سَلّم السفير دفع الله الحاج علي مندوب السودان الدائم بالأمم المتحدة، مجلس الأمن رسالة أخرى إلحاقاً للشكوى السابقة تضمنت تفاصيل الاعتداء الذي نَفّذته دولة جنوب السودان على السودان في منطقة (بحيرة الأبيض) بجنوب كردفان الأيام الماضية. وأكدت الرسالة أمس، أن الاعتداء انطلق من داخل أراضي جنوب السودان بدعم من قواتها المسلحة التي سهّلت حركة ونقل عناصر مسلحة من حركة العدل والمساواة الموجودة في منطقة (تمساحة) والمناطق المجاورة لها بالجنوب للمشاركة في الاعتداء، وأفادت بأن رئيس هيئة الأركان لجيش الحركة الشعبية في الجنوب نفى وجود عناصر من هذه الحركة، ولكنه أكد أن هذه القوات تتبع للحركة الشعبية قطاع الشمال. وذكرت أنه رغم أن النفي غير صحيح فيما يَتعلّق بوجود قوات من العدل والمساواة في الجنوب ومشاركتها في العدوان، إلاّ أنّ رده يثبت بطريقة قاطعة تورط جنوب السودان في الاعتداء ودعمها ورعايتها لقوات الحركة الشعبية قطاع الشمال، كما يؤكد أن الاعتداء انطلق من أراضي دولة الجنوب في انتهاكٍ واضحٍ لمذكرة التفاهم التي وقِّعت بين البلدين أخيراً بعدم الاعتداء والتعاون برعاية ثابو امبيكي الرئيس السابق لجنوب أفريقيا، رئيس لجنة الحكماء الأفارقة. وأوضحت الرسالة أن منطقة (بحيرة الأبيض) مقسّمة بين الدولتين بموجب حدود يناير 1956م ولا يوجد خلاف حولها، وأن (بحيرة الأبيض) كلها خارج نطاق المناطق الحدودية الأربع المتنازع عليها بين البلدين. كما نقلت الرسالة لمجلس الأمن ما تم الاتفاق عليه في قمة دول منطقة البحيرات التي عُقدت في يوغندا ديسمبر الماضي حول الدور الذي تقوم به حركة العدل والمساواة، ووصفته بالسلبي وشبّهته بالدور الذي يقوم به جيش الرب للمقاومة في المنطقة. وأوضحت الرسالة أيضاً أن حكومة السودان مارست ضبط النفس تجاه الاعتداءات المستمرة من دولة جنوب السودان وحَثّت المجلس على مطالبة دولة جنوب السودان بالتوقف فوراً عن اعتداءاتها ومساعدتها للحركات المسلحة المتمردة، وجددت الرسالة ما سبق نقله للمجلس بأنه إذا لم تكف حكومة جنوب السودان عن هذه الاعتداءات فإن حكومة السودان تحتفظ بحقها في الرد على أيِّ اعتداء منها لضمان أمن وسلامة أراضيها.