السودان: تعزيز طريقة تكثير البذور وتوفير جراحة الحرب تضطلع اللجنة الدولية في دارفور بتوزيع أنواع مختلفة من البذور المحلية لدرءالاعتماد على المساعدات. وفي جنوب البلاد، انتقل مؤخرا الفريق الجراحي للجنةالدولية العامل في الميدان على متن طائرة إلى مدينة الناصر في ولاية أعاليالنيل لإجراء عمليات جراحية عاجلة على جرحى أصيبوا بالسلاح. تكثير البذور محليا في دارفور أجرت اللجنة الدولية تقييما للمحاصيل الزراعية بعد توزيع البذور وأدواتالزراعة في دارفور عام 2008. وأظهرت إحدى النتائج أن بعض البذور الموزعة لمتتكبف مع الظروف المحلية. فقررت اللجنة الدولية اعتماد نهج جديد يتمثل فيتكثير البذور محليا في محاولة لتحسين الإنتاج وزيادة الفعالية إلى أقصى حدممكن. ويقول السيد "بيتر شامبرغر"، منسق اللجنة الدولية للأمن الاقتصادي في السودان:"كانت مراكز البحث الزراعي في دارفور تعتمد طريقة تكثير البذور محليا. لكنأنشطتها انقطعت مع الأسف جراء النزاع". وقد حرصت اللجنة الدولية على مدى السنوات القليلة الأخيرة على دعم الزراعةالمحلية وجهود جماعات البدو الرحل في دارفور التي تسعى إلى الحفاظ على سبل كسبالعيش التقليدية. والغرض من ذلك هو وقف الاعتماد على المساعدات وبالتالي صيانةكرامة الناس. كما تدعم اللجنة الدولية مراكز البحث من خلال إمدادها بالبذور الأساسيةوتزويدها بالمساعدة التقنية والمراقبة. وتعتزم تلك المراكز توفير التدريبللمزارعين ورصد تنفيذ المشروع. ومن المقرر أن تشتري اللجنة الدولية كمية متفقاعليها من المحاصيل لعام 2009، بعد موافقة الهيئة الوطنية للبذورعليها، بغيةإعادة توزيعها على السكان الذين هم بأمس الحاجة إليها في مناطق مختلفة مندارفور. ويقول السيد "بيتر شامبرغر": "لقد وقعنا اتفاقات مع ثلاثة مراكز بحث محلية فيمدن زالنجيونيالا والفاشر، والغرض من هذه الخطة هو مساعدة المراكز على إنعاشإنتاج أنواع البذور المناسبة للمناخ المحلي التي تم اعتمادها، وإتاحتها فيالأسواق المحلية. وستستفيد العائلات التي تعمل في الزراعة وتشارك في المشروعمن سعر أعلى عند إنتاج الكمية المتفق عليها بناء على اتفاق. ولعل هذا الحافزسيشجع تلك العائلات على إنتاج فائض تبيعه لحسابها الخاص". وفي عام 2008 استفاد نحو 000 260 مزارع من عملية توزيع واسعة للبذور والأدواتتمت قبل حلول موسم الأمطار مباشرة. وتجري حاليا حملة توزيع مماثلة في أجزاء مختلفة من دارفور. وستسمح هذه الحملةالجديدة بتزويد قرابة 000 340 شخص على الأقل بالبذور والأدوات الزراعيةالأساسية، أخذا في الاعتبار الدروس المستخلصة في السابق كالحرص مثلا على عدمتوزيع البذور التي اتضح في الماضي أنها لا تتلاءم والظروف المحلية. وسيحصلالمزارعون أيضا على حصص غذائية لاستهلاكهم الخاص تكفيهم لمدة شهر واحد بمايسمح لهم بالتركيز على عملهم خلال موسم الزرع بدلا من البحث عن سبل توفيرالقوت لأهاليهم. ويتوقع أن تنتهي عملية التوزيع في أواخر شهر حزيران/يونيو. تنسيق الجهود الإنسانية لإنقاذ الأرواح عندما وصف الدكتور "أنطونيو فانتوريري نيتو"، كبير الجراحين في فريق اللجنةالدولية الجراحي الميداني (الذي يتكون إلى جانب الدكتور "نيتو" من أخصائي فيالتخدير وممرضتين)، ما شاهده في مدينة الناصر، بدت نبرات الأسى على صوته، فقالإن فريقه عالج 65 مريضا كانت غالبيتهم من النساء والأطفال بعضهم لا يتجاوزعمره ستة أشهر. وقد لقي أكثر من 74 شخصا مصرعهم وأصيب عشرات آخرون بجروح قبل أيام قليلة إثرهجوم قامت به مجموعة من سارقي الماشية على قرية "توركج" في مقاطعة الناصربولاية أعالي النيل. وترك بعض السكان أولادهم في القرية عند هروبهم منها علىعجل، لكن عندما عادت بعض النساء إلى القرية لاستعادة أولادهن تعرضن للهجوم منجديد. ونقل جميع الضحايا إلى مستشفى منظمة "أطباء بلا حدود" في الناصر حيث بذلطبيبان جراحان في المستشفى كل ما في المستطاع رغم ظروف كانت تفوق قدرةالمستشفى على العمل. وفي رحلتهم إلى الناصر، أمضى أعضاء الفريق الجراحي للجنة الدولية ثلاث ساعاتعلى متن طائرة اللجنة الدولية التي نقلتهم من نيالا حيث يقيمون عادة ويركنونمعداتهم، إلى "رومبيك" بولاية البحيرات. وهناك كانت طائرة تابعة لبرنامجالأغذية العالمي في انتظارهم لنقلهم إلى الناصر في رحلة دامت ساعتين أخريينقبل أن تحط بهم الطائرة في الأخير على مدرج مرتجل لهبوط الطائرات. وتضافرت جهود فرق اللجنة الدولية ومنظمة "أطباء بلا حدود" من أجل إنقاذالأرواح وإسعاف أطراف المصابين. وقد استدعى الحال بذل جهود هائلة للتصديللأعداد الكبيرة من الضحايا والخطورة البالغة لبعض الجروح، إذ خضع بعض المرضىلأكثر من عملية جراحية واحدة. وكان الجرحى يعانون من إصابات بعدة طلقات نارية في الرأس والصدر والبطن، أوكسور، أو إتلاف متوسط أو بالغ لأنسجة أطرافهم. وتوفي أحد الضحايا في المستشفىإثر تأثره بجروح بالغة في الرأس. ويوضح الدكتور "نيتو" قائلا: "كل الجروح الناجمة عن الأسلحة خطيرة لذلك فإنالإخفاق في علاجها قد يؤدي إلى أضرار وتشوهات دائمة". وبفضل الجهود جد المنسقة بين اللجنة الدولية ومنظمة "أطباء بلا حدود"، نجىلحسن الحظ العديد من الضحايا. المصدر: www.icrc.org