في مجريات الأحداث في ولاية جنوب كردفان منطقة جبال النوبة شهدت الأيام الأخيرة قرب انتهاء عهد المجرم أحمد هارون واختفاءه من على أرض جبال النوبة صمود ثوار جبال النوبة أمام آلة الحرب المركزية كسرت شوكة النظام وأتباعه وأسدل الستار على العروض الهزلية التي كان يقدمها المجرم طريد العدالة أحمد هارون ولربما يتم حرق كل مسجلاته في وسائل الإعلام السودانية بعد انفضاح أمره وجبنه في حادثة العتمور قاتل النساء والأطفال. فالرجل يعاني من انتكاسة حقيقية وبدأت تدور حوله دائرة السوء والمعروف أن الدبرة في ظهر الحمار عوار تؤلمه ولكن رغم ذلك يسرج ويمتطتيه صاحبه الحكومة تدير عملية تصفية خصومها بهدوء تام وهي التي تقتل القتيل وتذرف عليه دموع التماسيح شهود المحكمة الجنائية تؤرقها وآن الأوان للتخلص من كابوس اوكامبو وهي الآن تسعى إلى معالجة الدبرة عبر الخيوط الرفيعة عن طريق الأصدقاء والمعتملين عليهم في سوق المصالح المشتركة. الاحتقان الداخلي المتفاقم دفع الحكومة لإطلاق الشائعات المسكنة لألم الشارع السوداني وتمهيدا إلى لتصفية ما تحسبه أقوة أبناءها المدللين ولكن عرف عن هذه الحكومة في سبيل المصلحة لا عزيز لديها . اختفاء أحمد هارون وانفراد وزير الدفاع بإدارة المعارك الخاسرة في جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق هذه الحالة أفرزت الكثير من للغط والشائعات التي تفيد بأن أحمد هارون تم تنحيته بطريقة درامتكية من الميدان الحربي نتيجة لتعرضه للمطاردة والاصطياد من ثوار جبال النوبة في الجيش الشعبي وكذلك تم تقليص صلاحيته بدرجة كبيرة حتى أن الإعلام الرسمي لم يعد يذكره كما كان . فأن فشل الحكومة المتواصل في إدارة أزمات السودان عموما وجنوب النيل الأزرق وجبال النوبة أدى إلى نتائج سالبة ضد النظام وعلى أثرها عدم الأمان والخوف والهلع اللذان جعلا من أحمد هارون نقل حكومته من عاصمة الولاية كادقلي إلى تلودي جنوب كادقلي أحمد هارون كان هو أحد المحاور الرئيسية لبرنامج الجمهورية الثانية وكان يعول عليه كثيرا في تصفية منطقة جبال النوبة لصالح نظام المركز عندما سانده النظام وحشد الجيوش في منطقة جبال النوبة، ولقد أضاف أحمد هارون ملفات جديدة تعزيز من ضلوع الحكومة السودانية بقيادة البشير في المزيد من الإجرام والملاحقة القانونية ونتيجة لإخفاقاته لم تتمكن الحكومة من أتمام المشروع لأن أطراف النظام تتداعى بمؤثرات كثيرة منها الحصار الدولي والمطاردة الجنائية لرموز النظام والانهيار الاقتصادي الذي الق بظلاله على معيشة الإنسان السوداني حيث يستمر تدني سعر الجنيه السوداني وارتفاع سعر كل السلع الضرورية علاوة على الهزائم الميدانية وإطلق النظام فرية الإصلاح من الداخل أي أن فيه مجموعة تريد أن تتم عملية إصلاح لمسار أو تغيير برامج الحزب مما يعني أن معظم رموز النظام في دائرة الخطر لأن عملية الانقلاب الذاتي سيتم فيها تصفية الرموز المشبوهة وإعادة ترتيب الأوراق لبرنامج قد يكون ملحق لما مضى أو جديد كليا كل هذه مؤشرات تشهد على نفسها بان النظام في حالة حرجة للغاية ويلفظ أنفاسه الأخيرة. قضية جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق قد تدخل المطيخ الأمريكي بشعار يستنجدون وسوف تدخل امريكا السودان كالعادة لها اجندتها المعلنة والسرية وغصب عن المؤتمر الوطني تنفذ مصالحها لأنها تعتقد زمن المؤتمر الوطني قد انتهى عمليا والحلف معه ادى نتائجه في فصل الجنوب وضمان قيام الدولة الجنوبية ولو بقى شيء على زمة الأمريكان سوف يكون عبارة عن توصية للمحكمة الجنائية الدولية السماح للمطلوبين السودانيين بترتيب أوضاعهم قبل القبض عليهم وتسليمهم والأمريكان قد يكون لهم يد في عملية الإصلاح التي يروج لها بعض أطراف النظام والهدف معروف لحين ظهور قوى فاعلة بصنع الامريكان لكي يكونوا بديل للمؤتمر الوطني هذا لو لم ينفض الشعب السوداني ضد النظام فيتحرر من الهيمنة والسلطان الجائر وكذلك الخضوع للتجارب الدولية في تطبيق النظريات الغربية عليهم وغيرها وعلى حساب المصالح .