الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين لندن بريطانيا أولاً انا لست من أتباع حسن الترابى ولا من أتباع الصادق أيضا أنما مسلم معتدل وملتزم جماعات أسلامية متشددة(دعاة الهوس الدينى) أعلنت الحرب ضد الزعيمان الصادق المهدى وحسن الترابى. وكان ريئس جماعة أنصار السنة الذى يدعى أبوزيد محمد حمزة الذى وجه أنتقادات عنيفة لصادق و الترابى لرفضهم حجاب المرأة ودعاهم فى النظر فى دور الاطفال مجهولى الابوين لمعرفة حجم الخطر الذى يدعون اليه. أين الغيرة على الاسلام ومضى شيخ انصار السنة يقول لماذا يهاجمون الزى الشرعى الم ينظروا الى الزنا والجلوس فى الحدائق. وأضاف أبوزيد قائلاً الصادق والترابى درسوا فى الغرب لذلك يريدوا ان يطبقوا ما شاهدوا هناك فى السودان. وكما أضاف شيخ أخر يدعى مدثر أحمد أسماعيل الامين العام للرابطة الشرعية للعلماء والدعاة ان الصادق و الترابى أعداء الاسلام وشدد على ان الحجاب يخدم المصلحة الشرعية.ومضى الشيخ يقول اذا كان بعض المنافقين يقولون ان الحجاب يمثل خطراً على الامن فان التبرج يشكل خطراً على الامن الاجتماعى. وكما تحدث شيح أخر يدعى ياسر جاد الله جماعة الاخوان المسلمين أهمية توجيه خطاب لمن يقفون وراء انتقاد الحجاب. وقال فليس من المستغرب ان تصدر مثل هذه الفتاوى من أعداء الاسلام. ولكن الغريب ان تصدر من زعماء طوائف وأصحاب موقع سياسية على حد تعبيره. أضاف قائلاً ان الصادق المهدى دعاة العصرانية فى السودان وأيضا حسن الترابى زعيم المؤتمر الشعبى على نفس الخط. وختم الشيخ ياسر جاد الله قوله قائلاً ان المخطط يريد ان يخلق فتن وصراعات للمجتمع وتحقيق أعظم هدف لليهود. وان الحملة على الحجاب والفتاوى المضللة التى يتبناها العصرانيون فى بلادنا واصفاً الصادق المهدى وحسن الترابى بانهم أخطر فرقة على المسلمين . لانهم يحاربون الاسلام من داخله .فاذا كان ما قالوه الاسلامين المتشددين عن الصادق المهدى وحسن الترابى صحيح. فلماذا هللوا وصفقوا وقرعوا الطبول ورقصوا على أنغام الطبول والطار أبتهاجا بالشرعية الاسلامية التى يقال ان الدكتور حسن الترابى هو الذى طبقها بعقله وفكره.ويقال ان تطبيق الشرعية الاسلامية تم دون داسة كاملة وشاملة عن الوضع السياسى والاجتماعى والاقتصادى والدينى فى السودان. كان تطبيقاً عشوائياً. فلما أدراك حسن الترابى ومن معه بخطر الشرعية الاسلامية التى أنقلبت ضد الحياة غيروا أسمها الى العدالة الناجزة.لانها مجرد قوانيين وضعية مشددة بمواد قانون العقوبات والاجراءت الجنائية. فاما القضاة الذين كانوا على رأس محاكم العدالة الناجزة يقال كانوا من الاسلامين المتشددين الذين جزوا وبتروا أبناء الشعب تحت أسم الشرعية الاسلامية الزائفة. ولكن ما هو هدف الدكتور حسن الترابى من وراء تطبيق الشرعية الاسلامية يقال يريد التخلص من جعفر محمد النميرى الرئيس الراحل وتفاصيله فى تلك المرحلة من مراحل التاريخ. أيضا هللوا وهتفوا دعاة الهوس الدينى للمرة الثانية عندما ركب حسن الترابى العسكر فى حياتنا المدنية فى الديمقراطية الثانية من خلال الانقلاب العسكرى الذى قاده عمر البشير الى الان.