السيد/ جاك شيراك رئيس جمهورية فرنسا بواسطة سفير فرنسابالخرطوم بعد التحية والاحترام هذه مذكرة ترفعها لكم جماهير طلاب ولاية الخرطوم المحتشدة من أمام سفارتكم في مسيرة الاعتصام الكبرى لاستنكار قرار مجلس الأمن رقم (1593) إن جموع طلاب ولاية الخرطوم يعبرون لكم عن أسفهم الشديد ودهشتهم البالغة لموقف حكومتكم في تقديم مشروع القرار الذي يخالف ليس مبادئ الأممالمتحدة وإنما ينقاض أيضاً المبادئ التي قامت عليها الثورة الفرنسية لإرساء قيم العدل والمساواة والإخاء... لقد ظن الطلاب ان حكومة فرنسا قد تعلمت من استعمارها للجزائر الشقيقة ومن ثورة التحرير الجزائرية وان فرنسا قد تجاوزت تلك الحقبة المظلمة من تاريخها، وبدأ الطلاب يكنون الاحترام والتقدير للمواقف الجديدة في مناصرتها للقضايا العادلة من فلسطين ولتباعد موقفها مع موقف أمريكا وبريطانيا في غزو العراق. السيد رئيس جمهورية فرنسا إن الموقف الأخير لحكومتكم من قضية محاكمة السودانيين خارج الوطن مخالف تماماً لقيم العدالة ولميثاق الأممالمتحدة ولنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإذا كان الهدف من القرار كما زعمت حكومتكم هو عدم إفلات أي مرتكب جريمة من العقاب فكيف ترون استثناء رعايا أمريكا، من المحاسبة والمحاكمة وبأي معيار أخلاقي أو مبدأ قانوني توافقون على منح الحصانة لأشخاص مهما ارتكبوا من جرائم؟!... أولاً تعلم حكومتكم ان هذا الاستثناء يخالف ويناقض النصوص الجوهرية لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. ان هذا الموقف المخزي من المبادئ والقيم الإنسانية يعد طعنه من الخلف للسودان وضربه للعلاقات السودانية الفرنسية. إن جموع هؤلاء المحتشدون أمام سفارتكم يطالبون حكومتكم بتصحيح هذا الموقف المشين بإعلان الاعتذار الصريح واتخاذ مواقف معلنة ضد قرار مجلس الأمن لعل ذلك يقلل من فداحة ما حدث من حكومتكم. ولتعلموا ان طلاب الخرطوم أعزاء لا يقبلون الهوان والذل ولا يخشون في الحق أحد وقد أعلنا موقفنا الصريح بعد تسليم أي مواطن سوداني خارج السودان لأننا نعتذر بعدالة قضائنا الذي بدأ إجراءاته ولن يصرفه عن تحقيق العدالة لا قرارات مجلس الأمن ولا دول الاستكبار وطغيان القوى التي تسعى للهيمنة على مصائر الشعوب. الله اكبر والعزة لشعب السودان الله أكبر والعزة والشموخ لطلاب السودان ولا نامت أعين الجبناء لاتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم دورة 2003-2005 ابريل 2005م.