المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    "بناء الدولة وفق الأسس العلمية".. كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    نبيل عبد الله: قواتنا بالفرقة 14 مشاة صدّت هجومًا من متمردي الحركة الشعبية بمحطة الدشول    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص الخطاب الذي ألقاه الاستاذ علي عثمان طه أمام أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة

بسم الله الرحمن الرحيم السيد الرئيس، السادة رؤساء الدول والحكومات، السيد الأمين العام، السادة أعضاء الوفود، سيداتي وسادتي يطيب لي إبتداء، وباسم قيادة وحكومة وشعب السودان، أن أحييّ محفلكم الجامع هذا وأنتم تأتمرون في الدورة الثالثة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، متمنياً أن تفضي مداولات هذه الدورة إلى تقدم عملي ملموس علي صعيد القضايا والتحديات التي يتعين أن تحظى بأولويات جهد هذه المنظمة ، وعلى رأسها صيانة الأمن والسلم الدوليين ، وتحقيق أهداف الألفية الإنمائية ، ومعالجة أزمات الغذاء والفقر والجوع والتغير المناخي ونقص المياه وتفعيل دور الأمم المتحدة في عالم متغير.. إن سعادتنا غامرة بتولي صاحب المعالي الأب ميغيل دسكوتو رئاسة هذه الدورة ، وكلنا ثقة في أن ترؤس معاليه للدورة بحكمته وخبرته وتجاربه الثرة يعطي الأمل لجرعات من التفاؤل تحقيقاً لطموحات الأسرة الدولية في التنمية والبناء وإعمار هذا الكوكب أرجو كذلك الإعراب عن إشادتنا بالكفاءة العالية التي أدار بها السيد سيرجان كريم أعمال الدورة المنصرمة ، كما نزجي التقدير للأمين العام للجهود التي تضطلع بها الأمانة العامة وفاء للمهام المناطة بهذه المنظمة الدولية. السيد الرئيس ،،، تكتسب هذه الدورة من دورات الأمم المتحدة أهمية متميزة من واقع المناخات السائدة إقليمياً ودولياً ، وتهفو أفئدة الملايين حول العالم لهذا المحفل الموقر أملاً في عالم يسوده السلام والإستقرار والإزدهار ويتدثر بالقيم والمباديء المشتركة التي حض عليها ميثاق الأمم المتحدة ، وعلى رأسها إحترام سيادة الدول وخياراتها والحل السلمي للمنازعات ، وتطوير التعاون المشترك في المجالات كافة. ولئن لم يخب بعد أملنا وسعينا الدائم نحو أمم متحدة قادرة وفاعلة ونحو إطار متكامل لتعاون متعدد الأطراف يستوعب ثراء وتنوع المجتمع الدولي ، فإننا في الدول النامية وفي القارة الأفريقية على وجه الخصوص نظل حريصين على صيانة هذه المباديء والأهداف مستذكرين أن قارتنا الأفريقية ظلت الأكثر تأثراً بسبب غيابها منذ إنعتاقها من تبعات الإستعمار وخوضها لمعارك ما بعد الإستقلال ، والتي ظلت فيها الأهداف والتطلعات الأفريقية في توفير حياة كريمة لشعوبها تتأرجح بين ما سمي بعقود ضائعة للتنمية ومناخات تجارية وإقتصادية غير مواتية. أما في المجال السياسي الأمني فقد ظلت القارة الأفريقية عرضة لتدخلات ومؤامرات خارجية عصفت بإستقرارها وجعلت السلام فيها ابعد منالاً. سيدي الرئيس ،،، السادة الأعضاء ،،، أسمحوا لي ، وفي سياق المخاطر والمهددات الكثيرة والمعلومة التي تتهدد القارة الأفريقية ، بل الدول النامية كافة ، أن أشير منبهاً ، وقارعاً لأجراس الخطر من مخاطر إساءة إستخدام ما يسمى بالولاية القضائية العالمية وهو الذي أدانته قمة شرم الشيخ في يوليو الماضي وطالبت برفعه وبحثه من قبل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ونضيف هنا أن تسييس وإساءة إستخدام ما سمي بالولاية القضائية العالمية يوضح بجلاء أن عدم التقيد بمعايير سلوك سياسية ومهنية تسترشد بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والقواعد المستقرة فيه، والكيل بمكيالين، ينبئ بأخطار داهمة تتعدى النطاق الإقليمي لتطال أمن وإستقرار العالم وهيبة نظمه ومؤسساته. السيد الرئيس ،،، ظلت أهداف السلام والإستقرار بالسودان ، توجهاً ثابتاً وأساسياً لحكومة السودان والتي أثبتت عملياً تمسكها بخيار السلام الذي يعكسه ما تحقق من إنجاز تاريخي بتوقيع إتفاقية السلام الشامل في نيفاشا في 9 يناير 2005م والتي وضعت حداً لأطول حروب القارة الأفريقية الموروثة منذ الحقبة الإستعمارية عززتها إتفاقيات سلام دارفور بأبوجا وسلام شرق السودان بأرتريا. إن سعينا نحو السلام ينبع من إدراكنا لما يتيحه ذلك من مناخات وأجواء مواتية لإنطلاق عجلة التنمية من واقع الموارد والثروات الهائلة التي تزخر بها أرض السودان بما يؤمن إستدامة ذلك السلام بل تأسس جهدنا أيضاً من واقع أن السلام في السودان هدف إستراتيجي للإستقرار الجواري والإقليمي والقاري ، ولذلك فإن رسالتنا للأسرة الدولية جمعاء عبر هذه الجمعية الموقرة هي دعوة الكل لدعم جهود السلام والإستقرار في السودان إنطلاقاً من حقيقة أن تعزيز هذه الجهود تدعم سلام وإستقرار أفريقيا ، ويتوجب النأي عن كل ما يمكنه الإضرار بتلك الجهود أو التأثير السالب عليها 0 السيد الرئيس ،،، ومثلما تنهمك البلاد في تصميم راسخ لتنفيذ مطلوبات إتفاقيات السلام وفى مقدمتها إجراء إنتخابات عامة منتصف العام المقبل وإكمال المشروع الوطنى لنزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج وإزالة الألغام فإننا نرجو أن تقوم الأسرة الدولية بتنفيذ تعهداتها المالية وخاصة التعهدات التي تم الإعلان عنها في أوسلو العام 2005 وتلك التي تم التعهد بها في مايو المنصرم بالنرويج أيضاً ، علماً بأن القليل الذى تم الوفاء به يواجه تعثراً فى التنفيذ ومن هنا أرى من اللازم أن نذكر بقاعدة الفكر الغربي في الفارق بين الأقوال والأفعال ، ويقيننا كذلك أن تطلعنا لإلغاء مديونية السودان الخارجية ينسجم مع روح ومستحقات إتفاقيات السلام بحسبان أن تلك المديونيات تعوق جهود البناء والإعمار ، كما ندعو أيضاً الى رفع العقوبات الأحادية على بلادنا التي تهزم الهدف الحقيقى للسلام الشامل ، وهو تمتع المواطن السوداني بثمرات السلام. السيد الرئيس ظلت مشكلة دارفور مركز إهتمام وإنشغال البلاد حكومة وشعباً إذ أنها مسئولية السودانيين أولاً وأخيراً ، وليس هناك من فرد أو جهة أحرص على إيقاف الحرب وتحقيق الإستقرار من شعبنا وحكومته. ونود التأكيد مجدداً من على هذا المنبر إلتزامنا الكامل بتحقيق تسوية سلمية وسياسية لمسألة دارفور تعزز مسيرة السلام حالياً عبر تطورات إيجابية أهمها إنطلاق مبادرة أهل السودان والتى تهدف لبلورة إجماع وطنى حول حل القضية حسبما أعلن فخامة السيد رئيس الجمهورية خلال زيارته الهامة لدارفور مؤخراً ، وتولي الوسيط المشترك وكبير المفاوضين السيد جبريل باسولي لمهامه ، والتي تجد منا الدعم والتعضيد الكامل ، ثم الإعلان عن تشكيل لجنة عربية أفريقية برئاسة مشتركة من رئيس وزراء قطر ورئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي وأمين عام الجامعة العربية لرعاية مباحثات السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في دارفور بتعاون وتنسيق وثيق مع الوسيط المشترك للإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وهي المبادرة التي أيدها ورحب بها الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية وأمين عام الأمم المتحدة إن حكومة الوحدة الوطنية لتأمل أن تؤدي هذه الجهود إلى غاياتها