ذهل أفراد أسرة وأصدقاء فيليس هولم حين ابلغتهم ان الاطباء ينوون استخدام الديدان لعلاج قرحة في ساقها. وقالت هولم المصابة بداء السكري ، نظروا الى في رعب. اعتقد انهم كانوا يقولون (انها مسنة ولا تعرف مصلحتها. لقد اصابها الخرف بعض الشيء). واضافت ولكنه كان رائعا. كنت اريد ان اصرخ احيانا من شدة الالم. اختفى الالم بعد أول ليلة من العلاج. وقد يبدو الامر مفزعا غير انه ثبت ان الديدان فعالة الى حد كبير في تنظيف الجروح الملوثة من خلال أكلها الخلايا الميتة وقتل البكتيريا التي يمكن ان تحول دون شفاء الجرح. والعلاج بالديدان قديم جدا في حقيقة الامر. وكتب جراح من عصر نابليون عن قدرة الديدان على علاج الجروح قبل مئتي عام واستخدمت ايضا في الحرب الاهلية الامريكية وفي الخنادق في الحرب العالمية الاولى. ولكن مع اكتشاف المضادات الحيوية الحديثة في الاربعينات عفا الزمن على الديدان. والان استرعت مزايا هذه الكائنات اهتمام جيل جديد من الاطباء يحاول الحد من استخدام المضادات الحيوية ويعتقد البعض ان الديدان من اكثر الوسائل فعالية في علاج الجروح التي اصيبت بالبكتيريا الكروية ذات المستعمرات الذهبية اللون المقاومة لعقار ميثيسيلين methicillin. وفي محاولة لاثبات فعالية الديدان بشكل حاسم استعانت الطبيبة بولين راينور بستمئة متطوع من جميع انحاء بريطانيا في اكبر تجربة للعلاج بالديدان. ويراقب ياهتمام الاطباء والمتخصصون في علاج الجروح في جميع انحاء العالم الدراسة التي تسغرق ثلاثة اعوام. ويعالج ثلث المرضى الذين يختارون عشوائيا بديدان طليقة تحصر في مكانها بضمادة ويعالج الثلث الاخر بديدان موضوعة في حقيبة من الشاش والثلث الاخير يعالج بعقار هيدروجل hydrogel الذي يستخدم عادة في تنظيف الجروح. وحتى الان اظهر معظم المرضى حماسة بعد طمأنتهم الى ان الديدان المعقمة لن تأتي على الجلد السليم. وتقول راينور "الديدان تقتات على الانسجة الميتة وغير السليمة فقط وستبدأ في اكل بعضها بعضا بدلا من تأكل خلايا الساق." تابعت "من الواضح ان بعض المرضى غير متحمسين جدا ولكن وجدنا ان الاغلبية تريد المشاركة. لم يكن هناك مشكلة فيما يتعلق بالشعور بالغثيان." وحين توضع الديدان على الجرح تكون دقيقة الحجم ويمكن ان يصل طولها الى نصف سنتيمتر بعد ان تتناول طعامها. وعلى المدى الطويل يمكن ان توفر الديدان على المرضى الكثير من الالم وعلى الحكومات مبالغ ضخمة اذا شفيت الجروح اسرع. وتنفق بريطانيا وحدها نحو 600 مليون استرليني (1.15 مليار دولار) على علاج قرح الساق التي تصيب واحدا بالمئة من السكان ويمكن ان يستمر العلاج سنوات. وربما يستغرق العلاج التقليدى شهورا بينما العلاج بالديدان يحتاج جلستين او ثلاث جلسات كل ثلاثة ايام. ويقول الطبيب كوستا مومجوغلو من كلية هداسا الطبية بالجامعة العبرية في القدس الذي يمارس العلاج بالديدان منذ عام 1996 ان الاهتمام الدولي بهذا العلاج تنامى سريعا. ويقول "اصبح يحظى بقبول اكبر. تحول من علاج بديل الى اسلوب تقليدي." واضاف ان ادارة الاغذية والعقاقير الامريكية اقرت بان الديدان "وسيلة علاجية طبية" كما تسمح بريطانيا بصرفه بتذكرة طبية في اطار برنامج الرعاية الصحية الوطنية موضحا كيف اصبحت الديدان ضمن اساليب العلاج الاساسية. ومومجوغلو رئيس الجمعية الدولية للعلاج الحيوي التي تدعم استخدام الكائنات الحية لمكافحة الامراض مثل لسع النحل لعلاج الروماتيزم والعلق للتخلص من الدماء المحتقنة بعد جراحات التجميل. ويقدر انه يوجد حاليا نحو الفي متخصص يمارسون العلاج بالديدان وان اكثر من عشرين الفا عولجوا منذ منتصف التسعينات في بريطانيا والمانيا والولايات المتحدة واسرائيل بصفة اساسية. وبدأت تجارة جديدة تعتمد على تربية يرقات الديدان الجراحية التي تستخرج من بيض معقم وتتكلف مجموعة الديدان اللازمة لعلاج جرح واحد مابين 80 ومئة استرليني جنيه تقريبا (من 153 الى 192 دولارا). وتوجد شركات تجارية في المانيا وتنوي وحدة ابحاث الجراحة الحيوية في مستشفي امير ويلز وهو الوحيد الذي يربي الديدان في بريطانيا تدشين شركة جديدة في ابريل نيسان لتولي مهام الانتاج. وقال ستيف توماس رئيس الوحدة والمدير الفني للشركة الجديدة "لدينا طموحات ضخمة. هناك زيادة كبيرة في الطلب على استخدام الديدان في السنوات الخمس الماضية ويتنامىالطلب سنويا." ايلاف