تنويه هام من السفارة السودانية في القاهرة اليوم للمقيمين بمصر    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    نتنياهو يتهم مصر باحتجاز سكان غزة "رهائن" برفضها التعاون    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    الدفعة الثانية من "رأس الحكمة".. مصر تتسلم 14 مليار دولار    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شكوى للجنائية تطالب بعزل ومحاكمة أوكامبو.. تفاصيل جديدة عن واقعة صحفية جنوب أفريقيا..

(شكوى ضد مدعي المحكمة لويس مورينو اوكامبو تتعلق بارتكابه سوء سلوك خطير).. تحت هذا العنوان قدم كرستيان بالم الذي كان يشغل منصب ناطق إعلامي لدى مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قبل أن يفصله منه اوكامبو، قدم شكواه لرئاسة محكمة الجنايات الدولية في 20 اكتوبر 2006م، مدعمة بأدلة تشير إلى أن المدعي لويس مورينو اوكامبو ارتكب سوء سلوك في غاية الخطورة خلال ممارسته لمهامه الرسمية لا تنسجم ووظيفته الرسمية، وكذلك لا تتلاءم ومهام محكمة الجنايات الدولية وتسئ إليها بارتكاب جريمة اغتصاب او انتهاك جنسي او اعتداء جنسي ضد صحفية من جنوب أفريقيا، ولهذا السبب دعا بالم الجمعية العامة للدول الأعضاء في النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية عزل اوكامبو من منصبه.
وقد جرت ملابسات هذه الواقعة في الغرفة التي كان يقيم فيها اوكامبو بجناح الضيوف بفندق لورد تشارلز بضاحية سومرست وست بكيب تاون، وذلك في 28 مارس 2005م والمجني عليها (...) هي صحافية مرموقة بصحيفة (...) كانت قد حضرت إلى كيب تاون لإجراء حوار مع اوكامبو جرى الترتيب له في وقت سابق من ذلك اليوم.
أخطاء تستوجب العزل
وقدم كرستيان بالم سرد تسلسلي للأحداث والجريمة التي ارتكبها اوكامبو موثقة بالأدلة والبراهين وغيرها من المعلومات التي تدعم الاتهام، بما فيها وثائق ومستندات وتسجيلات صوتية ملحقة بالشكوى وذلك وفقاً لميثاق روما المنظم لأعمال المحكمة، وضُمن نص الشكوى الملفات الصوتية وجميع المرفقات التي تشمل تسجيلات في أقراص مضغوطة (سي دي) ومعلومات أخرى مستنبطة من جدول أعمال اوكامبو.
ويشدد بالم أنه إذا كانت الأدلة التي قدمت مع الشكوى للجمعية العامة للدول الأعضاء في النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية غير كافية لاتخاذ قرار بأن لويس مورينو اوكامبو ارتكب أخطاء جسيمة تستوجب عزله من منصبه، بإمكان مكتب التحقيق التابع للجمعية العامة للدول الأعضاء في النظام الأساسي للمحكمة التحقق من أن لويس مورينو اوكامبو قد انتزع مفاتيح سيارة الصحفية لإجبارها علي الصعود معه إلى جناح غرفته بالفندق ليمارس معها الجنس بالإكراه، بما في ذلك الجماع.
وقال إن على رئاسة محكمة الجنايات الدولية الالتزام بإبلاغ الشخص المقدمة ضده الشكوى (اوكامبو) او أي شخص آخر يمثله بعدم القيام بأي خطوات تهدف لتهديده أو تهديد الصحفية أو يفيز سوركوبي الذي يعمل وقتها في منصب رفيع بالأمم المتحدة بنيويورك، لأن ذلك يعد أمراً غير مقبول ويعتبر عرقلة للعدالة، وقد يقود إلى تقديم شكوى جديدة ضده.
فوق القانون
قبل أن يشرع في السرد التفصيلي للأحداث تحدث بالم عن دوافعه الشخصية لتقديم هذه الشكوى، فهو يعتبر انه لا يمكن أن يكون القائم علي محكمة الجنايات الدولية والذي انتخب لتولي منصب كبير المدعين، أن يكون فوق القانون والقوانين التي تحكم العلاقة بين أفراد المجتمع. وأبان أنه منذ أن وصلته معلومات عن ما قام به اوكامبو في اليوم التالي للواقعة أدرك انه في مرحلة ما سيكون مضطراً لتقديم شكوى ضده، دافعه في ذلك هو إعلاء المهنية والمعايير الأخلاقية وليس لدوافع شخصية، وقال: المؤسف أن مدعي محكمة الجنايات الدولية وهو احد ارفع المسؤولين عن تطبيق العدالة في العالم يقوم بذلك العمل الشائن بإجباره امرأة علي ممارسة الجنس معه بالإكراه، وهو فعل يستحق من قام به السجن في معظم البلدان المتقدمة في العالم، ويضيف:( انتابني شعور قوي باني لست على استعداد أن أعيش وأنا على علم بجريمة اوكامبو غير المبلغ عنها، وان اكامبو يواصل عمله بعد ارتكابه لهذه الجريمة).
