نقلت الخرطوم لرئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت استمرار الدعم العسكري واللوجستي وتسهيلات الحركة والانتقال للحركات المسلحة المناوئة لها على الحدود بين البلدين، وفي السياق دعا البشير نظيره سلفا كير إلى ضبط حدوده وعدم تمويل ودعم الجبهة الثورية والحركات المسلحة، وأوضحت الرسالة التي تسلمها سلفا كير أن للخرطوم شواهد بقيام جوبا بدعم المتمردين، ونوهت الرسالة إلى أن الحدود بين البلدين ينبغي أن تكون حدوداً للتجارة والمصالح المشتركة بدلاً عن دعم المتمردين والحركات المسلحة. من جهته قال وزير الخارجية علي كرتي إنه تناول مع الرئيس سلفا كير ما لدى الخرطوم من معلومات حول عبور أسلحة من دولة الجنوب للمتمردين، وأضاف في تصريحات صحفية مشتركة مع نظيره بدولة الجنوب، أن الأسلحة عبرت دولة الجنوب إلى الحركة الشعبية قطاع الشمال عبر ولاية الوحدة ودخلت إلى ولاية جنوب كردفان ودارفور، وجزم بأن للخرطوم معلومات تفيد بعبور تلك الأسلحة، منوهاً إلى أن تلك الشكوك التي أبدتها الخرطوم قد تؤثر على علاقات البلدين. وقال إن عبور المجموعات المتمردة إلى السودان من دولة الجنوب سيظل في إطار المناقشات والحوار المباشر للوصول إلى تفاهمات مشتركة. وقال إن دعم جوبا للجبهة الثورية يأتي في إطار إستراتيجية تهدف إلى إضعاف الحكومة تمهيداً للهجوم على الخرطوم، وأكد أن جوبا ساعدت جماعات مسلحة في ولاية جنوب كردفان، لافتاً إلى أنه سلم رسالة خطية من البشير إلى نظيره سلفا كير، لكنه لم يكشف عن مضمونها. من جانبه ذكر وزير خارجية جنوب السودان نيال دينق نيال أن جوبا اتفقت مع الخرطوم على تعزيز الثقة وتقوية العلاقات من خلال مواصلة الاجتماعات المشتركة بين البلدين. وسلَّم وزير الخارجية علي كرتي ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني محمد عطا كل المعلومات المتوفرة للأجهزة الأمنية السودانية في هذا الشأن في لقاء بجوبا أمس، ونقل المبعوثان خلال لقائهما الرئيس سلفا كير بمكتبه بحضور وزير خارجية دولة الجنوب نيال دينق في زيارة استغرقت يوماً واحداً، رسالة من الرئيس عمر البشير.أكد المبعوثان للرئيس سلفا كير انشغالات السودان بشأن استمرار الدعم من دولة الجنوب للحركات المتمردة ضد السودان، وقدما شرحاً له حول المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة المختصة بشأن الدعم العسكري واللوجستي وتسهيلات الحركة والانتقال التي لا تزال الحركات المسلحة تتلقاها عبر الحدود بين البلدين، في المقابل وعد الرئيس سلفا كير بالنظر في هذه المعلومات والانشغالات والتحقق منها. مضيفاً أن بلاده ليست لديها رغبة في الإضرار بمصالح السودان، مجدِّداً الالتزام بالاتفاقيات الموقعة بين البلدين حسب المصفوفة الأخيرة، ولفت إلى أنه سيلتقي بالرئيس البشير على هامش قمة الاتحاد الإفريقي التي ستعقد بأديس أبابا في الأسبوع الأخير من مايو الجاري، وسيبحث معه هذه الانشغالات وكل قضايا العلاقات بين البلدين، فيما تم خلال اللقاء الاتفاق على تعزيز الاتصالات المباشرة بين الأجهزة المختصة في البلدين، وتفعيل الآليات المشتركة. وفي غضون ذلك علمت «الإنتباهة» أن الرئيس سلفا كير أرجأ زيارته للخرطوم حتى منتصف يوليو المقبل، وفي سياقٍ غير بعيد توعَّدت الحركة الشعبية قطاع الشمال الحكومة بمفاجآت لم تحددها قالت إنها ستكون في القريب العاجل، ودعت إلى ضرورة تكاتف العمل السياسي والعسكري لإسقاط النظام. وقال الأمين العام للحركة وكبير مفاوضي قطاع الشمال ياسر عرمان، بحسب «سودان تربيون»، إن ما وصفه بدعوة منبر السلام العادل للعمل على فصل الجنوب قبل الاستفتاء، إن هذا المنبر لا يدرك أن ذهاب الجنوب القديم سيخلف جنوباً جديداً يطالب بالمواطنة بلا تمييز وهذا ما حدث، وذكر أن العمل المسلح حقيقة موجودة لا يمكن التغاضي عنها، والعمل السلمي هو الشكل الأقدم.