في أسرع الآجال بما يحقق سلام وإستقرار دارفور. لقد كان مأمولاً أن يكون التنفيذ الجاد الذي حظيت به إتفاقية سلام دارفور الموقعة في الخامس من مايو 2006 بوساطة كريمة من الإتحاد الأفريقي حافزاً للحركات غير الموقعة للحاق بركب السلام خاصة وأن تطبيق تلك الإتفاقية قد حظي بأكبر قدر من التنفيذ الجاد، حيث أمكن في مجال إقتسام السلطة إنشاء سلطة دارفور الإنتقالية بتعيينات في المواقع التنفيذية والتشريعية لأبناء وبنات دارفور ، كما تم تنفيذ وتفعيل الجوانب المتصلة بتقسيم السلطة والثروة علاوة على الترتيبات الأمنية ، إلا أن الحركات الرافضة للسلام ظلت ، وكما تابعتم جميعاً، تقاطع وبإستمرار مختلف جولات التفاوض علي النحو الذي أحبط جهود السيدين يان الياسون وسالم أحمد سالم ، كما تمادت تلك الحركات في رفضها لخيار السلام وإعتمادها الخيار العسكري ليس لتحقيق مطلب لإقليم دارفور كما كانت تزعم بل لتغيير نظام الحكم بكامله في السودان علي النحو الذي عكسه الهجوم العسكري الذي تعرضت له العاصمة الوطنية نفسها في العاشر من مايو المنصرم ، ولم تكن الحركات لتفعل مافعلته لولا تلقيها بإستمرار للرسائل المزدوجة والخاطئة من قبل بعض الدوائر وبدلاً أن يتم توجيه الضغط علي غير الموقعين أصبح يوجه ضد أطراف إتفاقية أبوجا نفسها ، مما جعل العناصر غير الموقعة أكثر تعنتاً وعلى نحو أدى إلى تهديد فرص السلام والأوضاع الإنسانية. وعلى محور حفظ السلام ، وإتساقاً مع مبدأ التعاون الإيجابي مع الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي فيما يتصل بهذا المحور منذ تفاهمات أديس أبابا الرفيعة المستوي في 16 نوفمبر 2006م وإنتهاء بإعتماد قرار مجلس الأمن 1769 الذي حدد ولاية وتفويض العملية المشتركة في دارفور ، فإن حكومة السودان قد أوفت بالإلتزامات التي تليها فيما يتصل بعملية حفظ السلام في دارفور حيث تم فى إطار ذلك التوقيع على إتفاقية وضع القوات ، وتنفيذ عملية نقل الصلاحيات من بعثة الإتحاد الأفريقي في السودان إلى العملية المختلطة في موعدها المحدد وهو 31 ديسمبر الماضي وبناء المقار الرئيسية والقدرات التشغيلية للبعثة في ولايات دارفور الثلاث ، كما توالت الإجتماعات التنسيقية الدورية والمنتظمة بين حكومة السودان وقيادة العملية المشتركة لتدارك أى عقبات ولضمان النشر الفاعل للعملية أما على المحور الإنساني فإن حكومة السودان قد ظلت ملتزمة بتطبيق البروتوكول الإنساني الموقع مع الأمم المتحدة في 28 مارس 2007م ويسير تنفيذ ذلك بصورة جيدة بفضل الدور المقدر الذي نهضت به الآلية العليا المعنية بمتابعة تنفيذ البروتوكول الإنساني ، إتصالا لجهود الحكومة الخاصة بفتح مسارات العون الإنساني في دارفور وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية السيد الرئيس ،،، فى وقت قطعت فيه حكومة الوحدة الوطنية شوطاً بعيداً فى تطبيق إتفاقية السلام التى يعد رئيس الجمهورية أكبر ضامنيها وتمت فيه إجازة قانون الإنتخابات والمصادقة عليه من قبل البرلمان ولوجا بالسودان لمرحلة جديدة من التحول الديمقراطى والتداول السلمى للسلطة عبر الإنتخابات المرتقبة عام 2009 المقبل وفى قت تتأهب فيه البلاد بكلياتها لطى صفحة العنف والإحتراب فى دارفور جاء طلب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة توقيف وبحق من؟ بحق من وضع حداً لأطول حرب فى القارة الأفريقية وأرسى سلام شرق السودان وأسس لسلام دارفور . جاء طلب التوقيف مستهدفاً لقيادة البلاد ورمز سيادتها وعزتها فى مسعى خاسر للإغتيال السياسى والمعنوى وتعويق مسيرة السلام بدوافع خفية لا تمت بصلة للعدالة وتحقيق السلام والاستقرار فى دارفور وفى بلد ليس طرفا فى نظام روما ، وفوق هذا فإن إجراء المدعى العام يتجاوز خارطة الطريق التى تم التوافق عليها بين السودان و الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقى من خلال تفاهمات أديس ابابا فى نوفمبر 2006 والتى عززتها نتائج المؤتمر الدولى الخاص بدارفور الذى عقد على هامش إجتماعات الدورة المنصرمة للجمعية العامة للأمم المتحدة بل وأكدها قرار مجلس الأمن رقم 1769 ، وهى خارطة الطريق المبنية على أربعة مسارات وهى العملية السلمية ، كاولية ، وعملية حفظ السلام ، والمحور الإنسانى ، ومسار إعادة التأهيل والتنمية ، ولذلك فإن الزج بمسألة المحاسبات التى يتولاها سلفا قضاء سودانى فاعل ومشهود له بالكفاءة ، يقلب رأساً على عقب تلك التفاهمات ويزعزع أوضاع السلام والإستقرار فى السودان والإقليم ويقدم دعوة للحركات المتمردة فى دارفور للنأى عن خيار السلام ، كما أن تحرك المدعى العام يهدف أيضا للتاثير سلباً على الإنتخابات المقررة العام 2009 والتى تدخل البلاد بمقتضاها مرحلة جديدة من السلام والتحول الديمقراطى. إنني ومن هذا المنبر وباسم حكومة السودان وشعبه الذى أجمع على رفض هذه الخطوة أحيي وأشكر القوى الحية كافة التى تعادل الآن أكثر من ثلثى المجتمع الدولى والتى أعربت عبر منظماتها الإقليمية و الجغرافية والسياسية عن رفضها وإستنكارها للإجراء الذي أقدم عليه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ومطالبتها مجلس الأمن لتصحيح الأوضاع الناجمة عن تحرك المدعى العام ، وأخص بالإشارة هنا دول ومنظمات الإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية و حركة عدم الإنحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي والدول الأعضاء في مجموعة الدول الأفريقية الباسفيكية ، ودول أخري عديدة أعربت على المستوى القطري عن إستهجانها ورفضها القاطع لتلك الخطوة التي أقدم عليها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية0 إننى أود التأكيد لكم بأن حكومة السودان ماضية إلى الأمام في مسعاها القاصد لتحقيق السلام المستدام وإزالة
مرارات الحرب ومخلفاتها إتساقاً مع ثوابت الدولة ومبادئها وأعراف شعب السودان وقيمه وتقاليده القائمة أصلاً علي التعايش السلمي والمصالحة والتسامح00 إن تحقيق السلام في دارفور وفى السودان وتحرك المدعى العام خطان لا يلتقيان ، عليه يتوجب تصحيح هذه الأوضاع فى أسرع الآجال وإعادة الإلتزام بالعملية السياسية السيد الرئيس ،،، لما كان أمر تحقيق ديمقراطية العلاقات الدولية أحد موضوعات النقاش العام المقترحة لهذه الدورة فإن بلادنا كغيرها من دول القارة الأفريقية ظلت تتابع المساعي الجارية لإصلاح هذه المنظمة وخاصة مجلس الأمن المناط به صيانة الأمن والسلم الدوليين والذي ظل علي حاله منذ إنشائه بينما تبدلت أضعافاً المعطيات الدولية والمتغيرات ذات الصلة بولايته وهو أمر جعل من عملية إصلاحه أولوية ملحة حتى يكون أكثر إستجابة لتطلعات الدول النامية ، وأخص بالإشارة هنا أفريقيا التي ليس لديها تمثيل دائم في مجلس الأمن الذي تشكل القضايا الأفريقية حضوراً طاغياً في جدول أعماله.. وأرجو أن أؤكد هنا بأن السودان وإتساقاً مع الموقف الأفريقي الذي تضمنته وثيقة إيزلوينى حول هذا الموضوع يؤكد علي أهمية إصلاح هذا الجهاز وإصلاح مناهج عمله ونظامه الداخلي بحيث يكون ديمقراطياً وشفافاً ومعبراً عن التمثيل الجغرافي العادل لقارات العالم والمستجدات التى طالت العالم منذ العام 1945. السيد الرئيس ،، إن تطورات الأوضاع الاقتصادية