تبدو حواء عزيزي القارىء في سن الخامسة عشر، أشبه ما تكون بالصندوق المغلق.. طوى أسراره وأحتضن كنوزه.. ولهذا ينظر إليها الناس في كثير من التحفز والفضول إذ يعتقدون أنها فاكهة على وشك النضج.. وفي مثل هذه السن تلتمع عينا حواء بالنظرات البريئة. والتي تنبىء بالطهارة والعفة. وفي سن العشرين تبدو حواء في نظر الرجل لغزاً يصعب فك طلاسمه.... فهي تتأمل ما حولها، لتنتقي فتى أحلامها، ثم هي تحس بأن في جسدها قوة تستطيع أن تفجرها في أي وقت لتفوز بأملها.. وعندما تبلغ الخامسة والعشرين، يبدو كل ما فيها غنياً بالجمال والفتنة.. ومن ثم يحوم حولها الرجال في حذر لأنهم يعرفون أنها تستطيع أن تمنح وأن تمنع.. وفي الخامسة والثلاثين تبدو حواء عانساً.. فهي تعيش لذكريات الماضي، ستطلعه بحسرة إلى سن الخامسة عشر.. وهي تغالط وتجادل كثيراً.. وفي الخمسين عزيزي القارىء تبلغ سن اليأس.. فلا يتطلع اليها الا من يعتقد انها تخفي كنزاً يستطيع إستثماره. أكتب هذ بعد أن حدث لي موقف ظريف ولطيف وباهي وذلك أثناء توجهي الى الخرطوم عبر طريق أبي روف النيلي.. استوقفتني 3 بنات يافعات جامعيات.. وقفت لهن بعد أن قررت ان أمثل دور الأطرش عليهن فحدث الآتي: * ماشي الخرطوم عليك الله؟ * أوه .. ناه.. اه اه شيء باللسان وشيء بالأصابع وهذ يعني (نعم) * صاحوا جميعاً.. (سجمنا.. أطرش) * قلت (نجق .. جاق.. جاق..) * صاحت إحداهن:(أركبن يابنات ما أطرش مسكين ساكت (ركبت واحدة في المقعد الأمامي والبقية في المقعد الخلفي). * حاجة غريبة.. أطرش ومشغل مسجل العربية؟؟ * قالت صاحبة الرداء الأحمر: العربية دي تكون حقت أبوه، أداه ليهو بتفسح بيها.. لكن الأطرش ده (ما شرط الشرط) * قالت زميلتها : شنو يا إنتي نعرسو ليك؟ * لكن أتفاهم معاو كيف؟ * صاحت الثالثة: عليك الله العاجبك فيهو شنو ما حلبي ساكت * هنا استشطت غضباً منهن وصحت: أيخ أيخ أخ خوخ * قالت إحداهن بغضب وأنفعال شديد: أسكت سكتك بلا يخمك.... يا أبو لسان متروم * صمت وعم الجميع السكون ماعدا مكيف السيارة * فجأة قالت صاحبة الرداء الأحمر: اخسي عليك زعلتيهو علىّ ساكت.. ياي حرام.. * أنسو الموضوع.. خلاص وصلنا يا إنتو.. أقيف يا طروش؟ لكن نوقفو كيف؟ في هذه اللحظة قمت بإستخراج ورقة وقلم وكتبت عليها: نازلين هنا؟ * قالت الثالثة بإنفعال : أطرش وحلبي وخطك شين... (أقيف هنا) كتبتها بخط واضح على نفس الورقة *أوقفت العربة.. نزلوا جميعاً ثم قالت لي الفتاة التي شتمتني :(باي باي يا طروش).. صحت باسماً.. (ياي ياي يا شينة يا سجم البنات يا عفريت القصب).... صاحت وولولت وسكلت حتى سقطت حقيبتها (ووب على أنا.. ما .. ما أطرش) أطلقت العنان لسيارتي وأخرجت لساني تهكماً.. (آلت إيه آلت اطرش آل).