ثم أصبح مرشدا وموجها ومفتيا وناصحاً للعسكر أيضا الا ان وقع بينهم الطلاق. كما باركوا أى دعاة الهوس الدينى الفتاوى التى كان يصدرها الترابى عندما كان يرسل الشباب الى ساحات المعارك فى الجنوب وجبال النوبة تحت شعارات جوفاء كاذبة ومضللة التى تقول ان دم النوبة والجنوبين مباح يجب قتلهم. ثم بشروهم بجنات تجرى من تحتها الانهار وان حور العين فى أنتظارهم اذا ماتوا فى ساحات تلك المعارك. ما زلت أتذكر أيضا كيف كان دعاة الهوس الدينى يلقنوا الناس المفاهيم الخائطة والمغلوطة بعبارة أكثر وضوح (غسيل مخ) عندما كانوا يقولوا للناس ان الصادق المهدى وحسن الترابى أسياد وأشراف يجب تقديسهم لايجوز الكلام عنهم بفاحشة ولايجوز أيضا سبهم او شتمهم. فمن حقهم أى الصادق والترابى وحدهم ان يقولوا كما يشاءون عن السودان حكمه أيضا فاما الاخرين لا. فلماذا تصاعدت وتيرة الخلافات والمشاحنات بينها. يبدو ان العبيد يريدوا التحرر من قبضة أسيادهم فهذا أمراً عظيم اذا ما حدث ذلك. ان قوى التغيير التى تتمثل فى قوى الاجماع الوطنى لم تدخل المعركة لاهية ولا عايثة ولا طلبا لموقع اوسلطة يمكنها الوصول اليه بسهولة عن طريق التزاف للحاكم وتقديم عبارات الود والوفاء ومظاهر الاخلاص السرمدى للنظام القائم ورئيسه. أستعداده للطاعة العمياء للحاكم ولخدمته بدون أنقطاع فى الليل او فى النهار. فاما ان يكون من سدنة النظام وحراسة المقربين فينال بعض المال والجاة. واما ان يكون من كلاب النظام فينال بعض الفتات ولكن فى جميع الاحوال يجب ان لا يكون له راى او ارادة او ضمير. لانه مقيد الارادة والضمير وعندما تغيب الارادة الحرة ويفتقد الضمير الحى فى اى أمة من الامم فانها تكون أكثر قابلية للسقوط بين براثن نظام مستبد يبذر الثروة الوطنية ويعطل الطاقات ويعبث بمستقبل البلاد والعباد. ولكن لم تكن قوى التغيير المتمثلة فى قوى الاجماع الوطنى وأيضا دعاة الهوس الدينى باحثة عن التغيير وأنقاذ البلاد من سياسة الفساد والافساد التى رانت لعقدين من الزمن على كاهل البلاد. أنما تريد قوى الاجماع الوطنى الجاه و السلطان والمال . فاما ما تطلبه القوى الثورية السودانية التغيير الجذرى لمؤسسات البلاد حتى تكون أكثر قدرة وفاعلية على حوض معركة التطور والنماء والبناء. من هذا المنطلق فان الخلاف بين القوى الحية الفاعلة فى البلد والنظام القائم يتمحور حول التوجهات والاختبارات السياسية التى أوصلت البلاد الى المنحدر العميق من الاستبداد والاستغلال والاحتكار وهدر الطاقات.