أعربت المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان عن قلقها الشديد للإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تورطت فيها قوات ما يسمى بالجيش الشعبي التابع لحكومة جنوب السودان بعد عدوانها على منطقة هجليج في جنوب كردفان وإحتلالها. وقالت في بيان لها أن القوات المشار إليها قد عمدت إلى معاملة المدنيين بالمنطقة بصورة وحشية تتنافى مع كافة المبادئ الإنسانية وقد شملت الإنتهاكات المشار إليها إساءة معاملة المدنيين وتعريضهم لظروف بالغة القسوة والإعتداء على بعضهم بالقتل والضرب بقسوة شديدة وحرمانهم من الخدمات الأساسية وضروروات الحياة. واكد البيان قيام القوات المذكورة بالإعتداء على الكادر الطبي والمرضى بمستشفى هجليج وإساءة معاملتهم وأسرهم الأمر الذى يمثل بكل وضوح جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف الأربعة واضاف البيان: يخشى من تعرض الأسرى الذين وقعوا في يد قوات الجيش الشعبي إلى أسوأ أنواع المعاملة كما نخشى أن تتم تصفية بعضهم جسدياً وفقاً للسوابق المعروفة فيما يتعلق بمعاملة الجيش الشعبي للأسرى. ورأت المجموعة في بيانها وجوب محاسبة كل المتورطين في مثل هذه الإنتهاكات وتحميلهم المسؤولية الكاملة عنها فردياً وجماعياً. وبالنظر إلى الخطورة التي يشير إليها الوضع فإن المجموعة تطالب المجتمع الدولي وخاصة كافة الجهات الرسمية الدولية ومنظمات المجتمع المدني ببذل كل الجهود الممكنة لإرغام حكومة الجنوب على إتخاذ كل ما يلزم من إجراءات وضوابط لمنع قادتها من التورط في المزيد من إنتهاكات حقوق الإنسان ومحاسبة كافة المسؤولين عن هذه الإنتهاكات دون تأخير والعمل بكل السبل للحيلولة دون تفاق هذه الأوضاع. وترجو المجموعة من الأمين العام للأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر على وجه الخصوص وكافة المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية الرسمية والشعبية المعنية بحقوق الإنسان إتخاذ كافة الخطوات والإجراءات الكفيلة بوضع حد بصورة عاجلة لهذه الإنتهاكات وتحميل حكومة جنوب السودان المسؤولية الكاملة عنها. من جانبها ستواصل المجموعة رصد كافة إنتهاكات حقوق الإنسان التي يقوم بها الجيش الشعبي أثناء إحتلاله للمنطقة وإطلاع المجتمع الدولي عليها.