مراحل متقدمة توصل إليها السودان والأممالمتحدة والإتحاد الأفريقي في تنفيذ إتفاق الإنسحاب السلس لقوات حفظ السلام “يوناميد” من ولايات دارفور، ورغم التحسن الملموس في الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور والذي أقرت به البعثة إلا أن هناك إتهامات لها بمحاولة التماطل في إكمال الإجراءات النهائية لخروجها. ومؤخراً اتهمت حكومة ولاية غرب دارفورالبعثة بمحاولة عرقلة إستراتيجية خروجها من الولاية ومحاولة التاثير علي ما تحقق من إستقرار ، وذلك عقب عمليات الإعتداء والنهب التي جرت بمقر البعثة بالولاية. وفي هذا الإطار شن والي غرب دارفور المكلف اللواء الركن عبدالخالق بدوي هجوماً عنيفا،ً على بعثة اليوناميد بالولاية، واصفاً إياها بأنها تتماطل في تسليم آلياتها ومقارها للحكومة. وكشف بدوي عن تكوين لجنة تقصي حقائق حول حادثة تعرض مقر البعثة المشتركة للأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي “اليوناميد “بالولاية لعمليات إعتداء ونهب وسرقة وتخريب وتدمير للمعدات والأجهزة، مبيناً أن الممارسات التي وقعت في مقر البعثة من نهب وسرقة وتخريب وتدمير لا تشبه أخلاق السودانيين، وكشف عن تسريب البعثة لمجموعة من معداتها إلى السوق بطريقة غير سليمة قبل حدوث عمليات النهب والتخريب. وأكد والي غرب دارفور المكلف على إستكمال خروج بعثة اليوناميد من ولايات دارفور وفقاً للإتفاق الذي تم بين الحكومة والأممالمتحدة. وكانت وزارة الخارجية قد أكدت التزام السودان بتسهيل مهام خروج بعثة اليوناميد بشكل نهائي في يونيو 2020 م. وأشارت إلى ان التنسيق الجيد بين الحكومة وبعثة يوناميد مكن من عدم حدوث اي تراجع أو انتكاسة في المواقع التي اخلتها البعثة في المراحل السابقة، وأشارت الخارجية ان الاحتياج الحقيقي في ولايات دارفور يتعلق بإعادة الإعمار والتنمية إكمالا لتوصيات القرار (2363) بشأن دعم السلام . فيما أدانت الأممالمتحدة بشدة الإعتداء علي مقر قوات حفظ السلام العاملة في دارفور (يوناميد) بولاية غرب دارفور ونهب ممتلكاتها . وعبّر كل من مفوض السلم والأمن الأفريقي إسماعيل شرقي ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا عن قلقهما جراء هذا الهجوم غير المبرر على اليوناميد الذي ما انفك يوفر الأمن للناس في دارفور منذ عام 2007. وذكر بيان مشترك صادر عن مفوض السلم والأمن الأفريقي ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام حول اليوناميد وعملية السلام في دارفور أنهما أكدا على أنّ عملية انسحاب اليوناميد ستستمر حسب قرارات مجلس السلام والأمن في الاتحاد الإفريقي والأمانة العامة للأمم المتحدة. ويرى مراقبون أن هناك جهات تعمل على عرقلة إستراتيجية خروج البعثة الأممية من إقليم دارفور وإثارة البلبلة ومحاولة التاثير علي ما تحقق من استقرار بذرائع مكشوفه للالتفاف علي توصيات تقرير المراجعة، رغم إقرار فريق المراجعة الإستراتيجية للبعثة بتحسن الأوضاع في السودان وأشاروا إلى أن النقاشات التي تمت خلال الفترة الماضية حول خروج اليوناميد كانت مثمرة.