أحداث ومؤشرات [email protected] عندما عجز الكفار إثناء سيد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن دعوته بالمنطق، طفقوا يوصمونه بالضلال والجنون، وأنه ساحر وشاعر، للتقليل من مكانته، حسداً من عند أنفسهم، ...ومن أجل ذلك جاءت التعويذة من الشيطان الرجيم عند البدء في تلاوة القرآن الكريم، كما جاءت التبرئة من الله عز وجل آيات تتلى إلى يوم الدين، في سورة كاملة باسم (القلم)والتي تفتتح بأغلظ الإيمان (ن والقلم وما يسطرون)، وهي سورة يجب أن يجيد فهمها وتفسيرها كل من يمارس مهنة الصحافة، لأنها تحوي معينات العمل الرسالي، وتبين صفات الأفراد والمجموعات والمجتمعات، الملازمة لبني آدم طوال العصور والعهود. وقد بينت الآيات أن الرسول عليه السلام وأجل التسليم أهدى الناس، وأكملهم لنفسه ولغيره، وأن أعداءه هم أضل الناس، وشر الناس للناس، وأنهم هم الذين فتنوا عباد الله، وأضلوهم عن سبيله، بحسب تفسير الآيات، وأعتقد ذات الأسلوب هو المتبع وهو الذي يمشي بيننا، فانظر من حولك وتمعن وقس. قال تعالى موصياً رسوله مبيناً صفات أولئك (فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ * وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ * أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) الآيات (8 –16). يقول المفسر: هذه الآيات وإن كانت نزلت في بعض المشركين، كالوليد بن المغيرة أو غيره، فإنها عامة في كل من اتصف بهذا الوصف، لأن القرآن نزل لهداية الخلق كلهم، ويدخل فيه أول الأمة وآخرهم، وربما نزلت بعض الآيات في سبب أو في شخص من الأشخاص، لتتضح به القاعدة العامة، ويعرف به أمثال الجزئيات الداخلة في القضايا العامة. وتبين الآيات اللاحقة أن الله سبحانه وتعالى يمهل أصحاب هذه الصفات، ويمدهم بما شاء من مال وولد، ومما يوافق أهواءهم، استدراجًا، وللتوضيح ذكر قصة أصحاب الجنة، حينما أينعت وآن قطافها، وجزموا أنها في أيديهم، وليس هناك ثمة مانع يمنعهم منها، وأقسموا على أنهم سوف يقطفوها في الصباح الباكر قبل أن يدخل إليهم أي مسكين من شدة حرصهم، ولم يدروا أن الله بالمرصاد، فأبادها وهم نائمون، فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل هم محرومون، فاقبل بعضهم على بعض يتلاومون... فكم من قصص شبيهة نعيشها فهل من متعظ؟!!.