بيان من إتحاد أبناء جبال النوبة بالخليج : حول علماء السلطان والتحريض على الكراهية والفتنة الدينية والعنصرية بسم الله الرحمن الرحيم إستجاب البشير لضغوط خاله الرئاسي وتهديدات سعادة العميد رئيس تحرير جريدة القوات المسلحة، ونقض ورفض الإتفاق الإطاري الذي وقعه نائبه نافع علي نافع مع قيادات الحركة الشعبية بأديس أببا لإيقاف الحرب في جنوب كردفان/ جبال النوبة، وأعلن من مجمع مسجد النور بكوبر الجهاد على النوبة، وسرعان ما تلقف ببغاؤه أحمد هارون الصدى فراح يكرر ويردد نفس الكلام من مسجد كادوقلي ويعلن محاربة الحركة دفاعاً عن الإسلام (الجهاد على النوبة). وكان قد سبقهم والي ولاية شمال كردفان معتصم ميرغني حسين زاكى الدين بإعلانه يوم 12/6/2011م تكوين هيئة برئاسته للتعبئة والاستنفار للجهاد، إحياءاً وتجديداً لفتوى من يسمون علماء المسلمين التى صدرت عام 1992م بإعلان الجهاد على النوبة، و التي على أثرها تمت إبادة شعب جبال النوبة في تلك الفترة. ومن ثم تلقف علماء السوء والسلطان أوامر ولي نعمتهم وراحوا يعلنون من منابر المساجد الجهاد على النوبة لتحويل الحرب إلى حرب دينية مقدسة وزرع بذور الفتنة والكراهية ضد النوبة، أمثال أبوزيد محمد حمزة ود عصام البشير الذي حث في خطبة الجمعة بنفس مجمع جامع النور ضرورة تجهيز (الدبابين) لخوض الحرب بجنوب كردفان، وذلك لتعبئة الناس وإلهاب مشاعرهم بالكراهية والعصبية الدينية وحثهم على جهاد النوبة بإستغلال اسم الدين والإفتراء على الله في حرب لاعلاقه لها بالدين. كما انبرى الصوارمي خالد، الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة، وراح ينفخ الروح ويحيي برنامج ساحات الفداء خصيصاً لحرب جبال النوبة، بنفس ملامح وشبه ما كان يتجشأه ويتقيأه المدعو الرائد يونس بالبارحة. ولقد سبقت الآلة الإعلامية للنظام وصحافته الصفراء، عديمة الأخلاق والضمير المتسمة بالفجور في الخصومة، وكتابها برعاية خال البشير الطيب مصطفى قيادة هذا الأمر بصورة سافرة وصارخة، وراحوا يلوثون أعمدة صحفهم بالإساءات وفاحش القول وينشرون الكره والبغضاء بين أفراد وجماهير الوطن (إن ما يقومون به شبيه بالنازية ولم يتبقى سوى حمل العلم المعقوف – كما يقول البعض ) .. فغدا هؤلاء ينفثون في صحفهم ومقالاتهم وتصريحاتهم كل ما ينضح بالعنصرية المصحوبة بالنظرة الإستعلائية وبالإقصاء والتحقير وعدم الإعتراف بالآخر، شاهرين سيف القمع والقهر والإستبداد لتكريس القبلية والنعرات الجهوية ونشر الكراهية بين السودانيين واصفين أبناء جبال النوبة وغيرهم زوراً وبهتاناً وكذباً بالعنصرية والعمالة لدول أجنبية ولأمريكا وللصهيونية وإسرائيل، وأنهم ضد العروبة والإسلام، نقول لهؤلاء “الفيك بدر بيه!!" معروف عن هذه القوميات تاريخياً إنفتاحها وقبولها للغير وقد إندمجت وكادت تنصهر في بوتقة واحدة لولا أنانية وعنصرية وعنهجية المركز الذي يصر على عدم قبول الآخر ويصر على فرض الوصاية عليهم وهضم حقوقهم ، كيف يكون المرء عنصرياً وهو المضطهد والأضعف ولا يملك لا سلطة ولا مال ولا جاه، وليس من فكره أو شيمه ولا ثقافته المفاخرة بالعرق والنسب والعشيرة والقبيلة؟؟؟!!! من هم العنصريون؟ أهم من يطالبون بحقهم كمواطنين أصليين لهذا البلد أم من يفاخر بتاريخه ونسبه وحسبه المزعوم ويحاول فرض ثقافة أحادية على دولة يشهد الجميع أنها مثالاً للتنوع الإثني والديني و الثقافي. إن المؤتمر الوطني يرفض التعدد والتنوع الذي خلقه الله في السودان، وينهج توجهاً أحادياً لا مكان فيه للآخر بغرض تمكين فئة معينة على رقاب الأغلبية الساحقة من شعوب السودان وحرمانها من حقوقها الإجتماعية ووالدينية والثقافية والسياسية والإقتصادية. لا الإسلام في خطر ولا العروبة مستهدفة، وليست هناك أي دعوة لإبادة العنصر العربي أو القضاء عليه، حسب ما يزعمون ويروجون. كل ما يقومون به إنما هي خطة محكمة ومدروسة لتخويف الناس بأكاذيب وأباطيل موهومة بغرض طمس الحقائق وحرمان الناس من حقوقهم الشرعية. فمن الواضح والمعروف أن سياسات نظام البشير الرعناء من إبادات جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإصراره على فرض هوية عروبية إسلاموية أحادية في السودان مع إقصاء الهويات الأخرى هي اس البلاء وأساس المشكلة. فقد رفض البشير كل الإتفاقيات ومبادرات السلام ويصر على الحرب .... حيث يشن حرباً ضروساً على جبال النوبة والنيل الأزرق مستخدماً جميع أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً، ويقوم بقصف القرى والمدن عشوائياً دون إستثناء حتى معسكرات اللاجئين لم تسلم، وجلب المرتزقة والمليشيات واطلق لها يد العنان لسحق وقتل النوبة دون تمييز أو فرز، قتل على الهوية النوبية. وزاد على ذلك أن منع عنهم المساعدات وحرم دخول المنظمات الإنسانية لنجدتهم، ومارس عليهم الحرمان وحرب الغذاء بغرض قتلهم جوعاً، هل هذه ممارسات إنسانية أم عنصرية؟؟؟ إن من حق الناس مقاومة هذا الظلم، مقاومة دولة الإستبداد والقهر، دولة العصبة العنصرية والسعي لخلق دولة الوطن ودولة الديمقراطية ، دولة الكرامة الإنسانية ، والحرية ، والعدالة الأجتماعية ! إن العنصرية مستفحلة فى المجتمع السوداني وهى مرض السودان العضال والمسبب لكل الصراعات الحالية والسابقة, والاعتراف بها كحقيقة ماثلة ومحاولة علاجها هو الطريق الى حل كثير من ازمات السودان , ومواجهة الشمال الحاكم الذى مارس العنصرية تجاه اجزاء السودان الاخرى والذى سيطر على حكم البلاد وارتكب جرائم ضخمة ضد الانسانية وأصبحت دولة اثنية تعادي الشعب و تضطهد الاخرين في دينهم وثقافتهم واثنيتهم . إن كنا نؤمن حقاً بالسودان الواحد، فيجب علينا جميعاً التفكير ملياً في عواقب ما يجري في السودان كله ومآلات ذلك على كينونة المواطنة وإستحقاقاتها ويجب أن يتذكر حارقي البخور بأن صب الزيت على النار المشتعلة لن يزيد السودان إلا إشتعالاً ولن يجلب عليه وعلى مواطنه سوى النفور والغلو ولن ينتج ذلك إلَّا أجيالاً مليئة حنقاً وكرهاً وإستعداءً. وكان من المأمول أن يلعب الأئمة دوراً مهماً في محاربة هذه الظاهرة القميئة والتي تعود بنا إلى عهد الجاهلية، وأن يسعوا بالحسنى والتسامح والتآخي بين فئات الشعب السوداني مما يعزز السلام والإستقرار، ولكن من المؤسف أن أئمة الضلال وعلماء السوء إنساقوا وراء تحريض قيادات المؤتمر الوطني بزعامة البشير شخصياً وخاله، وقاموا بتوجيه وإستغلال منابر المساجد في السودان للدعوة للكراهية والعنصرية ضد النوبة (ومعهم النيل الأزرق والغرب عموماً) بإعتبارهم متعاونين مع دول أجنبية وأنهم كفار، و..., إلخ،.. وأخذوا يحذرون وينذرون الناس من المد العنصري الذي يحيط بالعاصمة وسيجتاحها، مما يعتبر فتنة أن تستغل منابر المساجد لبث السموم بدلاً من تقديم النصح ونصرة البشير وزمرته بقول الحق بأن يجنحوا للسلم، راحوا يزينون له ضلالاته بفتاوي تجيز قتل الأبرياء بدعاوي باطلة، أين هم من مباديء الإسلام وقوله تعالى: {يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}(الحجرات – 13) وقوله (صلى الله عليه وسلم): «يأيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى»(البيهقي)، وقوله (صلى الله عليه وسلم): «الناس كلهم بنو آدم وآدم من تراب»(الترمذي)، إن هؤلاء ليسوا سوى أئمة ضلال وسوء، ونورد فيما يلي بعض الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن أمثال هؤلاء مما ينطبق على ما يسمى علماء وأئمة السودان: ** قال النبي (صلّى الله عليه وسلم) : « سيأتي زمان على أمتي لا يعرفون العلماء إلاّ بثوب حسن ، ولا يعرفون القرآن إلآ بصوت حسن ، ولايعبدون الله إلاّ في شهر رمضان ، فإذا كان كذلك سلط الله عليهم سلطاناً لا علم له ولاحلم له ولارحم له » ** وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يأتي على الناس زمان بطونهم آلهتهم ونساؤهم قبلتهم، ودنانيرهم دينهم، وشرفهم متاعهم، لا يبقى من الايمان إلا اسمه ، ومن الاسلام إلا رسمه، ولا من القرآن إلا درسه ، مساجدهم معمورة ، وقلوبهم خراب من الهدى ، علماؤهم أشر خلق الله على وجه الأرض. حينئذ ابتلاهم الله بأربع خصال: جور من السلطان ، وقحط من الزمان ، وظلم من الولاة والحكام ، فتعجب الصحابة وقالوا: يا رسول الله أيعبدون الأصنام ؟ قال : نعم ، كل درهم عندهم صنم». ** كما قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) : « يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الآدميين ، وقلوبهم قلوب الشياطين ، كأمثال الذئاب الضواري ،سفّاكون للدماء ، لا يتناهون عن منكر فعلوه ، إن تابعتهم إرتابوك ، وإن حدثتهم كذّبوك ، وإِن تواريت عنهم اغتابوك ، السُّنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سُنة، والحليم بينهم غادر، والغادر بينهم حليم، والمؤمن فيما بينهم مستضعف، والفاسق فيما بينهم مشرّف، صبيانهم عارم، ونساؤهم شاطر ، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، الالتجاء إليهم خزي ، والاعتزاز بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه، وينزّله في غير أوانه، يسلط عليهم شرارهم فيسومونهم سوء العذاب، ويذبحون أبناءهم ويستحيّون نساءهم، فيدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم » إن ما يقوم به الأئمة وما يسمون هيئة علماء السودان في تناولهم لأحداث الحرب الدائرة بجنوب كردفان والنيل الأزرق وتحريضهم العنصري للناس ضد مواطني تلك المناطق، إنما فتنة كبرى... وهو شيءٌ مجافي للحكمة والخلق والدين القويم، ولا يعني سوى روح التشفي والإنتقام والإبادة لشعب جبال النوبة والنيل الأزرق، وفي مشهد يكرر ما حدث سابقاً للنوبة، ولكن سيختلف الوضع هذه المرة وسيترتب على هذه الفتنة والدعوة العنصرية لإبادة شعب جبال النوبة والمناطق الأخرى المستقصدة بالسودان نتائج وخيمة وستقابل بما تستحقه من ردود فعل ستعم وتشمل كل ارجاء السودان، وستقود حتماً إلى رواندا ثانية بالسودان. ونحذر الإخوة الا ينساقوا خلف دعوات الأئمة الباطلة وتحريضهم للناس ضد إخوتهم في الإنسانية والوطن ... وهم مسلمون وبينهم مؤمنون وأهل كتاب .... . وإننا لنعجب لصمت الأحزاب وسكوتها مما يعني رضاها وموافقتها على ما يجري، فلا تعتقدوا أن سكوت سكان هذه المناطق ومسكنتهم ضعفاً أو خوفاً، فإذا فلتت الأمور فلا تلومن إلا أنفسكم ، وأحذروا غضبة الحليم !!! فسوف يتحمل الجميع وزر ونتائج هذه الفتنة التي يدعو لها هؤلاء. عاشت جبال النوبة ووحدة شعوب جبال النوبة، والنصر لنا ،،،،، إتحاد أبناء جبال النوبة بالخليج 30 نوفمبر 2011م