نادوا بوقف الإبادة الجماعية في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور واشنطن: عبد الفتاح عرمان شهدت العاصمة الأمريكيةواشنطن يوماً عاصفاً للإحتجاج ضد الحرب التي يقودها المؤتمر الوطني في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور. وفي تمام الساعة الثامنة والنصف صباح يوم أمس الجمعة، وشمس واشنطن تطل من خدرها على استحياء ثم تحتجب مرة أخرى، بدأت منظمات المجتمع المدني السودانية والأمريكية تتقاطر صوب السفارة السودانية المطلة على شارع ماساتشوستس في قلب العاصمة واشنطن للإحتجاج على الإبادة الجماعية التي تقوم بها حكومة المشير البشير في السودان. لم تمضٍ دقائق معدودة حتي حضرت وسائل الإعلام الأمريكية والأجنبية مع سيارات البث المباشر لموقع الحدث مما أدي إلى تعطيل حركة السير قبالة السفارة السودانية. وبعد مدة قصيرة من الترقب والإنتظار، إنضم إلى المسيرة عضو الكونغرس ذائع الصيت جميس موران- ديمقراطي عن ولاية فرجينيا- و عضو الكونغرس والمناهض العتيد لحكومة الخرطوم جيم مكافرن- ديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس، والناشط الكبير بنجامين جيلاوس، رئيس الرابطة الوطنية لتقدم الملونين، و توم أندروز، رئيس منظمة (متحدون لأجل إنهاء الإبادة الجماعية) والناشط المعروف مارتن لوثر كنج الثالث- حفيد قائد ثورة الحقوق المدنية الراحل الدكتور مارتن لوثر كنج، و روبي قوتو، رئيس المجلس اليهودي للعلاقات العامة وجون برندرغاست، المؤسس المشارك لمشروع (إيناف) لوقف الإبادة الجماعية. تحدث النجم السينمائي جورج كلوني وبرندرغاست عن رحلتهما الأخيرة إلى جبال النوبة حيث اماطا اللثام عن المشاهد المروعة لجثث واشلاء المدنيين في جبال النوبة الذين تم قصفهم بالطيران الحربي لنظام المؤتمر الوطني بغرض إبادتهم ومنع دخول الإغاثة إليهم. وطالباً الحكومة الأمريكية بالتحرك بكافة الوسائل لإزاحة النظام الحاكم من السلطة في الخرطوم. وتحرك جميعهم صوب السفارة السودانية منادين بإغلاقها وطرد دبلوماسييها من واشنطن، وقام البوليس السري الأمريكي المعني بحماية البعثات الدبلوماسية بتحذير الجموع الثائرة ثلاث مرات من تجاوز الخط المرسوم لهم على الأرض- نسبة لان السفارة السودانية تعتبر تراب سوداني يجب حمايته بحسب قوانين الأممالمتحدة المتعارف عليها- لكن المتظاهرين رفضوا الإنصياع إلى أوامر الشرطة التي كررتها عليهم ثلاث مرات، مما حمل الشرطة على إعتقالهم بتهمة العصيان المدني. هذا وتم اطلاق سراحهم لاحقاً بعد قيام جورج كلوني بدفع الكفالة عنه وعن الأخرين. يذكر أن مسيرة يوم أمس قد تمت تغطيتها من كافة وسائل الإعلام الأمريكية كخبر عاجل ورئيسي في كافة نشراتها. وهي سابقة وعلامة فارقة في سبيل إزالة نظام المؤتمر الوطني. وأفردت قناة إن بي سي الأمريكية الإخبارية ليوم غدً الأحد برنامج (إلتقِ الصحافة/Meet the Press)- برنامج اسبوعي يحظي بنسبة مشاهدة عالية- لموضوع السودان بإستضافة جون ماكين، عضو الكونغرس الجمهوري من ولاية أريزونا إلى جوار جورج كلوني وجون برندرغاست، كما أعلنت قناة فوكس الإخبارية عن حوار يتم بثه يوم غدً مع مرشح الرئاسة الجمهوري ميت رومني وجورج كلوني وبرندرغاست يخصص للإبادة الجماعية في السودان. يرى محللون ومراقبون كثر في واشنطن أن هذه الحملة سيكون لها ما بعدها في تغيير السياسة الأمريكية الرسمية تجاه السودان والمساعدة على تمرير قانون سلام ومحاسبة السودان الذي تم طرح مسودته على أعضاء الكونغرس هذه الأيام. بالإضافة إلى حصول كلوني على وعد من الرئيس باراك أوباما الذي إلتقاه يوم أمس الأول، بالضغط على الحكومة السودانية لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جبال النوبة والنيل الأزرق.
