الخرطوم-(smc)-الرأي العام اتفق الجانبان المصرى والامريكى على ضرورة العمل لتهدئة الوضع بين السودان وتشاد، فى ضوء ان هذا الوضع هو عنصر توتر اساسى للاستقرار فى دارفور، مُؤكداً على أن نزع فتيل هذا التوتر سيكون لمصلحة الاستقرار والسلام فى الاقليم، في وقت تواصلت فيه مباحثات بالدوحة بين مسؤولين سودانيين وتشاديين وسط تفاؤل بامكانية تجاوز الخلافات.ونفى عفيفي عبد الوهاب السفير المصري بالخرطوم وجود مبادرة مصرية امريكية لاصلاح العلاقات السودانية التشادية، وقال ل «الرأي العام»: هنالك اتصالات بيننا وتشاد لاقناعها بالدخول في مفاوضات مع السودان لتحسين العلاقات بين البلدين لكنها لا ترقي لوصفها بالوساطة.وأكد عفيفي ان مصر تجري اتصالات مستمرة مع الاطراف المعنية كافة بمشكلة دارفور، ونوّه الى ان تلك الاتصالات تشمل الشعب السوداني اجمالاً والاطراف الدولية كافة بما في ذلك الولاياتالمتحدةالامريكية.وكشف عفيفي عن زيارة قام بها المبعوث الامريكي سكوت غرايشون امس الأول الى القاهرة التقى خلالها وزير الخارجية أحمد ابو الغيط قبل ان يتوجه الى تشاد ومنها الى جوباوالخرطوم.وأبان عفيفي ان لقاء أبو الغيط وغرايشون بحث مشكلة دارفور وتنفيذ اتفاقية السلام الشامل، واشار الى ان المبعوث الامريكي لا يحمل وساطة، وإنما يستطلع الرؤى ويستفيد من تقييم الاطراف المعنية خاصة دول الجوار في مصر وتشاد قبل ان يقوم بزيارته الثانية للسودان. وكان سكوت غرايشون المبعوث الامريكي الخاص للسودان الذي يزور مصر حالياً بحث مع احمد ابوالغيط وزيرالخارجية المصرى رؤية مصر فيما يتعلق بالوضع في السودان سواء بين الشمال والجنوب او فيما يتعلق بالوضع فى دارفور بكل أبعاده وعناصره وتطوراته.واوضح السفير حسام زكي المتحدث الرسمى للخارجية المصرية فى تصريح للصحافيين أمس أن اللقاء جاء خلال استقبال الوزير أبو الغيط للمبعوث الامريكى أمس الاول، الذى يأتى كذلك فى اطار المشاورات والتنسيق المستمرين بين مصر وامريكا بالنسبة للمسألة السودانية.واشار المبعوث الامريكى على حد قول زكى الى ان بلاده تهتم دائماً بالتنسيق مع مصر والتعرف على رؤيتها فى الشأن السوداني، كما تولى اهتماماً كبيراً بتقييم مصر لكل ما يحدث من خطوات من أجل دفع العملية السياسية وتسوية الوضع فى السودان. واوضح ان هناك اتفاقاً على استمرار الحوار والتشاور المصري الامريكي حول هذا الموضوع، معرباً عن أمله فى أن يتم في المستقبل حوار على مستوى الخبراء بين الجانبين حول هذه النقاط لإجراء المزيد من التنسيق بين مصر والولاياتالمتحدة لصالح الاستقرار والسلام فى السودان.وقال إن الوزير أبو الغيط قام فى هذا الاطار بتكليف مدير ادارة السودان بالخارجية المصرية السفير محمد قاسم بالتوجه الى السودان مطلع الاسبوع المقبل لزيارة الخرطوموجوبا واجراء مباحثات مع المسؤولين حول الاوضاع فى السودان، وكذلك حول ما تقدمه مصر من دعم للوضع السودانى فى مختلف جوانبه بشكل عام.