الخرطوم – وكالات: أعلنت الحكومة السودانية أمس الأحد زيادة أجور العاملين في الدولة في ميزانية العام المقبل، استجابة لمؤشرات غلاء المعيشة والتضخم التي بلغ مستويات مرتفعة، تجاوزت 68 في المئة. ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عن يوسف عبد الكريم، رئيس اتحاد عام نقابات عمال السودان، قوله إن الزيادة ستكون بواقع 500 جنيها (10 دولارات)، لأقل درجة في هيكل الرواتب، بينما تصل حتى 2500 جنيها (52 دولارا) للدرجات العُليا. ويبلغ الحد الأدني للأجور في السودان 425 جنيها (8.9 دولا)، ولم تتم زيادته منذ 2013. وأضاف ان الاتفاق تم أمس في اجتماع مع وزير المالية ورئيس مجلس الوزراء، معتز موسى. ويسهم انخفاض قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية في غلاء أسعار المواد المستوردة، وبالتالي في زيادة معدل التخضم. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أجازت الحكومة السودانية حزمة من الإجراءات الاقتصادية لقطاع الصادرات والواردات، بينها تحديد سعر صرف جديد للجنيه السوداني، للتحويلات الخارجية وعائدات الصادرات كافة. وتضمنت إجراءات المركزي السوداني إنشاء آلية جديد مستقلةل «صُنّاع السوق» من خارج الحكومة، لتحديد سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، تتكون من عدد من مديري المصارف وأصحاب متاجر الصرافة، وخبراء اقتصاد. وأقرت «آلية صُنّاع السوق» 47.5 جنيها سعرا رسميا للمصارف التجارية ومحلات الصرافة المرخصة، لجذب حصيلة الصادرات ومدخرات السودانيين العاملين في الخارج. ويعاني السودان من أزمات نقص في الخبز والطحين، والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانا 65 جنيها مقابل الدولار الواحد. على صعيد آخر تظاهر مئات الطلاب السودانيين أمس إحتجاجا على ارتفاع الأسعار في مدينتي الفاشر في اقليم دارفور المضطرب (غرب) والدمازين، عاصمة ولاية النيل الازرق جنوب شرق الخرطوم، وفق ما أفاد شهود. وجاءت هذه الاحتجاجات في وقت تشهد مختلف مناطق السودان نقصا في الوقود والخبز. ففي الخرطوم ينتظر المواطنون لساعات طويلة امام محطات الوقود، وفي الاحياء السكنية ينتظم افراد الاسر في طوابير طويلة للحصول على الخبز. وقال شاهد من مدينة الفاشر (حوالى الف كيلومتر غرب العاصمة) في طالبا عدم إيراد اسمه «خرج نحو 300 طالب من ست مدارس ثانوية وأحرقوا إطارات قديمة وجذوع أشجار على طريق تربط وسط المدينةبجنوبها وهم يهتفون: لا للغلاء لا للجوع». وأضاف «وصلت شرطة مكافحة الشغب وأزالت الإطارات من الطريق وفرقت الطلاب باستخدام الهراوات». وأورد شاهد آخر ان السوق الرئيسية في المدينة أغلقت ابوابها خوفا من تدهور الوضع. وقال عبد القادر محمد من سكان الدمازين (800 كيلومتر جنوب شرق العاصمة ) «تظاهر طلاب المدارس الثانوية وعددهم حوالى 500 وهم يهتفون ضد الغلاء وفرقتهم الشرطة باستخدام الهراوات». وأكد شاهد آخر أن «المدينة تشهد نقصا حادا في الوقود اضافة إلى تضاؤل انتاج مخابزها». وفي العاصمة الخرطوم، نشرت قوات مكافحة الشغب أمسناقلات جند قرب الجامعات ومحطات المواصلات العامة في حالة تأهب، وحمل عناصرها هراوات وعبوات غاز مسيل للدموع. وتراجعت قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الاجنبية جراء شح العملات الاجنبية في بنك السودان المركزي. ويعاني السودان اقتصاديا منذ انفصال جنوب السودان عنه العام 2011، وارتفع معدل التضخم فيه جراء فقدان 70% من عائدات النفط.