ويسرد بالم في شكواه أربعة أسباب جعلته ينتظر حتى ذلك الوقت لتقديم الشكوى ضد اوكامبو، أولها أنه انتظر حتى التقى مرتين بيفيز سوروكوبي في 30 نوفمبر 2005 واستماعه إلى تسجيل محادثة هاتفية بين سوركوبي والصحفية بتاريخ 30 مارس 2005م .السبب الثاني انه كان ينتظر أن يقدم له سوركوبي النسخة الأصلية من التسجيل الصوتي للمكالمة الهاتفية مع الصحفية، اذ إن سوكوربي كثيراً ما وعده بتسليم التسجيل لكنه لم يفعل، ذلك لأنه كان يخشى من أن تقديم الشكوى ضد اوكامبو قد يؤثر سلبا علي وضعه المهني. ثالثا انه لم يكن مدركا حتى وقت قريب بأهمية عدم الإجماع علي تعريف الاغتصاب والاعتداء الجنسي، أما السبب الأخير فهو حصوله مؤخرا علي استشاره من خبير حول كيفية استخدام المواد المسجلة وكيفية رفع درجة نقاء الصوت في المواد المسجلة للتسجيلات المتعلقة بالواقعة، راجياً أن لا يفهم من خلال تقديم هذه الدعوى انه لا يدين بالولاء لمحكمة الجنايات الدولية ، بل انه ضد شخص يعتقد انه ارتكب جريمة في غاية الخطورة تجعله علي رأس قائمة مرتكبي جرائم الاغتصاب، لذا فإن تقديم هذه الشكوى عمل يتطلب الإشادة والتحفيز وليس الإدانة والعقوبة.
الشاطئ ومفتاح السيارة
أرفق بالم شكواه بقرص مضغوط يحوي تسجيلان صوتيان لمحادثة بين سوركوبي ومحادثة الصحفية التي تم تسجليها في 30 نوفمبر 2005، في هذا اليوم أجرى سوركوبي محادثة هاتفية مع الصحفية في جنوب أفريقيا مستخدماً هاتفه الثابت بمكتبه بالمحكمة.
دعا بالم يفيز سوركوبي إلى مكتبه وأثار معه الإحداث التي جرت في 28 و29 و30 مارس 2005 وأدار جهاز التسجيل الموضوع في جيبه دون أن يلاحظ ذلك، واستمر هذا الحوار لنحو 15 دقيقة.
في الساعة 9.00 وصل اوكامبو مدينة كيب تاون مباشرة من بيونس ايرس، وكان علي وشك المشاركة في مؤتمر ( العدالة التقليدية وامن المجتمع) الذي انعقد خلال الفترة من 28 مارس حتى 1 ابريل وكان مقررا أن يخاطب اوكامبو المؤتمر في اليوم الثاني لانعقاده، غادر اوكامبو المطار عبر سيارة إلى مقر انعقاد المؤتمر بفندق لورد تشارلز في ضاحية سوم رست وست (50 كيلومتر من وسط كيب تاون) حيث حجز له منظمو المؤتمر بجناح الضيوف بالفندق.
التقي اوكامبو بالصحفية لإجراء مقابلة صحفية كانت مدرجة في برنامج عمل اوكامبو مسبقا بناء علي موعد سابق حدده يفيز سوركوبي الناطق الرسمي باسم مكتب مورينو اوكامبو .
