تأمُلات وهل يجهل المريخاب خطورة مازيمبي؟! كمال الهدي [email protected]
· صار الضحك على عقول القراء والعزف على عاطفة جماهير الناديين الكبيرين من ثوابت صحافتنا الرياضية. · فمنذ لحظة معرفة منافس المريخ القادم في بطولة الأندية الأفريقية لا هم لبعض الزملاء كتاب الهلال سوى ( التريقة ) وتهديد المريخاب بمازيمبي والتأكيد على خروجهم علي يديه وبفارق كبير من الأهداف. · نعم مازيمبي فريق خطير وقادر على الفوز بالخمسات والستات، لكن ألم يكن الهلال نفسه أحد ضحاياه؟! · ألم يقبرنا فيمن أسموها دائماً بمقبرة الأبطال حتى جاء ذلك اليوم الذي سجل فيه رماة مازيبمي فيها خمسة أهداف في مرمى المعز! لتوالي هزائم الهلال في المقبرة بعد ذلك! · بالطبع يدرك المريخاب خطورة مازيمبي ويعلمون أن اللعب أمامه ليس بالأمر الهين، لكنني فقط أريد أن أذكر هؤلاء الضاحكين على عقول البشر بأن مازيمبي إن تغلب على المريخ بخمسة أو ستة أهداف فهو لا محالة ملاقٍ الهلال في يوم ما، وإن حدث ذلك فسوف يمارس كتاب الأحمر نفس الدور الذي تمارسه بعض الأقلام الزرقاء حالياً وهذا هو أحد أهم أسباب تخلفنا الرياضي. · فكفاكم استهتاراً بعقول مشجعي الكرة وكبروا عقولكم قليلاً. · فنحن الآن لدينا أربعة أندية بلغت الدور الثاني من البطولتين الأفريقيتين، وبدلاً من هذا الهراء والغثاء الذي نملأ به أعمدتنا يفضل أن نتحدث بشيء من الاحترافية والعقلانية. · أعلم أن بعض كتاب الهلال يكتبون ما يكتبون لعلمهم بأن شريحة شبيهة في المعسكر الآخر لن ترحمهم أو تتغاضى عن هزائم ناديهم إن حدثت لا سمح الله. · لكنني أقول دائماً أن الاستمرار على هذا النهج لا يخدم سوى جيوب البعض. · وكاذب جداً من يقول أن قلبه على كرة القدم السودانية وهو على هذه الحالة. · وضليل من تستضيفه القنوات الفضائية ليحدث الناس عن الدور الكبير الذي قام به الإعلام الرياضي من أجل رفعة شأن كرة القدم السودانية وهو لا يجد وسيلة لكسب الشعبية وتوسيع قاعدة قرائه إلا من خلال تحريض جماهير الناديين على بعضها البعض. · لدينا كما أسلفت أربعة أندية تشارك في البطولتين بعد أن حقق أهلي شندي بالأمس فوزه الثاني على منافسه فاروفيارو الموزمبيقي وتعادل الأمل عطبرة مع ضيفه هوانج الزيمبابوي. · فلماذا لا نحاول الدفع في اتجاه حث لاعبي ومدربي وإداريي هذه الأندية الأربعة للمضي قدماً في هذه البطولات رغم علمنا بصعوبة المهمة، بدلاً من إضاعة الوقت فيما لا ينفع ولا يفيد. · أو على أقل تقدير يكتب كل واحد منا عن النادي الذي يناصره محاولاً تبصير القائمين عليه بجوانب القصور وما ينقصهم حتى تتهيأ هذه الأندية نفسياً وفنياً لتحقيق الانتصارات في المراحل القادمة التي ستكون بالغة الصعوبة دون شك. · والمعلوم أن كرة القدم السودانية ينقصها الكثير قبل أن تتمكن من منافسة الكبار على الألقاب، ولذلك فنحن أحوج من غيرنا للاستفادة من الوقت والمساحات المفرودة للأعمدة المتخصصة في الشأن الرياضي. · لكن ماذا نقول فيمن تعودوا على البيع عبر وسيلة واحدة هي التحريض واستصغار العقول و المكايدات حتى عندما يتعلق الأمر بالمنافسات الخارجية. · ألا يكفي هؤلاء كل المنافسات المحلية ليمارسوا من خلالها هوايتهم المحببة في التريقة والاستهبال! · شخصياً عندما أقرأ مقالات من هذا النوع ينتابني غضب شديد وأشعر بأن هؤلاء القوم لا يحترمون عقولنا، فماذا عن القارئ العادي الفطن، وكيف يشعر تجاه مثل هذه الكتابات! · بالأمس استفزني خبراً عن الحوافز