أكّد السفير عبد المحمود عبد الحليم المندوب الدائم للسودان لدى الأممالمتحدة،أنّ بلاده شَريكٌ فَاعلٌ في الجهود الدولية الرامية إلى نزع السلاح، وأنّه كان سبّاقاً في انضمامه للعديد من الإتفاقات والصكوك الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها إتفاقية منع الانتشار النووي، وإتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية CTBT، واتفاقية جعل أفريقيا منطقة خالية من الأسلحة النووية، وذكر بأنّ الخرطوم سبق وأن استضافت المؤتمر الأول للهيئات الوطنية الأفريقية المعنية بإنفاذ إتفاقية حظر الأسلحة الكيمائية. وقال عبد المحمود خلال تقديمه بياناً أمام مؤتمر الاستعراض الثامن لدول الأطراف في إتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية بنيويورك، إنَّ الأسرة الدولية تُعلّق آمالاً كبيرة على نجاح المؤتمر، باعتبار أن الإتفاقية تجاوزت الآن عقدها الرابع ولا يزال القضاء على الأسلحة النووية وتحقيق منع الانتشار النووي على النحو المتوخى في الإتفاقية هدفاً بعيد المنال. وحذّر عبد المحمود من مغبّة استمرار بعض الدول النووية في تفسير المعاهدة بطريقة تمييزية مخلة وغير عادلة بهدف تكريس الضغوط والشروط على حيازة الدول النامية للتقنيات النووية والمواد ذات الاستخدام المزدوج لتوظيفها في الاستخدامات السلمية، وأشار إلى ضرورة التعاطي مع قضايا نزع السلاح وفق منظور جديد في ضوء التحديات والأزمات الإقتصادية والمالية العالمية الراهنة وتبعاتها على الدول النامية، وصولاً إلى خفض الميزانيات التي تُخصِّصها الدول للتسلح وإعطاء الأولوية للقضايا ذات المساس المباشر بحياة البشر اليومية وفي مقدمتها التنمية المستدامة والتغيّر المناخي والتدهور البيئي. وشدّد على ضرورة انشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وأكد أن رفض إسرائيل الانضمام للمعاهدة وإخضاع برنامجها النووي لنظام الرقابة الشاملة من قِبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو الذي يقف عقبة أمام إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وأكد على الحق الكامل لجميع دول الأطراف في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وتوسيع تلك الاستخدامات لتفعيل التكنولوجيا النووية وتطبيقاتها في مجالات الصحة والزراعة والصناعة، وطَالَبَ بتقوية دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونبّه إلى ضرورة أن لا تستنسخ الوكالة الدولية جوانب قصور وسلبيات مجلس الأمن، وأن يتم تأكيد استقلالها وفعاليتها لخدمة الدول كافّة. وقال عبد المحمود، إنّ وفد السودان سينخرط بجد في مداولات المؤتمر ولجانه الفرعية وصولاً إلى تحقيق أهداف ومقاصد المعاهدة، وبلوغاً لعالم آمنٍ ومُستقرٍ.