وصلت الصحفية إلى الفندق وبعد أن أجرت المقابلة كانت تنوي الذهاب إلى شاطئ البحر، فأصر اوكامبو علي الذهاب معها، ومن ثم أجرت مكالمة هاتفية مع سوركوبي الذي كان موجوداً وقتها في نيويورك، لإبلاغه بأن لديها مشكلة مع اوكامبو الذي منعها من المغادرة، الأمر الذي أغضبها. أصر اوكامبوا علي الذهاب إلى شاطئ البحر ثم عادا من الشاطئ بسيارة الصحفية إلى الفندق حيث دعاها اوكامبو إلى تناول مشروب ببار الفندق، ووضعت مفتاح سيارتها علي المنضدة ومن ثم دعاها اوكامبو للصعود معه إلى غرفته بالفندق لكنها رفضت فاخذ اوكامبو مفتاح سيارتها، وصعد به إلى غرفته وبالتالي لم تتمكن من مغادرة الفندق من دون سيارتها، لأن الفندق يقع علي بعد 50 كيلو متر من وسط المدينة.
لحقت الصحفية باوكامبو إلى داخل غرفته بالفندق لأخذ مفتاح سيارتها، لكن اوكامبو رفض إعادة المفتاح ما لم تخضع لطلبه بممارسة الجنس معه، فاستجابت لطلبه مرغمة قبل أن تستلم مفتاح سيارتها، وفور مغادرتها غرفة اوكامبو بالفندق أجرت مكالمة هاتفية مع سوركوبي لإخباره بما حدث لها.
صراخ وسلوك سيئ
في محادثتها الثانية مع سوركوبي كانت الصحفية تتحدث بحرقة، فقد كانت تبكي وتصرخ وهي تقول إن شيئا فظيعا حدث لها، وان اوكامبو اجبرها علي ممارسة الجنس معها بعد أن اخذ مفتاح سيارتها إلى غرفته، وروت له تفاصيل ما حدث معها. كانت في ذلك الوقت تصرخ وهي تتحدث لسكوربي..
يفيز سوركوبي:
اعتقد انه أغلق عليك باب الغرفة.. اخذ مفاتيحك
الصحفية: نعم نعم اخذ مفاتيحي
- اتصلت بي ذلك الصباح وقلتي لي تبعك.
- (صوت صراخ وبكاء)
- لقد قلتي لي انه أخذ مفاتيحك وأغلق باب الغرفة بالداخل..
لقد قلتي أنك لم تتمكني من المغادرة وانه ألقي بنفسه عليك..
- فعلت ذلك كي اخرج من هذا الموقف.
- لقد شرحتي لي ما حدث بوضوح وهو بطريقة او بأخرى القي بجسده عليك.
أعرفك منذ فترة لكن لم أراك من قبل في مثل هذه الحالة
أنتِ مضطربة هل تشعرين انه انتهك (..)
ويروي بالم أنه بعث برسالة من حساب بريده الالكتروني التابع لمحكمة الجنايات الدولية إلى سوركوبي اخبره فيه بان اوكامبو عاد إلى لاهاي من جنوب أفريقيا مساء الأربعاء 30 مارس 2005، بعدها تلقى ردا من سوركوبي ذكر فيه انه سمع شيئاً سيئاً عن (سلوك اوكامبو) مع الصحفية التي أجرت معه حوارا صحفياً في اليوم السابق بجنوب أفريقيا.
مكالمات ورسائل الكترونية
وفور قراءة بالم للرسالة أجرى اتصالا هاتفيا من هاتف بالمكتب مع سكوربي بنيويورك، حيث أبلغه الأخير عن محادثه هاتفية جرت بينه والصحفية أبلغته خلالها بان اوكامبو وبعد أن اجرت معه الحوار الصحفي اجبرها علي ممارسة الجنس معها، بعد أن اخذ مفتاح سيارتها ورفض إعادته لها ما لم تمارس معه الجنس في جناحه بالفندق، وقال إنها كانت تبكي وتصرخ خلال المكالمة الهاتفية، ولم يخض في التفاصيل. وبعد المكالمة الهاتفية سجل بالم بعض النقاط كي يضعها في مفكرته الشخصية، وبعث رسالة بريد اليكتروني لسوركوبي طلب منه أن يكتب كل شئ حول هذه الأخبار السيئة.. أن يشرع في الكتابة فورا قبل أن تتوارى التفاصيل عن ذهنه.
