الحميمية والترحاب الكبير الذي إستقبل به الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، الوفد الإريتري الزائر للسودان برئاسة وزير الخارجية عثمان صالح، الذي سلم رسالة خطية من الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، أكدت على أهمية العلاقات السودانية الإرترية، وإهتمام الحكومة الجديدة بالسودان باستمرار الزيارات والتواصل بين البلدين وتطوير العلاقات بين إريتريا والسودان إلي علاقات شراكة إستراتيجية في المجالات كافة، فضلاً عن تنشيط الحركة التجارية بين الدولتين الذي يتماشي مع حرص المواطنين في المناطق الحدودية على أن تكون المناطق الحدودية آمنة ومستقرة تنساب فيها المصالح المشتركة. وقد أوضح المسؤول الإريتري الزائر أن الوفد قدم التهاني لرئيس المجلس السيادي بتشكيل مؤسسات المرحلة الإنتقالية بالسودان، مبيناً بأن رسالة الرئيس أفورقي للبرهان تتصل بتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين في جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة، فضلاً عن الدعوة لتقوية العلاقات بين البلدين وتفعيل دورالدبلوماسية الشعبية للارتقاء بعلاقة البلدين رسميا وشعبيا. وتأتي الزيارة الإرترية لتطوي صفحة الشد والجذب بين البلدين التي إتسمت بها المرحلة السابقة قبل ثورة ديسمبر المجيدة، حيث تزامنت الزيارة مع التوجهات الجديدة لرئيس مجلس رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك الذي أكد أن الفترة الانتقالية ستشهد سياسية خارجية متزنة تُراعي في المقام الأول مصلحة السودان حتى يخرج من مرحلة العزلة ويصبح صالح لنفسه ولمحيطه الإقليمي والدولي، داعياً للتعامل بالحصافة والحكمة مع التحديات الكبيرة التي تواجه السودان في السياسة الخارجية . وفي ذات السياق أوضح حمدوك في في حوار تلفزيوني هو الأول له بعد أدائه القسم رئيساً لوزراء الفترة الإنتقالية التي تمتد ل (39) شهراً، أن قضايا السياسة الخارجية معقدة جداً لما تتسم به من الشد والجذب والمحاور، لكنه أبان بان ذلك لا يمنع من التعامل مع الدول الصديقة والشقيقة دون إملاء اي شروط، وأضاف قائلاً: “أن سياستنا الخارجية تخضع للمصالح المشتركة ولن نقبل أن تملى علينا أية شروط “. ومن جانبه كشف القائم بأعمال السفارة الأريترية بالخرطوم إبراهيم إدريس في تصريحات صحفية لل (smc) عن زيارة مرتقبة للرئيس اسياس افورقي للخرطوم خلال الايام القادمة يجري خلالها مباحثات ثنائية مع رئيس المجلس السيادي بالسودان عبدالفتاح البرهان، موضحاً بأن جدول أعمال الرئيس أفورقي لم يمكنه من المشاركة في إحتفالات السودان بتوقيع الوثيقة الدستورية، لكنه أعلن عن ترحيب بلاده بالإتفاق بين الأطراف السودانية وتشكيل مجلس السيادة، متمنياً أن تفضي عملية التغيير الي تحقيق رغبات الشعب السوداني. وقد أكد إدريس أزلية العلاقات السودانية الأريترية وخصوصيتها المستمدة من التاريخ المشترك والروابط الجغرافية والثقافية والاجتماعية بين شعبي البلدين، و أن انحياز الشعب السوداني لعدالة القضية الأريترية ماهو إلا انعكاس وتعبير طبيعي لتلك العلاقة، معلناً وقوف دولة أريتريا وانحيازها إلى خيار الشعب السوداني مع الإشادة بكل الخطوات التي تتخذها حكومة الفترة الإنتقالية الجديدة بالسودان. وإتفق الخبراء والمهتمون بالعلاقات السودانية الإرترية علي أن النهج الجديد للحكومة الإنتقالية بالسودان سيساعد كثيراً في فك الجمود في العلاقات مع العواصم المجاورة خاصة أسمرا، التي كانت العلاقة بينها والخرطوم تتأرجح بين التوتر والتحسن بسبب قضايا كثيرة متداخلة بينهما خاصة الحدود والإتهامات المتبادلة بإيواء الجماعات المعارضة للبلدين، حيث إحتضنت إريتريا العمل المسلح للمعارضة السودانية في العام 1994، وإستمرت مظاهر العداء بين البلدين حتي العام 2018م الذي شهد آخر مظاهر التوتر بين البلدين وذلك إثر إتهامات الخرطوم لأسمرا بدعم المعارضة السودانية والإتفاق مع أطراف إقليمية أخري لشن الحرب علي السودان، مما إستدعي الحكومة السودانية للإتجاه لنشر قوات على الحدود تحسباً لأي تهديدات محتملة على حدودها الشرقية وقفل المداخل البرية بين البلدين ومنع دخول السلع والبضائع إلي أرتريا . ولكن مع نجاح الثورة السودانية وزوال النظام السابق، إتجهت قيادتي البلدين للبحث عن العوامل المشتركة بين الدولتين والعمل علي تحقيق مصالح شعبي البلدين، وخلق علاقات أخوية مستمرة ومتينة تخدم مصلحة الشعبين. وكان أوضح مظاهر التوجه الجديد لتحسين العلاقة بين البلدين هو مشاركة والي ولاية كسلا المكلف اللواء ركن محمود بابكر همد في إحتفال الجالية الأريترية بولاية كسلا بالعيد الوطني الثامن والعشرين، حيث أكد الوالي أزلية ومتانة العلاقات السودانية الأريترية، مشيراً إلي أن ولايته تعتبرالأقرب إلى دولة أريتريا إجتماعياً وإقتصادياً وأن معظم منافذ السودان مع أريتريا عبر ولاية كسلا. وكان لافتاً في حديث الوالي المكلف، وبصفته قائداً للفرقة (11) مشاة بكسلا: (أنه ومنذ توليه مهام قيادة الفرقة لم تحدث أية إشكالية مع دولة أريتريا)، الأمر الذي وصفه المراقبون بأنه تأكيد علي حرص البلدين بأن تكون العلاقة بينهما متميزة وعلاقة شعوب وتواصل. كما أشار الوالي إلى أن مشاركته في الإحتفال تعتبر وقفة لتجديد العزم بأن تكون العلاقة بين البلدين أقوى مما كانت في السابق وأن ما كان في الماضي يعتبر سحابة صيف عبرت، منوهاً بأن كل الأطراف الآن نقف على أعتاب صخرة قوية تمكن من قيام علاقة جيدة ومتميزة بين البلدين.