تعتبر التنظيمات السياسية للحركات المسلحة في الجامعات من اكثر التنظيمات التي اتخذت العنف وسيلة لتحقيق اهدافها ، وكما درجت علي الاعتداء بالضرب علي الاساتذة والطلاب متخذة شعارات تننادي بحقوق المهمشين والمظلومين في دارفور، لتثير النعرات الجهوية والعنصرية . ويعتبر طلاب الجبهة الشعبية المتحدة (UPF) الواجهة السياسية والذراع الطلابي لحركة المتمرد عبد الواحد محمد نور والذي عمل علي تواجدها داخل الجامعات السودانية . وعمل التنظيم علي تنفيذ أجندة رئيس الحركة علي أكمل وجه حتي أصبح يمثل خطراً علي الجامعات خاصه ان ممارسة العنف تتسم بإتلاف ممتلكات الجامعات بالحرق والتخريب. وكانت السلطات قد اعلنت في الاحداث الاخيرة من القبض علي إحدى الخلايا الموالية لعبد الواحد وتتكون من (25) فرد اوقفت بمدينة سنار . وكشفت اعترافات اعضاء الخلية تفاصيل عمليات التخريب والتخطيط لاستغلال الاحتجاجات بتحريض الطلاب للخروج الي الشارع والاحتجاج علي الحكومة . وكشفت اعترافات الخلايا الموالية لعبد الواحد أن توجيها صدر اليهم من قيادات الحركة بالاشراف علي تحريك التظاهرات من داخل الجامعات وذلك بإستمالة الاحزاب المعارضة من داخل الجامعات وحثهم علي الخروج رافعين شعارات تتعلق بالحقوق الخاصة بالطلاب ، وقد وجد هذا الامر التضامن من قبل طلاب الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية واحزاب يسارية اخري للمشاركة في التظاهرات ، مشيرين الي انهم اتفقوا قبل التحرك علي ضرورة القيام بأعمال شغب وتخريب . ويضيف الناشط السياسي محمد يعقوب أن وجود قواعد للأحزاب السياسية والحركات المسلحة داخل الجامعات وضعف الوعي الطلابي في النواحي السياسية جعل الخلافات تحل محل الحوار ، مشيراً الي أن ضعف الوعي الطلابي في النواحي السياسية كان سبباً كافياً لان تصل الخلافات الي مرحلة النزاعات الدموية، وأبان أن الأمر لم يقتصر على خلافات الطلاب وميولهم السياسي، ولكن تعدى ذلك للمخاطبات المباشرة من قبل الحركات المسلحة للطلاب وتوجيه أذرعهم داخال الجامعات من أجل تنفيذ أجندة خارجية. ويؤكد يعقوب أن هناك مجموعات حاولت الزج ببعض الكيانات الإجتماعية والروابط الإقليمية في الجامعات في قضايا سياسية محددة كما أن بعض الطلاب لديهم ارتباط وثيق بقيادات الحركات المسلحة وبالتالي فإن هذا الأمر ينعكس سلباً على الطلاب. فيما اجمع عدد من الخبراء السياسين علي أن الحركات المسلحة في الفترة الاخيرة اصبحت تستخدم الطلاب لتنفيذ أجندة خارجية للحركات المسلحة التي كانت كلما تلقت هزيمة في أرض المعارك تحاول أن تحول جبهتها إلى داخل الجامعات باعتبار أنها أكبر شريحة مؤثرة في المجتمع ، مؤكدين أن العنف الذي شهدته الجامعات خلال الفترة الأخيرة هو نتيجة أحداث خارجية يحاول أن يقحم فيها الطلاب خاصة وأن الحركات المسلحة أصبحت تحاول إستغلال المساحات الواسعة من الحريات الفكرية في الجامعات والمتاحة للطلاب لتحويل الجامعة إلى معترك بوسائل مختلفة . في الحقيقة الامر أن ما يجري داخل الجامعات عنف منظم من قبل حركات مسلحة تحاول أن تقحم فيه الطلاب وتذهب بأرواح من يقوم المجتمع على تربيتهم لكي يقودوا هذا الوطن الى الأمام ، وأحيانا هناك مجموعات تأتي من خارج الجامعة لإفتعال المشاكل داخلها بغرض تعطيل الدراسة فيها وتحطيم الممتلكات العامة. ظل تنظيم (UPF) يحاول إيجاد حالة من عدم التوازن السياسي بالوسط الطلابي وذلك من خلال احداث العنف الممنهج التي يتخذها طلاب الحركات المسلحة سلوك وسلاح ولغة للتخاطب مع النظام الحاكم وغالباً ما تنتهي بتجميد أو تعطيل الدراسة وهي غاية تسعي التنظيمات المتمردة للوصول اليها بمستقبل الطلاب والاضرار بالحكومة . تحاول المركزية العامة للجبهة الشعبية (UPF) تفعيل وتنشيط الحراك السياسي بعد الركود الذي حدث لها فعمدت علي استخدام طلابها لتنفيذ مافشل فيه العسكريين لدي الحركة بعد الهزائم التي تلقوها في جبل مرة، وبالتالي يحاولون إيجاد كسب اعلامي يؤكد وجودهم السياسي داخل العاصمة بل إمتد ذلك لتنظيم مظاهرات طلابية وخروج مستمر للشارع .