غادر سوركوبي نيويورك في 29 مارس، وفي اليوم التالي عاد إلى مقر عمله بمبني المحكمة، حيث أجرى محادثة هاتفية بهاتفة بالمكتب مع الصحفية في جنوب لاستخدام سماعة الهاتف لتسجيل مجريات المكالمة بجهاز تسجيل رقمي، امتدت المكالمة لأكثر من عشرين دقيقة وكانت الصحفية تبكي وتصرخ من حين لآخر بغير إرادتها، ما أعطى انطباعا بأنها تعرضت للأذى، وطلب منها سوكوربي أكثر من مرة اخذ استشارة او مساعدة قانونية. وقد ركزت المحادثة حول ملابسات ما حدث في 28 مارس، حيث تأكد أن اوكامبو اخذ مفتاح سيارتها لإجبارها علي ممارسة الجنس معها داخل غرفته بالفندق، وقد سألها سوكوربي هل اغتصبك اوكامبو ردت قائلة: ليس هذا اغتصابا لأن اوكامبو لم يستخدم العنف ضدها خلال حديثه معها، وقد كرر سوركوبي في عدة مناسبات أن مورينو اوكامبو اخذ مفتاح سيارتها وانه القي بنفسه تجاهها.
مقابلة في لاهاي
ويؤكد بالم أن المعلومات التي أطلعه عليها سوركوبي يومي 29 مارس و30 نوفمبر، والمعلومات حول المكالمة الهاتفية بين سوركوبي والصحفية تؤكد بما لا يعطي مجالاً للشك أن اوكامبو ارتكب واقعة اغتصاب او اعتداء جنسي او ممارسة جنسية بالقوة او انتهاك جنسي في حق الصحفية.
وجاء في المقابلة التي جرت بين كرستيان بالم ويفيز سوركوبي بتاريخ 30 نوفمبر 2005م:
كرستيان بالم: اذا لقد التقي بها من قبل خلال زيارتها هنا.
يفيز سوركوبي: لقد جاءت إلى هنا وأجرت معه مقابلة صحفية حيث التقيا لأول مرة.
- حسنا لقد التقيا من قبل أليس كذلك؟
-حسنا نعم لقد كانت وقتها هنا في هولندا لإعداد قصص إخبارية اقتصادية.
- حسنا
- قصص إخبارية حول شركة هولندية ولقد جاءت إلى هنا لان الشركة مقرها الرئيسي في لاهاي، وقد قررت بعد ذلك إعداد مادة صحفية حول محكمة الجنايات الدولية، وقد اتصلت بي هاتفيا و قمت بترتيب مقابلة صحفية بينها واوكامبو .
- اذا هما يعرفان بعضهما البعض من قبل.
- نعم لقد كانت معرفة تتعلق بعمل رسمي
أوكامبو يغيب عن المؤتمر
ويمضي الحوار بين الرجلين:
- هل تابعته لأخذ مفتاح سيارتها؟
- نعم، قالت إنها تريد سلسلة مفاتحيها وكان من بينها مفاتيح منزلها. لذا صعدت إلى غرفته لاستعادة المفاتيح
وكشفت المحادثة عن ما هو أخطر:
سوركوبي: أتذكر أن موعداً معها كان مسجلا علي جدول أعماله بجنوب أفريقيا وقد تمت إزالته من الأجندة
بالم: نعم ، لقد تمت إزالته. ولكن هناك رسالة مرفقه بجدول أعماله، تقول إن صحفية تطلب مقابلتك في جنوب أفريقيا
- حسنا
- كانت جلسات المؤتمر توشك أن تبدأ وكان مقرراً أن يخاطبه في اليوم التالي ولم يذهب إلى المؤتمر في يومه الأول.
واستمرت اتصالات أوكامبو مع الصحفية حتى بعد الحادثة، كما كشفت المحادثة:
سوركوبي: اتصل بها هاتفياً قبل أن يغادر لأنه ربما أدرك انه فعل شيئا فظيعا
بالم: ربما أدرك أن ما قام به ستكون له انعكاسات سيئة وقد حاول او أراد أن يطلب منها أو يقنعها بأن لا تتقدم بشكوى ضده.
سوركوبي: هذا ما أثار استغرابي.
وجاء في المفكرة الشخصية لكرستيان بالم ليوم 29 مارس 2005م:
الموضوع: دارفور: هل لويس مغتصب؟
الإعداد والتخطيط لازال جاريا لما هو متوقع وهو إحالة الوضع في دارفور لمحكمة الجنايات الدولية حيث تشير المؤشرات علي أن مجلس الأمن الدولي ربما يصوت لذلك اليوم او غدا وان ذلك مرتبط بتوفير الأغلبية الكافية داخل مجلس الأمن للتصويت لصالح القرار في ظل (امتناع الولايات المتحدة). شرعنا أنا وداريل في إعداد بيان صحفي وأسئلة وأجوبة حول الأمر من دون أي مساعدة من لويس وبعد إعداد البيان الصحفي وقائمة الأسئلة والأجوبة رفض لويس اعتمادها حتى يتم توزيعها داخل مكتبه.