وأشاد جبريل باسولي الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في محادثات سلام دارفور التي ترعاها قطر بجهود دولة قطر والجماهيرية الليبية في سبيل تحقيق المصالحة بين السودان وتشاد. وقال باسولي في تصريح لوكالة الانباء القطرية امس (قنا) ان اجتماعات المصالحة الجارية الآن في الدوحة برعاية قطرية - ليبية ستكون بلا شك عاملاً مفيداً وأساسياً في تحقيق سلام اقليم دارفور. وأضاف: نحن نحتاج بالفعل لمثل هذه المحادثات والمشاورات ما دام هدفها السلام والاستقرار في السودان وتشاد وفي مناطق الحدود بينهما. وزاد: من المهم ازالة أسباب التوتر بين السودان وتشاد وهذا ما تسعى اليه اجتماعات الدوحة الآن وهي عملية سلام نؤيدها. وأوضح الوسيط المشترك عقب اجتماع عقده مع الوفد السوداني انه قام بزيارة مجاملة مماثلة للوفد التشادي وذلك كله بهدف حثهما وتشجيعهما على التجاوب مع جهود قطر وليبيا بغية تطبيع الأوضاع بينهما واعادة العلاقات الى مسارها الطبيعي. وتواصلت أمس في الدوحة لليوم الثاني اجتماعات تهدف الى تحقيق مصالحة سودانية - تشادية، وسط تفاؤل المشاركين واصرارهم على مواصلة الاجتماعات بهدف التوصل الى اتفاق على آلية لتطبيق ما سيتم الاتفاق عليه.وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية احمد بن عبد الله آل محمود في تصريحات للصحافيين، حول ما اذا كان الوسطاء سيقدمون ضمانات لصمود أي اتفاق يتم التوصل اليه: (إن مهمتنا تتمثل في وضع آليات تجعل أي اتفاق او تفاهم يتم التوصل اليه قابلاً للتطبيق على ارض الواقع، وهذا ما نعمل عليه في الوقت الحاضر). واضاف: ان اللقاءات تناولت انشغالات وملاحظات ورؤية كل طرف للمواضيع المطروحة على طاولة النقاش وردود ورؤية كل منهما بشأن هذه القضايا.من جهته، اكد د. التيجاني صالح فضيل وزير التعاون الدولي السوداني، ان التحدي الراهن يتمثل في كيفية تفعيل اي اتفاق يتم التوصل اليه بعد فشل الاتفاقات السابقة التي وقعها البلدان. وقال ان القواسم المشتركة بين السودان وتشاد ساعدت في اضفاء جوٍ من المصارحة على المحادثات، حيث ان لكل طرف انشغالاته.واضاف ان الاجتماع كان مفيداً للطرفين من حيث جلاء بعض الحقائق وتبادل المعلومات حول الوضع بين البلدين وعلى الحدود بينهما تمهيداً لبلورة رؤية مشتركة لتجاوز المشاكل التي تدور على الحدود.من جهته، قال موسى الفكي محمد وزير العلاقات الخارجية التشادي ل (كونا) أمس على هامش اجتماعات المصالحة انه تم تحقيق تقدم، لكنه اوضح انه من المبكر الحديث عن اتفاق.وأشار إلى أن الطرفين السوداني والتشادي تطرقا خلال الاجتماعات الى مجموعة من المشاكل والقضايا الأساسية، منها اعادة الثقة وتطوير الآليات لتطبيق الاتفاقيات على الارض.وحول المدى الزمني للمحادثات، اكد فضيل حرص الوفدين على التوصل الى نتائج ايجابية مهما استغرق ذلك من وقتٍ. وحول التحركات العسكرية الاخيرة والحشود بين البلدين، قال الوزير السوداني المشارك في مباحثات الدوحة، إن كل هذه التحركات والحشود ووجود المعارضة داخل أراضي الدولة الأخرى هي الأسباب التي جاءت بنا الى الدوحة، واننا هنا من اجل وضع آلية على الحدود، فمن المهم جداً وضع آلية مراقبة للتحقق من هذه القضايا. ومن المتوقع ان تكلل هذه الاجتماعات بقمة تجمع رئيسي البلدين لاحقاً في العاصمة الليبية طرابلس، بحسب خطة الوساطة القطرية - الليبية.