سيكون ضمان المؤتمر الوطني للشعب السوداني. هواجس الانفصال أما الناطق الرسمي باسم حزب التحرير فقد كان رأيه أن ليس هنالك تغيير عما سبق بحيث أن المسألة ثابتة وأن القضية ليست قضية أشخاص ومن يفوز بقدر ما هي قضية أنظمة ودساتير، فالأمر لا يتغير كثيراً. وقد يحدث تغيير للذين هم في السلطة. وبالتالي فإن فوز البشير لا يغير شيء لأنه موجود من قبل وأقام هذه الدساتير وملتزم بها، فالحال هو نفسه، لكن الخوف من المرحلة القادمة بحيث يتحقق الانفصال الذي تسعى له امريكا وعلينا الحيطة والحذر. تنفيذ الوعود الأستاذ جيمس اندريه رئيس حزب العمل الوطني أكد تأييدهم للرئيس البشير لأنه هو وحده الذي يمكن أن يكون الحادب على أمر اتفاقية السلام وهو الذي يستطيع أن ينزلها لأرض الواقع، وثانياً لأنه قطع عهداً مع الراحل جون قرنق بالمضي قدماً في اتفاقية السلام بينما فشلت كل القوى السياسية في تحقيقها منذ عام 1956م فهو الوحيد الذي لبى نداء الجنوبيين ووافق على أن يكون لهم حق تقرير المصير. الأستاذ إبراهيم محمد إبراهيم كان يتوقع أن تكون النتيجة أكبر من ذلك (68%) ولكن لوجود سواقط بالإضافة إلى أعداد كبيرة لم تدل بأصواتها نتيجة لانسحاب بعض الأحزاب فإن هذا أثر في النتيجة إذا أضفنا إلى ذلك نجد أنه توجد أحزاب لها وزنها السياسي تراجعت بشكل ملحوظ مثل حزب الأمة القومي، ففي آخر انتخابات جرت في البلاد 1986م نالت (101) مقعداً اليوم نجد أنها انحسرت وهذا دلالة على وجود تحول كبير في الساحة السياسية. أهل الفن والانتخابات أهل الفن ايضاً كانوا متفاعليين مع الاجواء السياسية في البلاد، الفنان راشد دياب تحدث إلينا قائلاً: أتمنى للسودان كل تقدم وازدهار. أما الفنان الكوميدي ناصر أدروب كان له رأيه فقال: هذه النتيجة متوقعة ولقد كنا متوقعين أن تكون أفضل من ذلك بكثير على أقل تقدير 80%، واعتقد من هذه النتيجة توضح الرجل المناسب في المكان المناسب، أما كثرة المرشحين فهي في اعتقادي مجرد اختلاف آراء، ولولا اختلاف الآراء لبارت السلع، وهذا أن دل على شيء إنما يدل على أن العملية الانتخابية جرت بنزاهة ووجود وديمقراطية حقيقية.