طرابلس (رويترز) – سقطت قذائف على حي ذي كثافة سكانية عالية بطرابلس ليل الثلاثاء، مما زاد من معاناة المدنيين جراء هجوم قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر المستمر منذ أسبوعين والذي يهدف لانتزاع العاصمة الليبية من الحكومة المعترف بها دوليا. وسقطت القذائف قبل منتصف ليل الثلاثاء بقليل على حي أبو سليم الجنوبي بالقرب من مطار غير مستخدم، مما أدى لمقتل أربعة أشخاص على الأقل مما يزيد عدد القتلى الذي تقدره الأممالمتحدة بما يزيد عن 800. وكتب مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا غسان سلامة على تويتر "ليلة مروعة من القصف العشوائي لمناطق سكنية. من أجل مصلحة ثلاثة ملايين مدني يعيشون في طرابلس الكبرى، يجب أن تتوقف هذه الهجمات. الآن!". ويعيش سلامة في طرابلس ويسعى دون جدوى لخطة لإحلال لسلام. ويصف حفتر والجيش الوطني الليبي عملية الزحف بأنها جزء من حملة لاستعادة الأمن وهزيمة المتشددين الإسلاميين في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011. لكن حكومة طرابلس المعترف بها دوليا بزعامة رئيس الوزراء فائز السراج والتي أوقفت تقدم قوات حفتر عند الضواحي الجنوبية ترى في هذا القائد العسكري البالغ من العمر 75 عاما طاغية خطيرا على غرار القذافي. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن آلاف المدنيين محاصرون في أحياء جنوبية بطرابلس بسبب القتال. وأضاف في بيان أن فرق الإنقاذ وموظفي الإغاثة يواجهون صعوبة في الوصول إليهم وإن إمدادات الكهرباء والماء والاتصالات تضررت بشدة. وفر نحو 20 ألف شخص حتى الآن من منازلهم، ويسعى البعض إلى ملاذ في مناطق أخرى داخل العاصمة لكن الغالبية تتجه إلى خارج المدينة. وذكر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 14 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب نحو 36 خلال الهجوم. قال مكتب السراج إنه تفقد المنطقة المتضررة صباح يوم الأربعاء. ويبعد حي أبو سليم نحو ثمانية كيلومترات عن مركز المدينة، خلف الخطوط الأمامية للقوات الموالية للسراج التي تصد قوات الجيش الوطني الليبي إلى الجنوب منها. وقال رجل يدعى محمد لرويترز "هذه حرب بلا معنى على المدنيين". وكان محمد واحدا من سكان غاضبين في المنطقة التي لحقت أضرار بمنازل وسيارات بها. وقال رجل آخر يدعى عبد الرزاق "رأيت القذائف وهي تسقط. هذه جريمة ارتكبها خليفة حفتر". وانتاب الذعر قوى دولية بسبب التصعيد في ليبيا الذي أفسد خطة للأمم المتحدة لإحلال السلام ويهدد بوقف إمدادات النفط من البلد العضو في منظمة أوبك وقد يؤدي إلى موجة جديدة من الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.