سبحان مغير الأحوال قبيل الشريف زين العابدين شن قال يا مولانا كيف يتجاهل رئيس الإتحادى الأصل توقيعه فى 95 ويتحدث عن 88 زعيم الختمية فرط فى مليون ميل مربع فكيف لا يفرط فى سينتمتر السيد محمد عثمان الميرغنى اقل الزعماء السياسيين حديثا فى الأجهزة الإعلامية ويعرف عنه انه يحرك الأحداث فى الحزب الإتحادى الأصل من خلف الكواليس وبالرغم من انه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى الحزب إلا ان إحجامه عن الحديث فى الإعلام يحجب رؤيته عن الأضواء لهذا فإن ما تناولته أجهزة الإعلام على لسانه يمثل خطوة هامة للكشف عن رؤيته فى هذه المرحلة الخطيرة فى تاريخ السودان. حقيقة وجدت نفسى وانا اقف عبر الصحيفة على ما يحمله مولانا اليوم من رؤى سياسية للسودان اتساءل مندهشا هل الميرغنى الذى يدلى بهذا الحديث فى العقد الأول من القرن الواحد وعشرين هو نفسه الميرغنى الذى شهدناه وعرفناه فى العقد الأخير من القرن العشرين. هل هو نفسه رئيس التجمع الوطنى الديمقراطى الذى وقع على حق الجنوب فى تقرير المصير فى مؤتمر القضايا المصيرية فى 1995 ام هو رئيس الحزب الإتحادى الديمقراطى الذى وفع مع الدكتور قرنق اتفاق السلام فى 1988؟ حديث غريب يمثل كما هائلا من التناقضات والمفارقات فالميرغنى يقول انه لن يفرط فى سينتمنتر من ارض المليون مربع وهو نفسه الذى وافق بل وامر حزبه ان يوقع على تعديل ميثاق التجمع الذى كان ينص على عدم التفريط فى سنتيمتر من ارض السودان بعد ان امن على السودان الموحد فى دولة المواطنة وهويعلم ان التعديل وماسمى بمؤتمر القضايا المصيرية إستبدل دولة الوحدة القائمة على المواطنة لدولة الخيارات المفتوحة التى تقبل الإنفصال لو قرره الجنوب بعد ان امن التعديل عليه وما يثير الدهشة هنا ان السيد محمد عثمان يتحدث عن إتفاق 88 الذى وقعه كحزب فى عهد الديمقراطية وخرج عليه بنفسه وهو رئيس التجمع ووقع على حق الجنوب فى تقرير المصيروالذى يعنى ان الجنوب من حقه ان يختار الإنفصال. ثم هو نفسه كرئيس للتجمع امن على إتفاق نيفاشا بالرغم من تجاهل الإتفاق للتجمع ولحزبه كقوة سياسية لايمكن تجاهلها وهو يعلم ان هذا الإتفاق يؤمن على ماقرره ميثاق التجمع بتامين حق الجنوب فى تقرير المصير وهو يعلم ان دولا بعينها على راسها امريكا ودول الغرب ودول الجوار الأفريقى من غير الدول العربية(ومن اصحاب المصلحة فى التقسيم) تتمتع بوضع فى الإتفاق لضمانة تنفيذه ولم يعنى الإتفاق يومها بالتجمع او الأحزاب بينها الإتحادى حيث تم عزل التجمع والحزب ودول الجوار العربية الأكثر إرتباطا بوحدة السودان حتى لا تكون شريكة فى الرقابة على تنفيذ الإتفاق. والأدهى وامر فى حديثه انه وصف موقف الدول الغربية التى قال عنها انها تشجع الإنفصال مع انها تعهدت بتامين الوحدة الجاذبة والغريب فى حديثه هذا انه يعلم ان اهم هذه الدول والتى توجه دول الكمبارس الضامنة وتحديدا امريكا انها هى التى اعلنت فى 1992 ان تعمل على تحرير السودان وليس الجنوب وحده مما اسمته الإستعمار العربى وان حق تقرير المصير الذى لا يتوافق مع إتفاق 1988 هو من صناعة الغرب ففى المرة الأولى كان رجل المخابرات البريطانى هو الذى قاد إتفاق الإنقاذ مع الكتور مشار ولام اكول لتامين حق الجنوب فى تقرير المصير وانه هو على المستويين الحزبى والتجمع كان من الذين ناهضوا ذلك الإتفاق بحكم انه يؤدى لفصل الجنوب ثم كان هو نفسه على المستويين الحزبى والتجمع الذى سارع واصدر بيانات الإدانة لما صدرعن طرفى الحركة من امريكا بالمطالبة بحق تقرير المصير وإعتبر فى بياناته التى يشهد عليها ارشيف صحيفة الخرطوم التى كانت تصدر من القاهرة وصحيفة الوفد وكيف انه إتهم يومها كل من قبل بذلك بالخيانة الوطنية حتى ان حزب الأمة لم يسلم من إدانته عندما إنفرد الحزب بتاييد حق تقرير المصير ثم كانت المفاجأة عندما تراجع الميرغنى نفسه وقبل تعديل الميثاق فيما سمى بمؤتمر القضايا المصيرية فكيف له إذن يتحدث اليوم عن موقف هذه الدول التى وصفها بانها تشجع الإنفصال وهو يعلم انها هى المخطط والمصمم له من مطلع التسعينات وان قراراتها لم تكن سرا ولكنه يومها سكت عن هذا الراى لإنه كان