استمر دعم الشعب القطري لأشقائهم في السودان وخاصة دارفور، فقد عملت دولة قطر على جميع المسارات لإحلال السلام والاستقرار فيها، خاصة مسار التفاوض وجمع الفرقاء، ومسار العمل الإغاثي العاجل، والمشاريع التنموية ذات الأبعاد الإستراتيجية. وتأتي قوافل الإغاثة التي تسيرها الجمعيات الخيرية القطرية بدعم من الحكومة هناك استكمالا لجهود الدوحة لإحلال السلام والاستقرار في دارفور، فقد سارت مفاوضات السلام التي جرت في الدوحة والقوافل في مسارين متوازيين، فكانت الإغاثة العاجلة لدارفور التي أعلنتها دولة قطر بقيمة (50) مليون ريال تنفذ عبر الجمعيات الخيرية، بمتابعة وتنسيق إدارة التنمية الدولية بوزارة الخارجية وكذلك التقييم للعمل على الأرض. وفيما يتعلق بأولويات العمل الإغاثي في دارفور فإن توفير المياه يأتي على رأس هذه الأولويات، ثم الرعاية الصحية والمواد الغذائية. واهتمت الدوحة بدعم مشروع إعادة التوطين والعودة الطوعية للنازحين، وفقاً للمعايير الدولية التي تحكم هذا الجانب على رأسها توفير الأمن للعائدين. وتعتبر رؤية المؤسسات القطرية التي نفذت مشاريع إنسانية بدارفور أن مرحلة العمل في هذه الآونة هي مرحلة تهدف إلى إعادة توطين النازحين من خلال بناء المجتمع، وتنمية قطاعاته المتضررة، وكذلك تثبيت الذين عادوا لقراهم وبلدانهم من خلال مشاريع تنموية مدرة للدخل. وكان الهلال الأحمر القطري عن إعداد خطة عاجلة للاستجابة للاحتياجات الإنسانية في دارفور للأعوام 2011 -2013م في إطار مرحلة التنمية وإعادة الإعمار بتكلفة تبلغ 22 مليون دولار. وتتضمن الخطة مرحلة الإغاثة العاجلة ومرحلة إعادة التأهيل لعودة النازحين. وتشمل الأولى تشغيل مراكز صحية، التدريب على التوزيع، مواد إغاثة لا غذائية، تأمين المياه النظيفة وتسيير مراكز تغذية علاجية. في حين تشمل مرحلة إعادة التأهيل لعودة النازحين خدمات الرعاية الصحية، خدمات المياه والإصحاح، خدمات التعليم وخلق فرص العمل خدمات الرعاية الاجتماعية، وإعانة مالية للأسر العائدة وإعلام ونشر برنامج العودة. شملت المشاريع التي نفذها الهلال في دارفور ولا يزال، بدعم وتمويل من قبل الأفراد وقطاعات المجتمع المختلفة من عام 2008 الى 2011، مشاريع في مجال الصحة وتوفير مياه الشرب النقية وإصحاح البيئة في عدد من محليات ومدن وقرى ولاية غرب دارفور، يستفيد منها حوالي 140 ألف نسمة. أما مشاريع الهلال الأحمر القطري بتمويل من دولة قطر لعام 2010/2011، ففي بداية عام 2010 وعلى إثر زيارة ميدانية إلى دارفور لتقييم الوضع، شرع الهلال الأحمر القطري في توسيع أنشطته ومشاريعه في ولاية غرب دارفور، حيث تمت برمجة حزمة من المشاريع الحيوية للعام 2010/2011م للإسهام في معالجة الأوضاع الإنسانية واستقرار أوضاع النازحين والأهالي. وفيما يتعلق بالتدخل الإنساني للهلال الأحمر القطري في دارفور خلال الفترة ما بين 2003- 2008م، فقد اشتمل على دعم المستشفيات الرئيسية بأجهزة ومستلزمات طبية وأسرة، كما تم تشغيل مركز صحي للرعاية الصحية الأولية في معسكر السلام بولاية شمال دارفور، ومركز التغذية العلاجية في جنوب دارفور، بعد إعادة تأهيل وتجهيز قسم خاص في مستشفى نيالا، كما تم تنفيذ عدد من المشاريع العاجلة كتوزيع حصص ومواد غذائية على عدد من معسكرات النازحين. وكانت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية «راف» قد أعلنت تفاصيل خطتها الخمسية للتدخل في إقليم دارفور، والمقرر أن تنفق خلالها 15 مليون دولار على 5 سنوات 2010 – 2015م في شكل مساعدات ومشاريع تنموية وإغاثية متنوعة. ودشنت المؤسسة أولى قوافلها العاجلة لجنوب دارفور وذلك في طار الجهود الإغاثية لدولة قطر بالتعاون مع الجمعيات الأهلية في 2010م، وتضمنت القافلة 21 شاحنة محملة بنحو390 طناً من المواد الغذائية والملابس والمواد الدعوية بمناسبة شهر رمضان، موزعة على العائدين إلى قراهم والنازحين في المعسكرات، وتبلغ قيمتها 4 ملايين ريال.