كلام الناس *بعض أهل الانقاذ مغرمون بافتعال المعارك أو تأجيجها على اضعف الايمان، ولديهم عشق قديم بتخوين قادة المعارضة والرأي الآخر واتهامهم بالعمالة للاجنبي بل وتكفيرهم *نذكر في زمن مضى انهم كانوا يطلبون من الصحفيين عدم تسميتهم باسمائهم مثل (الحركة الشعبية) وحتى (مولانا محمد عثمان الميرغني) عندما كان التجمع الديمقراطي يقود المعارضة بالخارج ، لكن تغير الحال وسبحان مغير الاحوال ووقع اهل الانقاذ اتفاقية نيفاشا مع الحركة واصبح قادتها شركاء في الحكم، وكذلك وقعوا اتفاق اسمرا مع التجمع الديمقراطي وهاهو مولانا الميرغني يقود الحزب الاتحادي الديمقراطي مشاركا في الحكومة *لمذا نذهب بعيدا فها هم بعض اهل الحكم انفسهم يخونون وفد الحكومة المفاوض مع وفد حكومة جنوب السودان لمجرد الاتفاق معهم على اتفاقيتين اتفق غالب اهل السودان على انهما تشكلان خطوة ايجابية نحو التهدئة والاتفاق المطلوب حول القضايا العالقة التي تسببت في عودة النزاعات من جديد *نقول هذا بمناسبة التصريحات الغريبة التي اطلقها رئيس المجلس الوطني احمد ابراهيم الطاهر واضعا فيها الصحفيين الذين يحاولون استكمال المعلومات في القضايا الخلافية من الطرف الاخر في دائرة الاتهام بقضايا التجسس والخيانة العظمى *بل شدد الطاهر على منع الصحفيين من عرض وجهة نظر الطرف الاخر عبر الصحف بحجة انهم يمثلون حركات مسلحة، كم سعت الحكومة للتفاوض وعقدت اتفاقات معهم، هكذا عاد امر التضييق على الصحافة والصحفيين وعلى الرأي الاخر بعد ان طالت العقوبات حتى الصحف المصنفة بانها موالية بل تلك التي كانت مبشرة بالانقاذ *لانريد الوقوع في ذات اخطاء التصنيف السياسي المسبق الذي يقود لمثل هذه الاحكام الظالمة، ولا نريد الدخول في حلبة الصراع السياسي رغم انه امر واقع لابد من التعامل معه بحكم المهنة، لكننا فقط نركز على حق الصحف والصحفيين في الحصول على المعلومات من مختلف المصادر، خاصة وان ابواب الحوار ما زالت مفتوحة مع دولة جنوب السودان، وهناك نزاعات داخل السودان الباقي لايمكن قفل ابواب وقنوات الحوار مع قادتها وتخوين المتصلين بهم *اننا ندرك الفرق بين استقاء المعلومات الامنية التي لايمكن اعتمادها الا من مصادرها وبين المعلومات الاخبارية ومواد الراي ومعلوم انه من اهم واجبات الصحافة اتاحة الفرصة للرأي الاخر ودفع الحراك السياسي السلمي الذي تقوده الحكومة نفسها لاطفاء نيران النزاعات، هذا يتطلب المزيد من الانفراج السياسي والاعلامي والصحفي وليس التضييق في مجال لم يعد فيه التعتيم ممكنا في ظل التمدد الاعلامي والصحفي في الفضاء العالمي المحيط بنا