بحاجة لدعم امريكا للمعارضة والتجمع ولما تحرر الأن من هذه الحوجة نراه يكشف ويتحدث عن تامرهم على وحدة السودان فاين كان هذا الحديث فى حينه وفبل ان يتراجع ويحقق للدول المتامرة رغبتها ويؤمن على تقرير المصير كذلك فإن حديثه لايخلو من مغالطة للتاريخ ومحاولة ضعيفة لفرض تفسيرات من عنده لإتفاق نيفاشا مع انه ليس معنيا او طرفا له حق التدخل فيه فهو اولا وفى رده على سؤال عن رايه فى موقف الحركة الشعبية فتحدث حديثا فى غير محله عندما اشار لإتفاق 88 الذى ذهب لمزبلة التاريخ منذ وقع إتفاق اسمرا ومنذ امن على إتفاق نيفاشا كما ان ذلك كان إتفاقا فرديا حزبيا لايعنى القوى الموقعة على حق تقرير المصير وليس ملزما حتى للحركة نفسها كما انه نفسه شارك فى تشييعه عندما بصم مع الباصمين فى اسمرا كما انه اشار لما اسماه إلتزام الحركة له بان تحقق الوحدة الجاذبة ولا ادرى من اين له هذا الإلتزام وهو نفسه لم يكن طرفا فى إتفاق نيفاشا ولم يكن قوة معترف بها او ترد اٌشارة فيه فى اى فترة من فترات الإتفاق وتنفيذه فهو كقوى سياسية كان ولايزال من المهملات يبحث عن موطئ قدم ولا يجده الا من باب المكرمة. وقبل ان اقفل ملف هذه التناقضات فى موقف السيد محمدعثمان الميرغنى لابد ان اشير لحقيقة هامة وهى ان ما قاله الميرغنى اليوم بعضمة لسانه عن وحدة السودان وموقف الحزب الأنحادى الديمقراطى الرافض لإى موقف يهددها او ينتقص منها ان هذا الحديث الذى ادلى به اليوم هو نفسه الحديث الذى اصدرة الشريف زين العابدين الهندى الأمين العام للحزب والذى اكد فيه رفض الحزب التوقيع على إتفاق اسمرا والقبول بجق تقرير المصير ولكن السيد محمد عثمان رفض يومها الإلتزام بمبادئ الحزب التى عبر عنها الهندى (رحمة الله عليه) ورفضها الميرغنى وهاهو يعترف بها اليوم بعد ان شارك بإسم الحزب فى البصم على ما يهدد وحدة السودان ويحقق المخطط الذى يهدف لتقسيمه وبهذه المناسبة وإحقاقا للحق ولموقف الحزب كما اكد عليه الهندى يومها انشر حرفيا ما جاء فى بيانه عقب موافقة الميرغنى على توقيع الحزب على ميثاق اسمرا حيث جاء فيه تحت عنوان الحزب الإتحادى الديمقراطى بيان صحفى حمل توقيع الشريف زين العابدين الهندى ما يلى: ( بإتفاق اسمرا الذى اقر تقرير المصير وإصرار الجبهة الإسلامية على مشروعها القهرى اللاإسلامى إكتملت حلقة التامر الأجنبى الذى تقوده امريكا لتقسيم السودان وقد ظللنا فى الحزب الإتحادى نرصد المؤامرة التى تقف وراءها إسترانيجية غربية تهدف لتقسيم السودان لدويلات صغيرة) إذن لم تكن حقيقة التامر الغربى الذى يتحدث عنه الميرغنى اليوم غائبةعن الحزب الإتحادى فلماذا لم ياخذ بها الميرغنى وقبل ما رفضه الأمين العام ووجه من يوقع بإسم الحزب ليصبح هو ملتزما بما تم الإتفاق عليه ولا يملك التنصل منه اليوم . بقيت كلمة اخيرة ففى رد السيد محمد عثمان الميرغنى على موقف الحزب من المشاركة فى الحكومة والحقيقة ان الموقف من المشاركة هو موقفه هو وليس موقف الحزب لعدم وجود مؤسسة حزبية وهنا لابد من وقفة مع إجابته على هذا السؤال خاصة وان كل المؤشرات لدى الإتحاديين (الأصل) ان المشاركة قادمة وهى رغبة القيادة العليا والمناورة بغير ذلك ضرورة لتحقيق مزيد من المواقع لهذا فإن اجابة مولانا لم تخلو من ذكاء لايرفض فيها المشاركة حيث اجاب قائلا:(قضية السودان ليست إنتخابات (مزورة)او مشاركة قى الحكومة وإنما فى الحفاظ على سودان يبقى موحدا) وعندما نقف على هذا الإجابة مقرونة مع تصريحات سابقة بأن الحزب على إستعداد للمشاركة إذا إلتزمت الحكومة ببرنامج الحزب وبرنامج الحزب كما قال فى إجابته ان يبقى السودان موحدا ومادامت الحكومة نفسها تعلن عن برنامجها الإبقاءعلى السودان موحدا عندئذ تصبح المشاركة واقعة للإتفاق على برنامج مشترك يعنى بالوحدة ولكن ماذا يقدم الحزب بمشاركته ليحقق الوحدة وهو لايملك شيئا فإن ما سيتحقق للحزب ان يكون شريكا إذا ما تم الإنفصال الذى تشير التكهنات الى انه الأقرب ولكن المشاركة ستحقق بلا شك مكاسب شخصية لبعض الشخصيات فى الحزب ولعل هذا الإتجاه يدفع بمزيدمن الإنقسام فى اوساط الإتحادى الأصل. alnoman hassan [[email protected]]