توالى التنديد بإطلاق النار على معتصمين مؤيدين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي أمام نادي الحرس الجمهوري بالقاهرة، مما أدى إلى مقتل أكثر من خمسين شخصاً وإصابة المئات. فيما أعلن حزب النور وقف التعامل مع الرئيس المؤقت عدلي منصور والانسحاب من خريطة الطريق. فيما سيرت القوى الإسلامية والوطنية بالسودان مسيرة بالخرطوم سلمت خلالها مذكرة شديدة اللهجة لسفير جمهورية مصر العربية بالسودان، استنكاراً لعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي والمطالبة بإعادته. وضمت المسيرة مئات المصلين انطلقت من مسجد الفاروق والمسجد الكبير بالخرطوم أمس عقب صلاة الظهر. وأدانت المسيرة حصد رصاص الجيش والشرطة لأكثر من «50» وجرح ما يقارب «300» من أنصار مرسي. إلى ذلك استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الأحداث وطالب سلطات الدولة «بالكشف فوراً عن حقيقة ما حدث، وإطلاع الرأي العام والشعب المصري كافة على كل التفاصيل»، وحذر من «فتنة مظلمة» وفق بيان مقتضب أصدرته مشيخة الأزهر. وقد عقد معتصمون من أنصار مرسي مؤتمراً صحفياًَ، رددوا فيه هتافات تندد بالجيش المصري، وحملوا وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي مسؤولية ما حدث.من جهته دان عضو المكتب السياسي لحزب الوسط طارق الملط إطلاق النار على المعتصمين، وطالب بحماية المتظاهرين السلميين، ودعا لاجتماع لكل القوى السياسية لحقن دماء المصريين، كما دعا السيسي لمراجعة حساباته وقال: «لا عيب أن يراجع موقفه ليحقن دماء المصريين». وقال الملط موجهاً حديثه للبرادعي: «هل هذا ما كنتم تريدونه؟ هل هذه السلطة التي أردتموها وثورة تصحيح المسار؟». بدوره دعا رئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح الرئيس المؤقت عدلي منصور للاستقالة، وقال في اتصال هاتفي مع الجزيرة: «ما حدث جريمة إنسانية بشعة في حق كل المصريين»، وأضاف قائلاً: «أطالب الرئيس المؤقت بالاستقالة احتجاجاً على المجزرة». وصرح القيادي في حزب العدالة والتنمية محمد البلتاجي بأن ما وصفها ب «المجزرة» جرت خلال تأدية المعتصمين صلاة الفجر، مشدداً على أن أنصار الرئيس المعزول سيواصلون اعتصامهم حتى عودة الرئيس مرسي إلى منصبه. وقال موقع إخوان أون لاين إن «53 شهيداً» قتلوا بينهم أطفال. وقال المتحدث الرسمي باسم الإخوان المسلمين؛ جهاد الحداد المشارك في اعتصام مؤيد لمرسي، في مسجد قرب الحرس الجمهوري، إن إطلاق النار بدأ فجراً بينما كان الإسلاميون يؤدون صلاة الفجر في اعتصامهم أمام ثكنات الحرس الجمهوري. ودعا في رسالة على تويتر المصريين الوطنيين الشجعان للانضمام إلى الاعتصام للدفاع عن البلاد في وجه «الخونة المتآمرين»، الذين قاموا بانقلاب عسكري. وفي السياق دعا حزب الحرية والعدالة إلى «انتفاضة على من يريدون سرقة الثورة بالدبابات». وفي الخرطوم شاركت في المسيرة الجالية المصرية بالخرطوم وعدد من التنظيمات السياسية والمدنية من بينهم جبهة الدستور الإسلامي التي تضم تيارات إسلامية واسعة إلى جانب حزب المؤتمر الشعبي ومجموعة «السائحون» وعدد من الطلاب والشباب مرددين، شعارات تدين انقلاب الجيش على الشرعية في مصر وتطالب برحيله وعودة الرئيس المنتخب عقب ثورة «25» يناير، وهتف المتظاهرون «سيسي يا سيسي مرسي هو رئيسي» و«يسقط يسقط حكم العسكر»، وقالت المذكرة التي تلاها المراقب العام للإخوان المسلمين بالسودان الشيخ علي جاويش «لقد أجهض الانقلاب المشؤوم تجربة رائعة قدمت مصر فيها مثالاً للحرية بعد عشرات السنين من مصادرتها فكان الانقلاب ضربة لكل ما تمثله مصر وثورتها الشعبية يليق بشعبها العظيم »، واعتبرت المذكرة أن الانقلاب نكسة ليست على ثورة «25» يناير فحسب، وإنما ضربة للربيع العربي والإسلامي وتطلعات الأمة العربية والإسلامية لاسترداد حريتها وحقوقها الدستورية، وأشارت المذكرة التي تحصلت الصحيفة على نسخة منها إلى تورط المخابرات المركزية الأمريكية والصهيونية العالمية وحلفائها من القوى الاستعمارية في الانقلاب لتثبيت مصالحها الإستراتيجية والاقتصادية في المنطقة لإقامة أنظمة عميلة لها. وعبر المتظاهرون عن وقفتهم إلى جانب الشعب المصري حتى تتحقق مطالبه بعودة الشرعية الدستورية. من جانبه قال القيادي بحزب المؤتمر الشعبي، إبراهيم السنوسي: «خرجنا لنغبر أقدامنا في سبيل الله، فليسقط السيسي عدو الله»، وعبر الأمين العام لمجموعة «السائحون» فتح العليم، عن رفضهم للانقلاب، وقال: «لا مبرر شرعي لخروج الجيش المصري على الشرعية»، وأضاف قائلاً: «كل شيء لا بد أن يتم عبر الوسائل القانونية والديمقراطية».