من خلال هذه النافذة الصغيرة وددت اولا ان احيي كل الشرفاء الذين يستقطعون اوقاتا ثمينة من حياتهم ويسهرون الليلي من اجل الكتابة ونشر الاخبار والمقالات الهامة علي صفحات عالم السايبر الواسع الحر .. الشرفاء الذين يعملون بجد واخلاص دون كلل او ملل من اجل توضيح الحقائق الهامة للشعب وتمليكه المعلومات المفيدة .. احييهم جميعا .. كما احيي القائمين علي ادارة تلك المواقع .. واتمني ان يعينهم الله وياجرهم فيما يبزلونه من جهد. ان الكتابة والنشر ليس بالعمل الهين كما يعتقد البعض .. فهي تحتاج الي متابعة لصيقة للامور وترصد مستمر لاحوال الناس حتي تشوب المادة المنشورة الدقة والمصداقية .. كما انه يعرض الناشر الي جهد وعناء كبيرين بل التضحية .. ومن المعلوم ان الانظمة الدكتاتورية تقدم الي فعل كل شئ من اجل تكميم افواه الناس وتجفيف مصادر المعلومات تغطية لجرائمها وثغراتها السياسية .. ولذا فليس من السهل للانسان ان ينشر ويكتب ما لا يروق للانظمة .. ولذلك فكان من الواجب علينا ان نحيي ونرفع القبعات لكل شريف يكتب من اجل المنفعة العامة. ولكن بالمقابل فان ليس كل ما هو ينشر هو مفيد .. فبالرغم من ان المنابر المفتوحة قد ابلت بلاءً حسناً بدعمها ووقوفها الصلب مع قضايا الشعب .. واحتلالها بامتياز محل السلطة الرابعة المغيبة من الساحة .. وتسببها في الكثير من المشاكل والفضائح للانظمة المستبدة .. الا انها ايضا باتت تعتبر اداة فعالة يستخدمها الانظمة المستبدة نفسها في تمرير اجنداتها القذرة ونشر مواضيعها المضللة .. ان ما ينشره اعوان المؤتمر الوطني علي صفحات الفضاء الاسفيري الواسع من مقالات مفخخة هذه الايام قد اضرت كثيرا بعقول بعض الناس واصبحت تمثل كواحدة من الادوات الخطيرة التي تتسبب في تفريق الناس وشرخ نسيجنا الاجتماعي المشروخ اصلا .. فبما ان العالم الاسفيري يمثل اليوم الوسيلة الاكثر فاعلية لمواجهة الانظمة المستبدة والضغط عليهم .. فكان من الطبيعي ان يكون لها ردة فعل مماثلة مضادة في الاتجاه ومتساوية في التاثير ..فقد برع نظام المؤتمر الوطني المستبد في توظيف بعض من امنجيته الارزقية الذين لا دين ولا اخلاق لهم للقيام بهذا الدور المضاد .. وكما نري في هذه الايام لقد ظهر لنا بعض من الكتاب العنصريين الذين ينشرون مقالات مفخخة مفادها ازكاء روح العنصرية والكراهية بين الناس .. فمنهم من هم دعاة للعنصرية الصريحة .. ومنهم من هم دعاة انفصال .. وهدف هؤلاء هو (دق اسفين في نعش الوحدة الوطنية) بزرع الفرقة والكراهية بين الناس واشغال الناس فيما بينهم لتصفوا لهم الاجواء للانفراد بالسلطة والخروج من الورطة التي هم فيها الان .. ولذا فيجب علينا جميعا توقي الحذر التام من هؤلاء النوع من البشر وما ينشرونه. ما يكتبه امثال المدعو ب(محمد خير حقاني) وخال الرئيس (الطيب مصطفي) العنصري واخرون من امثالهم .. يمثل امر في غاية الخطورة .. هؤلاء الناس يديرون حروبا شرسة بين الشعب بلعبهم علي وتر القبلية وبدعواتهم المتكررة لتجزيئ الوطن الي فتات وجهويات وتاجيجهم لنيران الكراهية وبث سموم العنصرية البغيضة بين الناس .. مثل هذه الدعوات والمقالات المفخخة التي ينشرها هؤلاء .. ليس فيه من مصلحة للوطن من شئ بل انما هي تصب فقط في مصالح النظام وافراده .. ولذلك يتوجب علي الجميع اتخاذ الحيطة والحذر للتعامل مع ما يكتبه هؤلاء البشر وتجنب الوقوع في الفخ الذي ينصبه هؤلاء بعدم الاستجابة لدعواتهم العنصرية والانفصالية هذه من المعلوم ان مجتمعنا مجتمع قبلي بالدرجة الاولي .. وان جميعنا يتعاطف مع القبيلة بشكل كبير ويؤمن بالولاء المطلق له علي حساب الولاء الوطني .. وهذا هو واحدة من ضمن الموروثات السالبة التي توارثناه من اسلافنا .. ولكننا قد تضررنا كثيرا من هذا الموروث السلبي .. وحان الوقت الان للتخلص من هذا الموروث الفتاك وبكل السبل .. ولذا فيجب علينا جميعا ان نحكم ضمائرنا ونضع مصلحة الوطن فوق مصلحة القبيلة .. لتجنيب الوطن من الكوارث والدمار الذي يواجهه (الان وليس غداً ان كنا وطنيين) .. لان هذا الوقت بالذات يعتبر وقتا حاسما لمراجعة الضمائر والنظر الي قضايا الوطن بمنظور الوطنية لا بمنظور القبلية والجهوية. بالبارحة لقد ذهب الجنوب وخيراته عندما كنا نتخندق وراء القبلية والعصبية (وما زلنا حتي الان نعض اصابعنا لما حدث) .. ولم تشفع لنا هتافاتنا ودعواتنا لبرنامج الوحدة الطوعية التي بدائناها متاخرة جدا واليوم هناك اكثر من مشكلة ممثالة لتلك المشكلة التي ادت الي انفصال الجنوب .. والحال كما كان هو الحال من قبل لم يتغير .. فيجب علي الجميع ان يراجع نفسه جيدا قبل فوات الاوان ان كنا لا نريد ان يتكرر سيناريو الجنوب مرة اخري .. فهل يعقل بان نظل ندعوا للانفصال ونتسبب لحدوثه وعندما يتهيأ الاجواء لحدوثه نعود لندعوا للوحدة الطوعية كما حدث مع الجنوب؟ هذا لا يعقل .. ولذا فيجب علينا جميعا ان ننبز العنصرية والكراهية بكافة اشكالها وان لا نستجيب لدعاتها .. بل ان نلعب دورا ايجابيا بفعل اي شئ (اي شئ) لصالح حلحلة مشاكل الوطن وعدم الوقوف علي دور المتفرج .. صدقوني الامر ليس بيد النظام .. بل الامر بيدنا نحن كشعب ان كنا جادين وموحدين.. فالنظام فقط يستقل حالة الشعب اليائسة للمواصلة في طغيانها ودمار الوطن .. فان كان الشعب متماسك وقوي فحتما سيصعب علي النظام من ان يعبث بترابه وثرواته كما يفعل الان .. امنياتي ان يحكم الله عقول هذا الشعب .. والله الموفق والله المستعان.