* إنتقاد (العواطف) فى العلاقة بين البلدين غير مبرر .. لأنها حفظت العلاقة * الصحافة فى مصر حرة وأتحدى أى باحث أو دارس يقول غير هذا! * لهذه الأسباب تنحاز أمريكا لإسرائيل .. والتصدى لإسرائيل مسئولية عالمية إلتقت (smc) بالأستاذ محمود مراد نائب رئيس تحرير الأهرام فى ملتقى العلاقات السودانية المصرية الذى نظمته (smc) والأستاذ محمود له صلات ووشائج ممتدة مع المفكرين السودانيين والساسة حتى فى أحلك أيام القطيعة التى عدت إلى غير رجعة إن شاء الله. (smc) حاورت الأستاذ محمود فى محاور منها العلاقات ووجهة نظره حولها كما حاورناه فى آخر المستجدات الدولية . حوار (smc) * الأستاذ محمود مراد لقد كانت زيارتكم للسودان بغرض المشاركة فى ملتقى العلاقات السودانية المصرية، لقد إزدانت الأجواء بحديث مشجع ومتفائل ولكننا نريد وصفة "روشة" لوقاية العلاقات من أى كدر أو سوء تفاهم!! - أظنك تريد أن نسأل عن الضمانات فى إستمرار متانة العلاقات .. نعم دعنى أوضح لك ما هى "الضمانات"؟! .. أنا أراها تكمن في الوعي الكامل من الشعبين بأن هذه العلاقة مقدسة ولا يجوز المساس بها إطلاقاً ولا يسمح لأى سياسى أو مفكر أو باحث كائناً من كان أن يشكك فى العلاقات المصرية السودانية.. أنا أقترح بث الثقافة الموجهة.. ثقافة وادى النيل لأن الوعى الذى تحدثت عنه مرتبط بالبناء العلقلى والوجدانى . وهذا البناء يتم بالقراءة والسماع والمشاهدة، إذن الدور الأكبر فيه هو للفضائيات والمحطات المشاهدة، والصحف والمجلات والكتب والمطبوعات، أيضاً هناك دور على الإذاعات والمسارح والدراما والبرامج التعليمية والرحلات المشتركة .. دعونا نقرأ سوياً ونشاهد سوياً ويتعلم ناشئينا سوياً .. ونضحك ونحزن سوياً دعونا نوحد الثقافة والمشاعر أولاً! * سعادة الأستاذ محمود لقد كنت تركز خلال الندوات فى الملتقى على رفض الحديث المجرد عن المصالح بإعتبار أن العلاقات لابد أن تقوم على العواطف أولاً؟! - نعم .. أنا أرفض وبشدة نكران الجميل للعواطف المشتركة بين شعبى وادى النيل، دعنى أقول لك بكل صراحة عندما ساءت العلاقة بين الحكومات لحد التراشق الإعلامى والقطيعة ما الذى حفظ العلاقة فى تلك الفترة؟! لقد حفظتها العواطف وحسب وظلت العلاقة بين الشعبين ودودة ومتواصلة بالرغم من القطيعة السياسية! هل كان هناك مصالح؟! لا لكن العلاقة كانت موجودة! بعض الناس يحصر العلاقة فى البيع والشراء والتبادل التجارى كإنما يريد أن يؤسس لعلاقة بين رجال أعمال وشركات فقط!! أنا مع الحديث عن العواطف ولا أريد لأبناء وادى النيل أن يرقصوا على طبول يقرعها آخرون .. فالعالم يسبح بحمد المصالح والمصالح فقط هذا أمر يحدث ولكن العلاقة بيننا لا تقاس بالعلاقات بين الشعوب الأخرى . ومع ذلك أنا أريد للمصالح أن تتوفر ليس بين مصر والسودان فقط بل إننى أتقدم حتى على دعاة ورعاة المصالح بأننا يجب أن ننشئ علاقات مع أطراف أخرى بإعتبار أننا من وادى النيل .. حتى يتعامل الناس معنا سوياً ودون تجزءة! * إذن أنت ترى أن هناك دمجاً وتوازناً بين العواطف والمصالح؟! - يا أخى درب الأربعين هل كان يحمل التجارة فقط من مصر للسودان ومن السودان لمصر؟! لقد كان يحمل معه الثقافة والهجرات العربية والعلماء والشيوخ! * نريد أن ندلف معك إلى موضوع "مصري" وهو الصحافة المصرية التى تتسم بصفة الإستقرار .. ولكن هناك جدل يدور حول مساحات الحرية؟ - التجربة الصحافية فى مصر عريقة .. ويعود تاريخها إلى 1823م، ولذلك تراكمت عليها أجيال وخبرات، الصحافة فى مصر حرة ولكن بموضوعية وقيود أخلاقية تلتزم بها عدد من الصحف الراسخة التى تشكل الرأى العام المصرى أنا أتحدى أى باحث أن يدرس الصحافة المصرىة ويخرج بغير ذلك، صحيح أننا لا نتعرض لشخص رئيس الجمهورية والسبب أننا نحترم سيادة الدولة ولكن.. إدارة الدولة وقراراتها ومشاريعها الخارجية والداخلية .. لدينا حق النقد العلمى الموضوعى .. وكل من يقرأ أعمدة كبار الكتاب فى مصر يعرف أن المفكر المصرى والكاتب المصرى شريك للدولة فى إتخاذ القرار ولديه تأثير حقيقى، أما إذا كان المقصود بالصحافة الحرة هى مجرد الإثارة والتحلل من القيود الأخلاقية فهذا عندنا مرفوض. * آخر الأحداث الدولية الهامة هو إغتيال الشيخ أحمد يس التى يأتى فى إطار التصعيد الذى تقوم به إسرائيل للمواجهات فى المنطقة .. الشارع العربى غاضب .. هل هناك شئ غير الغضب يمكن أن تقدمه؟؟ - منذ أن طرقت إسرائيل قبل أيام خطة الإنسحاب من غزة وتسليمها لمصر كنا نحس أن إسرائيل تدبر لمكيدة أو فجيعة، نحن نعرف أن إسرائيل قصدت بطلبها هذا التغطية على عمل ستقوم به وللأسف جاء إسرائيل طبقاً لسوء الظن بها دائماً، إسرائيل قتلت شيخاً قعيداً بصواريخ حربية وإعتبرت ذلك عملية تستحق التهنئة عليها .. نحن كعرب ومسلمين لدينا مسئولية فى التصدى لإسرائيل ولكن على العالم كله دور فى التصدى لإسرائيل" هى دولة لن تكتفى بأرض 1948 ولا 1967، ولن تكتفى بإسرائيل الكبرى من الفرات للنيل .. مطامعها تمتد حتى شمال أفريقيا وقارة أوروبا والعالم كله.. أنها تنطلق من قناعات دينية بأنها شعب الله المختار الذى خلقت كل البشرية عبيداً له ومسخرون لخدمته، يجب أن يكون هناك وعى عالمى بالأساس الذى شكلت عليه إسرائيل؟ هل تعلم أن إسرائيل لا توجد لديها حدود رسمية بعد، هى لا تقر بأنه هناك حدود تحد دولة إسرائيل. * ولكن ما هو الدافع الأمريكى للإنحياز لإسرائيل لهذه الدرجة؟! - هناك مشروع يتبناه اليمين الأمريكى .. وقد يسمى أحياناً المسيحية الصهيونية .. لا يهم المسمى لكن هناك بعد دينى يحرك بعض الدوائر التى تقترب جداً من النبوءات التوراتية وهناك وجه مدنى لهذا الإتجاه وهو يتمثل فى تيار ظهر فى كتابات "صمويل هنتغون" صدام الحضارات "فوكوياما" نهاية التاريخ هذا التيار الذى يرى فرض النموذج الأمريكى كخيار وحيد لشعوب العالم فى الحياة السياسية الإقتصادية والإجتماعية .. وهذا التيار يحتاج إلى معاون وقد وجد ضالته فى هذا دولة إسرائيل فهو يعتقد أنه يستطيع أن يدفع بها الخطر العربى والإسلامى هذا الخطر فى حسابات اليمنى الأمريكى خطر ماثل ومخيف لأنه يملك أسباب توحد عديدة فى اللغة والديانة والثقافة والهوية المحسومة .. كل هذه عناصر يمكن أن تؤسس لحضارة قوية أقوى بالتأكيد من الحضارة الغربية الممزقة إلى لغات وثقافات وأعراق متعددة.