كان لويس فيما يبدو يتظاهر بأن شيئا من هذا القبيل لن يحدث، ولم يكن يفهم انه حال ما صدر القرار سنتلقى عدة مكالمات هاتفية وأسئلة من وسائل الإعلام والمنظمات الطوعية غير الحكومية .
هذا الأمر أثار غضب داريل فكتبت تعليقا مازحا يقول (اليوم وكالمعتاد في مكتب مدعي محكمة الجنايات الدولية لا يوجد أي تنسيق وربما ينتظر الجميع حتى الدقيقة الأخيرة) وهذا ملخص حقيقي لنهج لويس اوكامبو في الإدارة.
الشئ الثاني الذي حدث في هذا اليوم كان خطيرا وأصابني بالقلق، ففي المساء تلقيت رسالة عبر البريد الالكتروني من يفيز من نيويورك كتب يقول فيها انه تلقى أخباراً سيئة من الصحفية التي أجرت مقابلة صحفية مع لويس في كيب تاون أمس.
إلى أن يقول: هذه القصة السخيفة يصعب تصديقها لكن لا شئ مستحيل مع لويس فهو ليس فقط مدير حقير وردئ وإنما أيضا مغتصب.
الاغتصاب وشرط الموافقة
ذهب بالم في شكواه إلى أن الحادثة لا تخرج من كونها حالة اغتصاب او اعتداء جنسي او ممارسة جنسية بالقوة او اعتداء جنسي بالقوة، لأن عنصر الموافقة بحرية علي ممارسة الجنس من طرف الصحفية لم يكن متوفرا لكنها قبلت بالإكراه. فقد شرحت ما حدث لها خلال مكالمتها الهاتفية المسجلة مع يفيز سوركوبي في 30 مارس 2005م، بقولها ان الأمر لم يكن اغتصابا لأن اوكامبو لم يستخدم ضدها العنف، وهذا فهم غير صحيح منها لمفهوم الاغتصاب من الناحية القانونية، كما يؤكد بالم الذي يوضح: الحقيقة أن الصحفية لا تعي أن عدم الموافقة يعد شرطا جوهريا في تعريف الاغتصاب وليس استخدام القوة ضدها، بدليل أنها كانت تعاني أعراض (متلازمة صدمة الاغتصاب) والذي يعرف اختصارا ب(ار تي اس) وهي مرض نفسي معروف أعراضه يتمثل حالة من الهستيريا تعاني منها بعض من تعرضن للاغتصاب، وهي الحالة التي كانت تعاني منها خلال اتصالها الهاتفي بسوركوبي في 30 مارس.
ويعضد بالم بما قاله بالإشارة إلى المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان خلال حكمها لقضية (ام. سي. في بلغاريا) (4 ديسمبر 2003م) التي أكدت انه لابد من النص علي استخدام عنصر القوة الجسدية والمقاومة الجسدية في القوانين المحلية ، كما أن بعض القوانين تشير أيضا في تعريف الاغتصاب إلى استخدام مرتكب جريمة الاغتصاب العنف او التهديد باستخدام العنف كوسيلة للوصول الى مبتغاه. كما أشارت المحكمة أيضا إلى أن القانون الجنائي الدولي ينص علي أن (استخدام القوة ليس عنصرا في تعريف الاغتصاب) ومصداقا لذلك فإن محكمة الجنايات الدولية حول يوغسلافيا السابقة وبعد النظر في (قضية فوكا) أشارت إلى أن أية عملية جنسية من دون موافقة الضحية تعتبر (إغتصابا) وان هذه الموافقة يجب أن تتم بحرية من خلال الظروف المحيطة بالواقعة. كذلك فإن محكمة الاستئناف الخاصة بقضية فوكا التي نظرتها محكمة الجنايات الدولية أشارت أيضا إلى وجود عوامل أخرى بجانب القوة الجسدية في تعريف الاغتصاب، ومن بينها عدم موافقة الضحية علي ممارسة العملية الجنسية. إلي جانب ما ذكر فإن المحكمة الأوربية حول حقوق الإنسان تشير إلى الإجماع علي أن (عدم القبول) أو (عدم الموافقة) من جانب الضحية شرط أساسي في تعريف جريمة الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي، كما أن (الموافقة) في العلاقات الجنسية كانت محل نقاش مكثف وعميق في كليات القانون في الولايات المتحدة وكندا، وبعض الكليات وضعت موجهات حول تعريف الاغتصاب ومن بين الذين كتبوا عن ذلك الدكتور الان دي بيركويتز.
