أحست العدالة الدولية بأكبر احباط وهي تصغي لأهم الأخبار العالمية التي توالت على النحو الآتي: (الصين وروسيا تستخدمان الفيتو لمنع العالم من إدانة عنف نظام الأسد في سوريا . مسلسل القتل اليومي يستمر في سوريا وتصاعد العدد اليومي من القتلي بصورة رهيبة بسبب قصف بعض المدن السورية بالدبابات . دول الخليج تطرد سفراء الأسد من بلادها وتسحب سفرائها من سوريا. منظمة دولية هامة تصرح بأن الدول الكبرى ودول الخليج غير ملزمة بقرار البرلمان اليمني القاضي بمنح حصانة للرئيس اليمني وأتباعه من الملاحقة القضائية بشأن القتلى المدنيين) همهمت العدالة الدولية في غضب: فيتو ، حصانة ، يالهما من أكبر صداعين في رأس العالم في الوقت الراهن ثم تمتمت بحنق: لن يكون لقائي وحواري مع أكبر الخارجين على القانون في تاريخ المجتمع الدولي سهلاً بأي حال من الأحوال! وضع مستر فيتو ساقاً على ساق وقال بلهجته المتعجرفة: مدام عدالة أخشى أنك تضيعين وقتاً طويلاً في محاولاتك لتغيير العالم إلى الأفضل كما تتوهمين ، ألا ترى أن العالم الغربي والعالم العربي يتآمران على النظام السوري المسكين ويحاولان الاطاحة به بشتى الوسائل والسبل في مخالفة واضحة لمبدأ الشرعية الدولية الذي يقضي بمنع الدول من التدخل في الشؤون السيادية للدول الأخرى؟ ردت مدام عدالة قائلة: مستر فيتو ، أسمح لي أن أقول لك إن الدب الروسي والتنين الصيني يستخدمانك أسوأ استخدام ، فلا يمكن أن يكون الدب والتنين وحدهما على صواب والعالم كله على خطأ ، أنت مجرد آلية لحماية مصالح الدب والتنين ولكنك تقوم في واقع الأمر بمساعدة الأسد على ارتكاب أفظع الجرائم ضد المدنيين المطالبين بالديمقراطية في سوريا. تدخلت مدام حصانة في الحوار وعلقت قائلة: أضم صوتي لصوت مستر فيتو وأقول لك: مدام عدالة، لماذا تحشرين أنفك الطويلة في شؤون دول مسكينة كاليمن وسوريا في انتهاك صريح لنصوص القانون الدولي الذي تتشدقين بحمايته، نحن في الواقع نحتاج إلى حماية دولية من تطفلك السياسي المقيت؟ صاحت العدالة الدولية غاضبة: أنتما تعرفان أن جرائم قتل المدنيين هي جرائم دولية لا تسقط بالتقادم أبداً وأن الاختباء خلف الفيتو أو الحصانة لن يجدي نفعاً لأن عدم تطبيق القانون سيؤدي إلى تفشي الاغتيالات السياسية ولكن يبدو أنكما تتعمدان عدم الفهم وينطبق عليكما القول الشائع الذي مفاده (يمكنك إخراج الثعلب من الغابة ولكن لا يمكنك إخراج المكر من الثعلب)! نهض الفيتو والحصانة وغادرا وهما يمدان لسانهما للمجتمع الدولي ، وراحت العدالة الدولية تهمس لنفسها بمرارة: لابد من إيجاد طريقة أخرى لتحقيق العدالة الدولية دون اللجوء لمجلس الأمن فقد أصبحت عربدة الفيتو والحصانة أمراً لا يُمكن احتماله بأي حال من الأحوال. فيصل علي سليمان الدابي/المحامي