هولوكوست كلمةاستخدمت لوصف طريقة معاملة هتلر لليهود في عام 1942، وفي السبعينات أصبحت تستخدم حصرياً لوصف حملات الإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود بالتحديد في المانيا الهتلرية. بغض النظر عن حقيقة الهولوكوست اليهودي، إلا أن هولوكوست مصري حقيقي تم فجر أمس علي يد الفريق عبد الفتاح السيسي زعيم الانقلاب العسكري والحاكم الفعلي لمصر بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي.. وسط دهشة العالم قتل الجيش المصري بأوامر عليا (53) شخصاً كانوا يؤدون صلاة الفجر أمام نادي الحرس الجمهوري، فضلاً عن مئات الجرحي.. الإعلام الفضائي فضح جريمة السيسي ولم يصدق الناس تلك الاتهامات (الفطيرة) بأن إرهابيين هاجموا الجيش؟!.. الدولة العميقة في مصر تجذرت حتى في مؤسسة مثل الأزهر الشريف، فكان شيخ الأزهر جزءاً من السلطان يسبَح بحمده و (يشرعن) له قراراته.. الكثيرون استغربوا وجود وجود أحمد الطيب شيخ الأزهر ضمن جوقة الفريق السيسي ساعة إعلانه الإنقلاب علي الرئيس مرسي، مؤيداً ومباركاً.. ما يُضحك ويُدهش أن شيخ الأزهر أستنكر في بيان مقتضب وخجول أحداث نادي الحرس الجمهوري وطالب سلطات الدولة بالكشف فوراً عن حقيقة ما حدث!!.. وهل ما حدث يحتاج لتوضيح في عصر الفضائيات؟!.. الغربيون كانوا قد استنكروا رش المخربين في تركيا بخراطيم المياه والمسيل للدموع وصمتوا علي رش المتظاهرين المصريين بالرصاص.. ليس هناك بالتأكيد جديد في موقف الغرب المازوم بسياسة الكيل بمكيالين، لكن ما بال الجامعة العربية وأمينها العام نبيل العربي؟.. العربي قال مؤيداً لانقلاب السيسي إن ما حدث تم بناءً عل يرغبة شعبية أيدها الجيش.. الرجل شدد علي أن ما حدث بمصر يجب عدم توصيفه أو تشبيهه بتجارب بعض الدول التي حدث بها انقلاب عسكري.. ليست الجامعة العربية وحدها بل العالم كله في امتحان عسير تجاه ما يحدث في مصر.. موقف الاتحاد الافريقي من انقلاب السيسي كان موقفاً ناصعاً بقراره تعليق عضوية مصر في الاتحاد ما دام السيسي مسيطراً علي مقاليد الأمور في مصر. هذا رمضان قد اقبل نشواناً مغتطاً.. هيا نحثَ إليه الخطي ونشدَ الرحال.. حسبنا أن نقترب في خشوع وغبطة من بركاته ولتتألق أرواحنا بسمو العقيدة وتتألق بنور الله.. إنه مثل لؤلؤة روحانية تهتز ألقاً ونضارة وتتألق عظمة.. رمضان شهر تقال فيه العثرات.. وهو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، شهر تجاب فيه الدعوات وترفع الدرجات وتغفر فيه السئيات، شهر يجود الله فيه سبحانه علي عباده بأنواع الكرامات ويجزل فيه لأوليائه العطيات.. لكن آه فالفضائيات شمرت عن ساعد الإفساد وأكملت استعداداتها لإشغال الناس عن حكم وفضائل هذا الشهر.. الفضائيات العربية تتباري في جذب، المشاهدين لاجئة إلى كل الوسائل التي ليس لها علاقة برمضان.. وكان دورة البرامج لا تكتمل إلا إذا تعاقدت مع اختصاصي في الطبخ! وسرعان ما تطور الأمر باتجاه أكثر إثارة، وهو إطلاق برامج المسابقات التي تستقطب جمهوراً واسعاً تسمَره أمام الشاشة وتشغل خطوط الهاتف الدولي، وينهال عليها المشاهد الطامح إلى الفوز بأي جائزة حتى لو كانت أواني طبخ!. آخر الكلام: سيعود محمد مرسي محمولاً علي الأكتاف، وسيعلم الذين ظلموا (السيسي وبردعته) أي منقلب سينقلبون.