الخرطوم: سونا (smc) يعد داء المثقبيات مرضاً عابراً للحدود تنقله ذبابة التس تسى عبر الإنسان و الماشية وتقع حدوده الجغرافية في 37 دولة افريقية حيث يهدد صحة و إنتاجية الإنسان والحيوان و يسبب خسائر اقتصادية جسيمة. ولخطورته اعتمد رؤساء الدول و الحكومات الإفريقية خلال قمة توجو النى عقدت في لومي عام 2000 مقرراً يحث الدول الأعضاء على تنفيذ حملة تقضى على ذبابة التسى تسى و داء المثقبيات على أساس جماعي ويناشد شركاء افريقية على تقديم المساعدة والقضاء علي المرض. د. محمد حسين المنسق الوطني لبرنامج مكافحة ذبابة تسى تسى قال انه قد تم إسناد مبادرة الباتيك الى مفوضية الاتحاد الافريقى حيث تهدف المبادرة الى التوعية للأثر السلبي لداء المثقبيات وضرورة الالتزام بالدعم و التعبئة للقضاء على المرض. وأوضح د. محمد حسين إن الذبابة تنتشر بصورة كبيرة في الدول الإفريقية وتسبب خسائر تقدرها منظمة الزراعة و الأغذية العالمية ب 4 و نصف مليار دولار في الإنتاج الحيواني. وتقضى على أرواح 50 ألف شخص سنويا و الأفارقة المعرضون للإصابة يقدرون ب 60 مليون شخص. مؤكداً أن الذبابة آفة افريقية وهى من مسببات الفقر الرئيسية و كذلك تعمل على منع التنمية الاقتصادية في أفريقيا و يعد عب إزالة هذا المرض عن إفريقيا عنصر هام في الجهود المبذولة لزيادة إنتاج المواشي والأغذية و تحسين الصحة. وقال إن الاتحاد الافريقى في سبيل هذا المشروع الكبير اتجه لاستنباط وسائل دعم مختلفة من بنك التنمية الأفريقي ومؤسسات تمويل التنمية الأخرى. وحالياً بصدد طلب دعم من الدول العربية و الإسلامية وقال انه خلال مؤتمر المانحين الخاص حول برنامج الباتيك فقد تعهدت السيدة فاطمة خالد حرم رئيس الجمهورية بالمساعدة في عرض المشروع و مستلزمات تنفيذه على الشركاء ا في الدول العربية و الإسلامية بغية تعبئة الموارد دعماً للجهود التى تبذلها أفريقيا و بالفعل تم تنظيم حملة لسلطنة عمان و مملكة البحرين و تم اللقاء بعدد من المسئولين في الدولتين كما تم تبادل الأفكار حول الطرق الكفيلة بالوفاء باحتياجات أفريقيا في محاربة داء المثقبيات ومن المأمول أن تقدم دول الخليج العربي دعمها بسخاء حتى يتم توفير 550 مليون دولار وهو المبلغ المطلوب خلال 5-10 سنوات القادمة لدعم أنشطة القضاء على ذبابة تسى تسى وداء المثقبيات. وعن المساحة المصابة في السودان قال إنها تقدر بحوالي 300 ألف كيلو متر مربع. وحول المدى الزمني للمشروع قال إن المرحلة الأولى خمسة اعوام لبداية العمل في جنوب النيل الأزرق، الحدود السودانية الإثيوبية ومناطق الردوم بجنوب دارفور وبعض مناطق غرب الاستوائية.