أشار الدكتور بيركويتز في موجهاته إلى ضرورة توفر أربعة شروط بدرجات مختلفة حول العملية الجنسية او الممارسة الجنسية، وهي تستخدم أيضا في توصيف أية ممارسة جنسية جرت في الماضي لتحديد ما اذا كانت هناك حرية في الموافقة علي الممارسة الجنسية. .
والشروط الأربعة هي: العقل والإدراك لدى الطرفين، الحرية الكاملة للطرفين في اتخاذ قرار ما هما مقبلان عليه، أن يعبر الطرفين عن رغبتهما بصراحة ووضوح إضافة لتلاقي رغبتي الطرفين علي ذلك العمل.
في حادثة اوكامبو في جناح الضيوف بفندق سوميرست بجنوب أفريقيا توفر الشرط الأول فقط من بين الشروط المنصوص عليها في الفقرة السابقة ، أما الشرط الثاني الذي ينص علي حرية الطرفين في الموافقة علي ممارسة العملية الجنسية لم يكن متوفرا لأن الصحفية استسلمت مجبرة لطلب اوكامبو بممارسة الجنس معها للحصول علي مفتاح سيارتها منه ، كما أن الشرط الثالث الذي ينص علي ( أن يعبر الطرفين عن رغبتهما بصراحة ووضوح) لم يكن أيضا متوفرا لأن اوكامبو اشترط عدم إعادة مفتاح سيارتها اذا لم تمارس معه الجنس، كذلك لم يتوفر الشرط الرابع لان رغبة الصحفية لم تكن متوفرة لممارسة الجنس مع اوكامبو، وأنها وافقت فقط لاستعادة مفتاح سيارتها للحصول علي حريتها حتى تتمكن من مغادرة الفندق.
الاغتصاب في جنوب أفريقيا
يؤكد كرستيان بالم في شكواه أنه بات واضحا أن الحادثة التي جرت وقائعها بجناح اوكامبو بفندق لورد تشارلز بجنوب أفريقيا تمت في دولة تعاني من مشاكل تتمثل في كيفية تعامل النظام القضائي هناك مع مزاعم الاغتصاب، فالإحصاءات والمسوحات تشير إلى أن نحو 2070 امرأة ما بين 17سن إلى 48 عاما من بين مائة ألف امرأة يتعرضن سنويا للاغتصاب او محاولة الاغتصاب وان نحو 240 حادثة فقط من بين مائة ألف حادثة او حادثة واحدة فقط من بين 9 حوادث يتم تدوينها في سجلات الشرطة. واستنادا لمنظمة (مواطنون ضد الاعتداء علي النساء) وهي منظمة طوعية غير حكومية فإن امرأة واحدة علي الأقل تتعرض للاغتصاب كل 26 ثانية وان 40%من مرتكبي جرائم الاغتصاب معروفين لدى ضحاياهم وان 7% من مرتكبي هذه الجرائم ينالهم العقاب. فقضية الاغتصاب التي زعم أن جاكوب زوما النائب السابق لرئيس جنوب أفريقيا والذي شغل منصب الرئيس فيما بعد ارتكبها ضد فتاة، تشير إلى حوادث النساء اللائي يتعرضن للاغتصاب من أشخاص معروفين، وهي القضية التي وجدت طريقها إلى وسائل الإعلام في جنوب أفريقيا، وقد تعرضت الفتاة البالغة من العمر 31 عاما لضغوط نفسية، كما تعرضت لأسئلة عديدة ومحرجة داخل المحكمة تناولتها وسائل الإعلام انتهكت شخصيتها. ففي مثل هذه الظروف فإن إقدام ضحايا الاغتصاب او الاعتداء الجنسي في جنوب أفريقيا عُد خطوة كبيرة لاية امرأة في جنوب أفريقيا حيث لا يستخدم المعتدي القوة المحسوسة او العنف مباشرة، فمن تعرضت للاغتصاب تبتعد عن نيل حقوقها عبر النظام القضائي، فيتعاظم عليها الأثر النفسي ما يتسبب في إصابتها بمرض (متلازمة صدمة الاغتصاب).
ويخلص بالم أنه عليه واتساقا مع ما ذكر فإن عدم توصيف الصحفية لما قام به لويس مورينو اوكامبو ضدها بجناح الضيوف بفندق لورد تشارلز بأنه اغتصاب يجب أن يوضع في الحسبان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.