يحارب المستعربين في السودان للحفاظ على ما تبقى من السودان الشمالي بعد انفصال الجنوب ولكن في ذات الوقت يطمع القائمين على نظام الحكم في المركز في استمرار الحرب ضد المجموعات الإفريقية وإبادتهم أو تهجيرهم من على أرض السودان طمعا في الاستيلاء على خيرات تلك المناطق على وجه الخصوص منطقة جبال النوبة الغنية بالموارد والثروات النفيسة في باطن الأرض وظاهرها نعمة من الله . ولكن حتى ولو فلحت حكومات المركز في الاستئصال بقية المناطق التي يعيش عليها الشعوب الإفريقية لن تصبح دولة الشمال ملك لمن يعيش فيها وسوف تظل أرض مغتصبة من السكان الأصليين ولابد من استردادها وليسوف يكون ذلك على غرار عودة الفرع إلى الأصل . ومشروع تقرير المصير الذي يرفعه الشعوب المهمشه وعلى وجه الخصوص شعب جبال النوبة حق مشروع ولابد أن يحصل عليه بالتراضي والاتفاق بين المتنازعين وإلا القوة هي الحسم لا سمح الله لأنه كما يقال أخر العلاج هو الكي بالنار . مشروع الدولة السودانية الموحدة مضحكة على الدقون وفبركة إعلامية الغرض منها تضليل الآخرين ولن تكون السودان دولة موحدة لأسباب كثيرة لذلك لابد من تفكيك السودان وإعادة تركيبه من جديد أو يترك كل جزء منه بما يرضى به لأن الشعوب المتمركزة في السلطة لا تريد للشعوب الأخرى أن تشارك في حكم السودان ولا في الحصول على حقوقها وهنا مدية الحقد والعنصرية التي تقطع أحشاء السودان وتفتت كبده وتنثر الدماء على أرضه. محمود علي قيقاوي