بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الرئيس مواي كيباكي رئيس جمهورية كينيا أصحاب الفخامة الرؤساء معالي أمين عام الأممالمتحدة معالي أمين عام الإتحاد الأفريقي معالي أمين عام الجامعة العربية معالي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أصحاب السعادة الوزراء الحضور الكريم هذا يوم مجيد من أيام السودان ، يوم عظيم من أيام أفريقيا ، وهو يوم السلام ، نحيكم فيه بتحية السلام الخالدة. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته السلام رحمة تتنزل ترفع بها الألواء والبأساء عن الناس ، وهو بركة وزيادة تعود على الناس بالخير والنفع العميم ، وشعبنا قد ذاق من مرارات الحرب والاقتتال ما ذاق . وهي رحمة عظمي أن يُبدل بالخوف أمناً ، وبالتشرد عوداً حميداً إلى الديار فالسلام سوف يعود على بلادنا بالزيادة والرفاهة والنماء ، فما كان ينفق على الاحتراب والاقتتال سيعود ريعاً فتنفق على الصحة والتعليم والخدمات . وما تعطل وتوقف من مشروعات التنمية والبناء والإعمار ، سيُبدأ من جديد لتبدأ بذلك صفحة جديدة من تاريخ بلادنا ، تفتح لها أفقاً مُخضراً من الفرص الجديدة والآمال العريضة. الإخوة أصحاب الفخامة والرؤساء وأصحاب السعادة الوزراء الإخوة والأخوات الحفل الكريم نحن ننظر إلى الاتفاق الذي أبرم لا بصفته صفقة أوقفت حرباً طالت سنواتها ، وبهظت الناس أوزارها ولكننا ننظر إليه بوصفه عقداً جديداً بين أهل السودان جميعاً ، يقتسمون فيه موارد بلادهم بعدالة ومحبة ، ويشتركون في إبرام شأنهم السياسي بتوافق وتشاور بينهم ، ويدافعون عن وحدة بلادهم ورفعتها بين الأمم . هو عقد شامل وإطار جامع نحل به قريباً-بإذن الله- كل نزاع يهدد أمن مواطنينا في غرب البلاد أم في شرقها ، لأن تجربة الحوار الطويل والتفاوض الصبور قد أعطت ثمرتها الطيبة في مشاكوس وفي نيفاشا . وهي إلى ذلك رسمت خارطة الطريق لحل مشكلة الحرب والنزوح في دارفور ، والتي نتوجه بعزم أكيد لتأكيد وقف الأعمال العدائية فيها ، ولتسريع المفاوضات للوصول إلي حل سريع ناجع يلبي تطلعات شعبنا في ذلك الجزء الحبيب من الوطن . ونحن وشركاء السلام في الحركة الشعبية ، سنعمل سوياً لكي يكون السلام شاملاً لايستثني جهة ولا يعزل جماعة سياسية أو حزباً أو طائفة لأننا نتطلع إلي بداية جديدة لأهل السودان ، تفتح لهم أفقاً لهم لبدايات جديدة لعلاقات جوارهم الأفريقي ، وعلاقات مع أوربا والولاياتالمتحدةالأمريكية . نحن نتطلع أن نُترجم الإشارات التي جاءت من تلقاء أوربا وأمريكا ، والتي تؤكد دعم تلك البلدان للبداية الجديدة في السودان ، ولعل الحضور اليوم يبشر بتصديق الأنباء . ونحن إذ نعتز بعلاقات بلادنا مع بلدان أخري في العالم العربي وفي أسيا وأنحاء أخري من العالم ، فإننا سوف نسعى لتمتين هذه العلاقات في مرحلة السلام الجديدة ، فبلادنا تتطلع إلي مساندة المجتمع الدولي لتجاوز آثار الحرب ولإعادة البناء والإعمار والشراكة في الاستثمار . فوعد بلادنا وعد كبير في شتي المجالات. فخامة الرؤساء ، السادة الوزراء الحفل الكريم إن سلام السودان لن يعود خيره على أهله فحسب ، بل سيكون عائده على جواره الإقليمي الذي أكتوي بآثار الحرب ، وينعم غداً بعائد السلام مع أهل السودان . ولذلك فنحن نرجو أن نعمل سوياً مع أصدقائنا في منظمة الإيقاد والإتحاد الأفريقي الذين رعوا هذا السلام إلي إنجاح مرحلة التنفيذ والتطبيق ، لأن نجاح التفاوض ونجاح التطبيق سوف يكون حافزاً لسلوك ذات الطريق ، طريق السلام في مواجهة الحرب التي لاتزال نيرانها تنشب هنا وهناك في أنحاء القارة الأفريقية . إننا نتطلع أن يكون لسودان السلام دور يضطلع به في تعميم أنموذج التعايش والتسامح ، ليس في القارة الأفريقية فحسب ، بل وحيثما كان في وسع السودان أن يبذل جهداً لإطفاء نار حرب ذاق من ويلاتها ما يرجو أن ينجو الآخرين من بأسائه وشقائه . والسودان يرجو أن يكون له أنموذج من خلال التنفيذ الدقيق لاتفاقية السلام ، في التعايش بين الأعراف والتواصل بين الثقافات والتسامح بين الأديان ، فإن ثقافة الكراهية والقطيعة والتشدد توشك أن تحيل الأمن إلي خوف ورعب ما عاد أحد من الناس في مأمن من أثاره وعواقبه الوخيمة. فخامة الرؤساء ، السادة الوزراء الحفل الكريم ننتهز هذه السانحة لنجدد العهد لشعبنا بأننا سوف نعمل على التنفيذ الصادق الأمين لكل بند من بنود هذه الاتفاقية ، وسوف نعمل على أن يكون كل أهل السودان شركاء في القناعة بها ، والمشاركة في إنفاذ التزاماتها وتحقيق استحقاقاتها ، والتي سوف تكون عاقبتها توسعاً في الحريات الديمقراطية ، وشراكة حقيقية في خيرات الأرض ومواردها لجميع أهل السودان بلا إقصاء ولا إستثناء. وختاماً نجدد الشكر لكل شركاء السلام من دول الإيقاد ، ونخص جمهورية كينيا وأثيوبيا ويوغندا واريتريا وشركاء الإيقاد ونخص الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا والنرويج وإيطاليا والصين والإتحاد الروسي . والإتحاد الأفريقي والأممالمتحدة والجامعة العربية والإتحاد الأوربي ، وتحية خاصة للوفود المتفاوضة من الحكومة والحركة الشعبية ، وعلي رأسهم الأستاذ/ على عثمان محمد طه والدكتور/ جون قرنق ، وتحية خاصة للجنرال لازراس سيمبيو وفريقه في السكرتارية ، ونختم بالدعاء لله بأن يكلل بالنجاح مساعي تنفيذ السلام ، كما كلل بالنجاح المحادثات والمفاوضات ، إنه على كل شئ إذا يشاء قدير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.