أدلى السيد وزير الخارجية الأستاذ علي أحمد كرتي بعد ظهر اليوم الإثنين الموافق 26 سبتمبر 2011م ببيان السودان أمام الدورة (66) للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وفيما يلي نوجز تلخيصاً لأهم ما جاء فيه : أكد السودان في بيانه اليوم على الوفاء بإلتزاماته تجاه تطبيق إتفاقية السلام الشامل وإنحيازه لخيار السلام والإستقرار بإلتزامه بقيام الإستفتاء على تقرير المصير لجنوب السودان وإن كان مهر ذلك التضحية بجزء عزيز من أرض الوطن ، وكان السودان أول دولة تعترف بقيام دولة جنوب السودان ، بل شارك فخامة رئيس الجمهورية في مراسم الإحتفال بإعلان الدولة الجديدة وبسط يد التعاون والأخاء بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين ، وقدم البيان التهنئة بإنضمام دولة جنوب السودان للجمعية العامة . جدد السودان حرصه الكامل على تسوية ما تبقى من قضايا معلقة في تنفيذ إتفاقية السلام الشامل بما في ذلك تسوية وضع منطقة أبيي وإستكمال عملية ترسيم الحدود والآليات والإجراءات المشتركة اللازمة لمراقبتها ، كما أكد البيان على حرص السودان على التوصل لإتفاق حول الترتيبات الأمنية والسياسية التي من شأنها معالجة التوترات التي نشبت مؤخراً في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وفي نفس الوقت أكد البيان عدم قبول السودان لأي حرب بالوكالة من شأنها زعزعة الإستقرار على مناطق الشريط الحدودي بين البلدين . وبشأن دارفور ، أشار البيان إلى تتويج مفاوضات السلام الأخيرة في الدوحة بالتوقيع على وثيقة الدوحة لسلام دارفور التي وجدت الدعم والقبول من أهل دارفور بمختلف مكوناتهم ، وتجسد ذلك الدعم في المشاركة الواسعة التي حظي بها مؤتمر أصحاب الشأن الذي عقد في شهر مايو الماضي. كذلك حظيت الوثيقة بتأييد ودعم المجتمع الدولي ، وأعرب البيان عن الشكر والتقدير لدولة قطر الشقيقة والإتحاد الأفريقي والجامعة العربية صاحبة المبادرة وبفريق الوساطة المشتركة وكافة الشركاء الدوليين والإقليميين . أهاب البيان بالأممالمتحدة عدم الإنسياق وراء توجهات بعض الدول ، مشيراً إلى عدم إفراد الأمين العام لمساحة في تقريره لإبراز جهود الحكومة السودانية وإنحيازها لخيار السلام ، مؤكداً أن القيادة السودانية وعلى رأسها الرئيس البشير هي التي مكنت أهل الجنوب من ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم إلتزاماً بخيار السلام ونبذ الحرب ، مبيناً أن ذك جهد يستوجب التقدير وليس محاولات التجريم والإتهامات الجزافية على النحو الذي تروج له المحكمة الجنائية الدولية تجاه السيد الرئيس الذي تم إنتخابه ديمقراطياً في إنتخابات تميزت بالنزاهة والشفافية تحت مراقبة دولية وإقليمية . أشار البيان للعقوبات الإقتصادية الآحادية التي تفرضها الولاياتالمتحدةالأمريكية على السودان ووصفها بأنها عقوبات كيدية وغير مبررة وظالمة تستهدف إضعاف السودان وتقويض نهضته التنموية . وأشار البيان لتطلع السودان لدعم المجتمع الدولي ومؤسساته التمويلية فيما يتعلق بإعفاء الديون ودعم مشروعات التنمية بعد إستيفاء كافة النواحي الفنية كدولة نامية خارجة من النزاعات ، ووفقاً للمعايير المعمول بها مع رصيفاته من الدول . ودعا البيان المستثمرين من كافة أنحاء العالم للإستثمار في السودان مشيراً إلى الموارد الطبيعية التي يذخر بها السودان خاصة المعادن ، والأراضي الخصبة وتوفر المياه مؤكداً قدرة السودان على سد النقص في الغذاء الذي يواجه العالم الآن . أكد البيان على أهمية إيلاء القارة الأفريقية الأهمية القصوى في الأجندة التنموية للأمم المتحدة خاصة فيما يتعلق بمكافحة الفقر والأمراض المستوطنة وتحقيق أهداف الألفية للتنمية ، ودعا البيان لمد يد العون والمساعدة للدول الشقيقة في القرن الأفريقي خاصة الصومال في مواجهة كارثة الجفاف وتداعياتها الإنسانية . أكد البيان على أهمية تفعيل الدبلوماسية الوقائية وتعزيز جهود صناعة السلام في أفريقيا مشيراً إلى تجربة مجلس الحكماء وبصفة خاصة فريق الحكماء الأفارقة الذي يقوده الرئيس ثابو أمبيكي بما يؤكد فعالية الدور الإقليمي في تسوية النزاعات وتحقيق الأمن والسلم في القارة الأفريقية . تطرق البيان لمسائل البيئة والآثار السالبة للتغيرات المناخية مشيراً لأهمية الوصول لتوافق دولي وخطط عمل محددة في هذا الإطار ، كما أكد البيان على مشاركة السودان الفاعلة في مؤتمر الأممالمتحدة الدولي للتنمية المستدامة (Rio+20) المقرر عقده في العام 2012م . أكد البيان على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ، وحقه في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة ، وأيد البيان الطلب الذي تقدمت به فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة . واختتم البيان بالتأكيد على ضرورة إصلاح الأممالمتحدة وإصلاح مجلس الأمن ، مشيراً إلى أن غياب الإصلاح يزيد من تهميش الدول النامية ويضر بمصالحها القومية ، مؤكداً ضرورة إبعاد المنظمة الدولية عن هيمنة بعض الدول التي تستغل مجلس الأمن لتنفيذ أجندتها السياسية . *** نيويورك : 26 سبتمبر 2011م