تسارعت خطى الايام ومضى الوقت باسرع مما يتخيل على الانتصار الجميل والرائع المستحق الذي حققه فتية الهلال على اقوى وافضل فريق افريقي عربي حسب تصنيفات الخبراء والفنيين بالترجي التونسي.. ايام تبقت لكنها ستمضي كالساعات بل كالثواني على النزال الذي سيتجدد والمواجهة ستكون هذه المرة مخالفة لكل السابقات فلا الهلال هو هلال عامي 1999 و 2004م ولا الترجي هو ترجي السنوات العشر الاخيرة في تاريخه.. الهزيمة النكراء القت بظلالها وطرقت على الذاكرة الايام العصيبة التي تلت مباراة السداسية التونسية النظيفة التي تجرعها الهلال ورد بها التوانسة اعتبارهم من عار الثلاثية الامدرمانية خيم على الاجواء التي سبقت مباراة السبت 16 مارس 2005م الكل اندفع نحو الاستاذ يمني نفسه بحلاوة الانتصار الازرق وفي الدواخل رعب من الترجي المخيف لكن نما الامل وتثبت بتطلعات المضي في دوري الابطال بعد ان اثبت ابطال الهلال بأنهم الاحق والافضل في الميدان ولم يشفع التاريخ للتوانسة في ارضية المستطيل الاخضر فكانت الثنائية التي حكت عن مقدرة الهلال وامكانياته . مقدمة انتهى عهدها والقادم هو الاهم طار الهلال لتونس محملاً بمشاريع مستقبلية واعدة يتوقف تنفيذها على الخطة التي سيحدد بها مصيره الافريقي هذا الموسم وكل المؤشرات عبارة عن عوامل مساعدة في ترجمة البرنامج إلى ارض الواقع الهلال هذه المرة يتسلح بالدافع لاثبات ذاته أمام التوانسة وتحديداً الترجي الذي يستغل الهفوات ويستخدم الحرب العصبية لكسب المعارك بارضه ونجح مرتين عام 1999 و 2004م عندما واجه فريقاً كبيراً لكنه تسلح بعناصر ارهبها الضغط فخضعت للاسلوب فقدت العقل المحنك لكي يديرها وفق معطيات الحدث هذا العام تحوط بأفضل اللاعبين ويديره طاقم فني ملم بكل متعلقات التوانسة لانه منهم وارجأت الوسائل الاعلامية اليه فضل الانتصار والمستوى الفني العالي للفريق. خطط الهلال منذ وقت ليس بالقريب لمباراتي الترجي واكتسب ثقة النفس لاشرس المعارك ونبرة صراع الكبار بابعاده الاهلي القاهري فريق القرن الافريقي الموسم الماضي من دوري الابطال وهاهو ذا امام سيناريو لايختلف كثيراً عن سابقة الفريق المصري يساعده الرعب الذي يعم الاجواء التونسية من هول المفاجأءة غير المتوقعة ومن قبل حدوثها من الهلال والحيدوسي على وجه الخصوص فان كان خروج الترجي من الادوار الاولى مفاجأة للتوانسة فهي ليست بحاجة غريبة أو فريدة للهلال الذي دوما يكسب ماراثون تحطيم الارقام. لعب الهلال حوالي 15 مباراة فقط هذا العام حقق فيها نتائج ايجابية مقابل ضعف هذا العدد تقريباً خاضها الترجي لكنه واجه صعوبات عديدة كان في مقدمتها عدم الانسجام والانفلات التكتيكي جراء خروج عشرة من اعمدته الاساسية صنعت له سجلا مميزا في دوري افريقيا للاندية الابطال لكنها فضلت الانتقال خارج تونس وداخلها وتجاوب معها النادي باطلاق سراحها واستجلب مدربا سويسريا هو كلواندري فشل في الحفاظ على مظهر ومكانة الفريق الافريقية وكانت الهزيمة أمام الهلال هي التأكيد الجازم لاتجاه الاعلام التونسي ضد السويسري التي استنجدت بالخروج غير المبرر للفريق الموسم الماضي على يد انيمبا النيجيري بركلات الترجيح بعد ان تبادل الفريقان الفوز بهدف على ارض كل منهما في الدور نصف النهائي بنفس هذه البطولة الترجي فريق كبير يمتلك فرديات فنية واضحة تجلت أمام الهلال في ام درمان لكنه في ذات الوقت ليس بالخطورة التي تهدد المسيرة وفيه مواضع خلل كبيرة خاصة جبهته الخلفية التي لاتتحمل الضغط المتواصل كل هذا وغيره ما اكتشفه الحيدوسي علاوة على خبرته الطويلة في الملاعب كلاعب ومدرب علاوة على معلوماته الوفيرة هو السلاح الذي يمكن ان يكون خارقاً ومعطلاً لمشوار الفريق وفي حادثة فريدة عليه .. الاحوال في الهلال كلها مسخرة لاجل ان يكون القادم احلى واقوى. المشاهير