ان الخلاف مع هذا النظام خلاف سياسى بكل تفاصيلة وجزئياتة. القوى الحية التى تتمثل فى القوى الثورية السودانية تريد اصلاحا سياسيا جذريا. والنظام يريد الاستمرار فى نهج التفرد والغطرسة والاستبداد والفساد والافساد. أنه خلاف سياسى حول مستقبل البلاد. ولكن عقدة الاستبداد المتحكمة فى هذا النظام تجعله غير قادر على أدراك الحقائق على وجهها الصحيح وغير قادر على فهم المتغيرات الداخلية والاقليمية والدولية الجارية الامر الذى يكرس الهيمنة والرؤية الاحادية و يعطل أى توجه نحو عملية التطور الديمقراطى فى البلاد. فان غياب قيادة سياسية واعية وشجاعة تمتلك أرادة ورؤية واضحة. ان هذا الوضع العقيم والمهزوز هو الذى يمنع عملية الانتقال الديمقراطى ويمنع أيضا كل خيار حر لتاهيل المجتمع وجعله قادراً على الخروج من الازمة التى يتطخبط فيها النظام والاندماج فى مسار التطورات العالمية. ان مشكلة هذا النظام قصوره السياسى وبالتالى أنعدام الرؤية الواضحة التى تمكن الفاعل السياسى من أدراك حقيقة جدلية التحولات الاجتماعية التى تعتبر من حاجيات المجتمع وتطلعاتة لا يجوز كبتها أنما توجيهها وفقاً لمقتضيات التطور والحاجة. وقبل ان أختم مقالى هذا أريد ان أعود الى دعاة الهوس الدينى وأقول لهم اذا كنتم مسلمين حقاً فلماذا لم تستنكروا وتدينوا القتل والدمار والترشيد والاغتصاب ضد النساء فى جبال النوبة ودارفور منذ ان أندلعت الحرب فى تلك المناطق لاكثر من عقدين من الزمن. لايهمكم فى الاسلام الا الشكل وليس الجوهر ولا الحقيقة أيضا. انما فى أعتقادهم الجازم ان الاسلام هو أطلق اللحية وتطويلها وجلابية قصيرة وحمل المسواك. وتحريم جميع أنواع المؤسيقى وأيجاب لبس النقاب على المرأة. هذه كلها أمور تتعلق بالمظهر أكثر مما تتعلق بالجوهر. فالجوهر والروح هما الاساس فى تعاليم الاسلام وليس الشكل والمادة فالاسلام عقيدة جوهرها التوحيد. وعبادة جوهرها الاخلاص. والمعاملة جوهرها الصدق. وخلق جوهره الرحمة. وتشريع جوهره العدل. وعمل جوهره الاتقان. وأدب جوهره الذوق. وعلاقة وجوهرها الاخوة. وحضارة وجوهرها التوازن. يجب التخلص من الثقافة الطائفية والتحرر من المصطلحات التاريخية التى أدت دوراً وظيفا فى الماضى ثم أصبحت عبئا على عقل المسلم اليوم مثل مصطلح القاديرية والشاذليية و البرهانية والسنة والشيعة والسلفية والصوفية فانها مجرد أسماء سموها هم. لان التسميات القرأنية تبدد هذه الغواشى قد سمانا الله عز وجل مسلمين. ان الله هو الذى سماكم مسلمين(كما قال الخالق فى أحكم تنزيله يا أيها الذين أمنوا لا تموت والا أنتم مسلمين) يا دعاة الهوس الدينى من الافضل ان تنتفضوا وتنستنكروا وتشجبوا الدمار والقتل والتشريد والاغتصاب و تجويع الاطفال فى جبال النوبة ودارفور والنيل الازراق ان كنتم مسلمين حقا. لان الاديان كلها ترفض ذلك جملا وتفصيلا وليس الاسلام وحده . لانه من واجب المسلم بل من واجب كل أنسان أصيل له ضمير وأنسانية ان يرفض مايقوم به الرئيس عمر البشير من جرائم بشعة ضد المواطنين الابرياء فى المناطق المذكورة . بدلاً عن الهوس والشعوذة واللهث وراء الجاه والمال والتملق للحاكم. تحرروا وكونوا بشر حقيقين.