حوار/ هنادي أحمد الحاج نعمل لبعث الجمال الحقيقي.. الفن مهارة وسفارة .. فإن كانت الموهبة مصدر العطاء لإقناع الآخرين وتغذية أرواحهم بالمعاني الجميلة الخيرة، فهي أيضاً سفارة تربط الشعوب وتثبت الوجود، وضيفنا طاف في الأرض شرقاً وغرباً يروج لوجه السودان المشرق وخصائصه المتميزة من خلال آلة الفلوت الموسيقية الناطقة والتي تظهر شخصية السودان المتميزة, والتي تحمل الطعم الأفريقي والعربي انه الموسيقار حافظ عبد الرحمن يحدثنا بلسانه مثلما يفعل بالآلة الموسيقية.. أنت هل استفدت من دراسة الفلوت؟ تعرفت على الإرث العالمي في رحاب الموسيقى الكلاسيكية التي كانت أساس منهج الدراسة, واستفدت منه كثيراً في معرفة تكتيك وإمكانات آلة الفلوت باعتبارها آلة غريبة.. وكنت أود لو رافقت هذه الدراسة بعض المناهج للموسيقى السودانية حفاظاً على لون وشكل الهوية للطالب أو الدارس.. ولكن لا بأس فالآن جامعة السودان قسم الدراسات العليا بدأ في تحقيق ذلك من خلال جهود الدارسين في مجال البحث وثمة مناهج سودانية بدأ تنفيذها في تدريس آلتي الفلوت والاكورديون على ما أذكر.. كانت ثمرة هذه البحوث.. ماذا تقصد بالهوية؟ لا أدري.. ولكنه شئ ملتصق بهذا البلد يعبر عنه ويدل عليه.. التعدد القبلي الواسع في السودان ألا يعقد مسألة الهوية؟ هناك قاسم مشترك يجمع القبائل في معادلة تقارب البناء الموسيقي والإيقاعي فالقبائل مهما تعددت فإنها متقاربة في سياق مشاعرها بحسب البيئة واللغة والتعايش.. بل هذا التعدد أعطانا صوراً كثيرة وجميلة ساهمت في تنوع الإطار والشكل والمفردة، فكل أغنيات الشرق والغرب والجنوب والشمال تجد قبولاً تاماً لدى الإنسان السوداني حسب مزاجه الخماسي.. وهو أمر يعطينا الأفضلية والتميز والثراء متى ما وجدت الفنون الإهتمام المطلوب بغية تطورها. ونظرة واحدة لموسيقى وسط السودان أو موسيقى ( أم درمان) تؤكد حديثي.. فقد تكونت هذه الموسيقى القوية والنافذة من تعدد جاء إلى أم درمان وعاش بها وانصهر في وعائها الحاني النابه واشترك الجميع في بناء هذا الشكل الراقي.. ولم يؤثر هذا التعدد في الهوية بقدر ما صار موقداً انصهر فيه المعدن الواحد.. الآن موسيقاك منتشرة في كل مكان فهل أنت سعيد بذلك؟ الحمد لله غاية السعادة.. وماذا بعد ذلك؟ أعمل لمشروع أكبر هل يمكننا معرفته؟ تقديم الموسيقى السودانية على المسارح العالمية المؤثرة أنه أمر صعب ولكني قطعت شوطاً طويلاً في ذلك... وقريباً سيحدث بإذن الله. سمعنا وقرأنا أنك تستعد للاحتفال باليوبيل الفضي لفرقتك الموسيقية؟ هذا صحيح.. وكان من المقرر له أن يكون في يوم 12/12 ولكن نسبة لعدم اكتمال البروفات بالشكل المطلوب تأجل العرض إلى وقت آخر قريب بإذن الله.. ما هي فلسفة هذا اليوبيل؟ يقوم على شعار الموسيقى في محاور جمال الوطن. بمعنى؟ بعث الجمال المغطى بغبار السنين في دواخل الإنسان السوداني, وإحياء الأشياء الرفيعة وتذكيره بها وبتفاصيلها التاريخية والاجتماعية والإنسانية, عساه يلتفت إلى أشياء عظيمة اكتسبها من تتالي راسخ وقوي كان أساس بناء هذا الإنسان. وهل تستطيع الموسيقى أن تفعل ذلك؟ الموسيقى تفعل فعل السحر إن تم توظيفها صحيحاً ,المهم أن نقدم في هذا الاحتفال موسيقى تلمس وجدانه وتكسب احترامه.. ليخرج هذا الإنسان بشعور مختلف تطول به قامته وتقود خطاه.. وماذا ستقدم في هذا الحفل؟ ثماني عشرة من مؤلفاتي الموسيقية. هل تذكر لنا بعضها؟ حتى نلتقي.. بين الذكرى والشجن.. مرافئ الطريق إلى الجنوب .. وهج الدليب.. الأيام الخالدة... غداً لتنبت السنابل.. ظلال.. إيقاع الجيل.. المرفأ القديم.. عروس الغرب.. الغزال النافر... ضوء الشموع.. ضوء القمر... عود الصندل.. ملامح من وجه القرية وغيرها.. والفرقة الموسيقية التي تصاحبك؟ تتكون من عشرين عازفاً ساهموا معي في كل مراحل بناء هذه الفرقة... ونعمل جميعاً لنقدم شيئاً مختلفاً يناسب الشعار المرفوع.. إذن سيكون هذا عقد تصالح مع جمهورك؟ أرجو ذلك مع احترامي الشديد لعشاق موسيقى الفلوت وأقول لهم إن الأبواب ستكون مفتوحة لهم بدون مقابل إلا من محبتهم.. لماذا أنت مقل في الظهور على أجهزة الإعلام؟ ليس لدي شئ جديد أقوله ماذا تقول لعشاق آلة الفلوت؟ أنها آلة تستحق عشقكم.. ما هي مشروعاتك الأخرى؟ سأغادر إلى دبي في نهاية هذا الشهر بإذن الله لتكملة الألبوم الجديد ( المرفأ القديم) وطرحه للجمهور عقب عيد الأضحى مباشرة, ليواكب الإحتفال باليوبيل الفضي.. وماذا يحوي هذا الإلبوم؟ ثماني من مؤلفاتي الخاصة.. آخر لحظة