والتجارية فى العالم تأخذ برقاب بعض، وما فتئت إختلالات البنى الإقتصادية في العديد من البلدان النامية والأقل نمواً تشكل معضلة تعوق تحقيق التقدم العاجل علي مسار تحقيق أهداف الألفية الإنمائية. أن التركيبة الراهنة للإقتصاد الدولي بقيوده التجارية المجحفة على صادرات البلدان النامية كمردود سالب للعولمة ، مضافاً إلى ذلك ثقل الديون الخارجية التي تشل حركة النمو الإقتصادي القطري ، عوامل تقف حجر عثرة أمام مسيرة التنمية سيما فى القارة الأفريقية والتي أكدت قمة الألفية علي وضعها الإستثنائي كأولوية فيما يتصل بتوفير المساعدات الدولية وتعزيز قنوات التعاون ودعم المبادرات ذات الصلة كمبادرة الشراكة الجديدة للتنمية في أفريقيا ( نيباد )، وغير ذلك من المبادرات الإقليمية ودون الإقليمية والقطرية ، ولا بد هنا من الإشارة إلى أن السودان قد نفذ سلسلة من المشروعات سريعة العائد وقصيرة الأجل التي تستهدف الشرائح المجتمعية الضعيفة فيما يتعلق بتنفيذ أهداف الألفية وتحديداً تخفيف حدة الفقر وتطوير ودعم خدمات التعليم والصحة ومكافحة الأمراض المستوطنة كالملاريا ، وما زالت جهود الدولة تصوب نحو تحقيق هذه الأهداف وصولاً إلي التنمية المستدامة المنشودة أخذاً فى الإعتبار إمكانات البلاد وثرواتها الهائلة التى تؤهلها، حسب تقارير المنظمات الدولية ذات الصلة للمساهمة الفاعلة فى حل ضائقة الغذاء فى العالم وتوفيره للملايين على إمتداد الكرة الأرضية ، وينعكس هذا الجهد الوطنى حالياً فى جهود أحياء القطاع الزراعى وصولاً لثورة خضراء شاملة ولابد لي في هذا الإطار من التأكيد على الآثار الخطيرة المترتبة علي الظواهر الطبيعية كظاهرة التغير المناخى والتدهور البيئي والتي شكلت أسباباً رئيسية للنزاعات والحروب في أفريقيا ، وما نزاع دارفور إلا دليلاً عملياً لإنعكاسات هذه الظواهر ومساسها المباشر بعيش المواطن وإحتياجاته الحياتية اليومية إن السودان كطرف فى الإتفاقية الإطارية لتغير المناخ منذ 1993 يؤكد على ضرورة مضاعفة الجهود وتنسيقها فى إطار العمل الدولى المتعدد الأطراف للتصدى لهذه الظاهرة للوصول لإتفاق حول نظام أكثر فعالية لفترة مابعد العام 2012 0 ولتحقيق المشاركة المطلوبة للدول النامية فى معالجة أسباب وآثار التغيرات المناخية يرى السودان أن تقوم الدول المتقدمة بالوفاء بالتزاماتها فى مجال بناء القدرات وتقديم الدعم المالى والفنى للدول النامية عوناً لها فى التصدى لهذه المشكلة. السيد الرئيس ،، إن السودان يؤكد أن صيانة الأمن والسلم الدوليين تستوجب أول ما تستوجب التدارك العاجل للوضع في فلسطين بقدر من الجدية والحسم اللازمين خاصة في ضوء الوضع المأساوي الذى يعايشه الشعب الفلسطينى في الأراضي المحتلة، وعليه فإن المجتمع الدولي مطالب الآن أكثر من أي وقت مضى بأن يعمل على حمل سلطة الإحتلال للإلتزام بقرارات الشرعية الدولية حتى ينال الشعب الفلسطيني حقه كاملاً في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف السيد الرئيس ،، أرجو أن أوكد فى خاتمة حديثى إن إستمرار الأمم المتحدة فى لعب الدور المناط بها يفرض علينا مسئولية جماعية ترتكز على إرادة صلبة لجعل المنظمة إطاراً جامعاً للجهد الدولى المتعدد الأطراف ، وللتعامل الفاعل والعادل مع القضايا والمشكلات العالمية، وإقامة شراكة واضحة بنص الميثاق مع المنظمات الإقليمية تحقيقاً للسلام والأمن الدولى والإقليمى إن السودان والذى هو عضو ملتزم وفاعل فى هذه المنظمة سوف يظل وفياً للأهداف التى تشكل جماع جهدنا المشترك.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.