الخرطوم-"القدس العربي": تميزت الدورة الرابعة عشرة لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب، بفعاليات ثقافية على مدار اليوم في كافة مجالات الفنون والثقافة مع عزوف واضح من القراء عن شراء الكتب بسبب ارتفاع أسعارها. وتشارك في هذه الدورة 250 دار نشر من 20 دولة. وضم المعرض نحو 24 ألف عنوان تشتمل على كتب في مختلف فروع المعرفة واختير الأديب الراحل عبد الله الطيب، ليكون شخصية العام. وأوضح وزير الثقافة والسياحة والآثار السوداني، عمر سليمان آدم، اهتمام وزارته بشأن الثقافة، مؤكدا طرح مشاريع ثقافية في مجال نشر المعرفة وإحياء وحسن إدارة التنوع الثقافي وتحقيق الريادة على المستوى الإقليمي والدولي وتعزيز القيم الثقافية والاجتماعية ونشر ثقافة السلام. الدكتور جرهام عبد القادر وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار ورئيس اللجنة العليا المشرفة على تنظيم المعرض قال إن هذه الدورة (17-29 تشرين الأول/اكتوبر) شهدت عددا من المشاركات الجديدة، مشيرا إلى أن معرض الخرطوم الدولي خطا خطوات واثقة نحو التميز والانتظام من دورة إلى أخرى. رئيس اتحاد الناشرين المصريين، سعيد عبده، الممثل لإتحاد الناشرين العرب، ركّز على ضرورة الاهتمام بحقوق الملكية الفكرية، وقال إن تنظيم مثل هذه المعارض يؤكد اهتمام الدول والحكومات بالقراءة ودعم الثقافة، منوها أن صناعة النشر في العالم العربي تعاني من مشكلات عديدة، أبرزها ضعف القوانين المطبقة لحماية الإبداع العربي والملكية الفكرية. وشهد المعرض فعاليات ثقافية متنوعة تمثلت في الندوات وتدشين الكتب الجديدة وتكريم المبدعين. وشهد المعرض انطلاق النفير القومي لإعلاء قيمة الوقت واحترام المواعيد، وضمن الفعاليات خصصت مساحات واسعة للأطفال عبر مرسم حر وورقة تناولت ثقافة الطفل بين الماضي والحاضر، وتم تكريم يوسف عبد القادر مقدم برنامج ركن الأطفال في الإذاعة السودانية. وبمشاركة الشاعرة الجزائرية عائشة حداد تم تدشين ديوان الشاعر محمد نجيب محمد علي، وإطلاق رواية "الملك وصبي الأفيون" للكاتبة سارة عبد المنعم التي قال عنها الناقد عز الدين ميرغني، إنها عالجت عدة موضوعات منها ظاهرة الختان الفرعوني والآثار السالبة التي يحدثها على المرأة نفسيا واجتماعيا، مبينا إن الرواية وظفت تماما لخدمة قضايا المرأة والمجتمع، مشيرا إلى تقنية الإيواء وهي تقنية يتفرد بها كتاب الرواية في السودان خاصة كاتبات الأدب النسوي. وقُدمت قراءة في شعر المرأة السودانية "روضة الحاج نموذجا" ونظمت جمعية الأخوة السودانية المغربية ليلة شعرية بمشاركة عدد من الشعراء الدبلوماسيين وحضور أبناء الجالية المغربية في السودان. كما شهد المعرض ندوة المكتبات الوطنية ودورها في إحياء المكتبات العامة وتم تدشين كتب "داعش" للبروفسور ابراهيم الخليل، وديوان شعر "لك في كل الطقوس" لأحمد قنديل، وكتاب "مشاعر الكترونية" لانتصار عثمان سر الختم. وتم توقيع كتاب "حكاية رجل تعب من تفسير الماء بالماء" للكاتب جمال غلاب. وتم تكريم الفنان عبد الكريم الكابلي، الذي يقيما حاليا في أمريكا، لما قدمه من مجهودات كبيرة لتطوير الأغنية السودانية والمحافظة على التراث السوداني الأصيل من خلال اهتمامه بالأغنية التراثية، وقدم عدد من الباحثين ندوة عن أثر الأغاني الحماسية على الشخصية السودانية والتي خلصت إلى أن هذا اللون من الأغنيات أسهم في إبراز عدد من القيم السودانية الأصيلة مثل الشجاعة والكرم والشهامة. وتناولت ندوة إبداع الصورة "السودان نموذجا" السلسلة التلفزيونية "أرض السمر" وقال أسامة الأشقر، الإعلامي والباحث والأستاذ الجامعي وأحد المشاركين في سلسلة "أرض السمر" التوثيقية عن حضارة السودان، إن الهدف كان النفاذ إلى ما وراء الصورة النمطية التي ترسم للسودان. خصص المعرض يوما لمحور التشكيل، وتم تقديم ندوتين، أولاهما: ندوة الفن التشكيلي أنماطه ومدارسه وأعلامه والندوة الثانية كانت عن تدشين الحكاية الشعبية في سنار. وشهد مسرح المعرض تكريم الفنان التشكيلي محمد عبد الله عتيبي. وكان لافتا للنظر مشاركة وزارة الثقافة في دولة جنوب السودان والتي ظلت تشارك في كل الدورات منذ انفصال دولة الجنوب، إضافة لدار رفيقي للطباعة والنشر وهي مؤسسة أهلية، والتي تعرضت في الدورة السابقة لمصادرة عدد من الكتب وصودرت منها في هذا العام رواية "الطواويس الغبشاء" للكاتب عبده فضل الله، ورواية "جمجمتان تطفئان الشمس" للكاتب منجد باخوس، وتشهد هذه الدار مؤازرة معنوية من الكتاب والشعراء. وكانت وزارة الثقافة والسياحة والآثار السودانية أعلنت قبيل انطلاق المعرض عن وجود كتب وصفتها بأنها تدعو للإباحية وإثارة النعرات القبلية، والإساءات العقائدية للدين الإسلامي، والأديان الأخرى، ووعدت بوقف عرضها حال التعرف عليها بالمعرض. ويشتكي زوار المعرض من ارتفاع أسعار الكتب في ظل الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه السودان، ويقول عدد من ممثلي دور النشر المشاركة، إن عزوف القراء عن الشراء يعود عليهم بخسائر فادحة بسبب التكاليف العالية التي تقع على عاتقهم لضعف العملة السودانية مقابل الدولار وهي العملة التي تقاس بها تكلفة ترحيل ونشر الكتب في الخرطوم. المصدر: (القدس العربي)