الدولارية التي قبل أن رئيس نادي المريخ قدمها للاعبيه. · قبل أسابيع حمدنا الله على حديث رئيس نادي المريخ للاعبي الفريق الذي أكد لهم فيه أن كل مستهتر أو متقاعس سيلقى جزاءه. · قلنا أن رئيس النادي قد تعلم من أخطاء الماضي وأدرك أن ما فوت على المريخ فرصة تحقيق انجاز خلال السنوات الماضية هو كثرة الدلال. · لكننا فوجئنا بالأمس بعودة السيرة الما ياها! · حيث تناقلت الصحف أنه سلم اللاعبين الحوافز الدولارية. · كل لاعب شارك أساسياً نال ثلاثة ألاف دولار على مباراتي بلاتينيوم، فيما حصل الاحتياطيون على ألف وخمسمائة دولار لكل. · وليت الأمر توقف عند سيرة الحوافز الدولارية فقط، فقد سبق ذلك سيرة الحارس - المشكلة التي تمشي على رجلين اثنين- عصام الحضري. · فقد حملت الأنباء أن المريخ يفكر جاداً في إعادة الحضري رغم ما تسبب فيه من مشكلات لهذا النادي ورغم الإساءات لرئيسه ولعشاقه وللاعبيه وكل من ينتمي إلى هذا الكيان الكبير. · غريب أمر الإعلام الأحمر فقد أذاق الحضري أنصار المريخ، بل كل السودانيين المر خلال الفترة الماضية. · وبعد أن أهمل هذا الإعلام وأنصار المريخ الحراس الاحتياطيين في الفريق وجدوا أنفسهم فجأة أمام أزمة حقيقية بعد هروب الحارس المشكلة. · فراحوا يكتبون ليل نهار عن الصغير يسن الذي واجه التحدي الصعب بعد إصابة الحارس الثاني الأكبر منه تجربة محمد كمال. · ومع نجاح يسن في التحدي راحوا يحدثوننا عن جسارته وصلابته، لكنهم سرعان ما عادوا لإهماله مجدداً. · وبعد إعادة الحارس السابق أكرم للكشف صار هو الحارس الأول ولم نعد نسمع شيئاً عن يسن. · وبمجرد أن دخل في مرمى أكرم هدف أو هدفان عادوا لنغمة أن أكرم حارس مستهتر وغير جاد وبدأ الحديث عن عودة الحضري. · يبدو واضحاً أن هناك من لا يسعدون إلا بعودة النكد للديار الحمراء ولهذا حاولوا استغلال ضعف أداء أكرم ربما في مباراة واحدة ليعودا لنغمة الحضري. · لا خلاف حول خبرة الحضري الكبيرة، لكن المشكلة الأساسية هي أنه لاعب مشكلة بما تحمل الكلمة من معنى. · وحتى على الصعيد الفني، فمن بدأوا في تمهيد الأجواء لعودته تناسوا عن عمد حقيقة أن المريخ وفي وجود هذا الحارس خرج في العام الماضي من دور ال 32 لبطولة أفريقيا الأولى. · والآن تأهل الفريق وبسهولة شديدة للدور الثاني من البطولة بدون هذا الحضري. · إذاً الأمر لا يقتصر على مجرد مستوى فني لهذا الحارس أو ذاك، بل هناك عوامل أخرى عديدة يجب على مجلس المريخ التفكير فيها ملياً قبل النظر في أمر إعادة الحضري. · هذا طبعاً إذا افترضنا أنهم لا يعبأون نهائياً بمسألة التزام اللاعب بحد معقول من الأخلاق الرياضية والأدب واحترام مجلس وجماهير النادي الذي ينتمي له. · فلو أعطوا هذه أقل اعتبار لما فكروا مجرد التفكير في قرار كهذا حتى إن ضمن لهم الحضري حصد الكأس الأفريقية هذا العام. · أعود لمسألة الحوافز الدولارية وأقول أنه لا مانع من أي يمنح اللاعبون الحوافز عندما يحققون الانتصارات. · ومن حق لاعبي الهلال والمريخ تحديداً أن ينالوا نصيبهم من المال لأن هذه الجماهير الغفيرة التي تتدافع للإستادين لا تأت من أجل عيون الوالي أو الأرباب، لكنها تتوجه إلى هناك إلى مشاهدة هؤلاء اللاعبين. · لكن من الممكن أن يتم ذلك بصورة معقولة ودون ضجيج كالذي يحدث في كل مرة. · ولا أدري ما الذي يمنع في أن تكون حوافز اللاعبين بعملتنا المحلية. · لماذا الدولار وكأنهم يعيشون في أمريكا أو كندا أو أنهم سيسافرون في رحلات خارجية تقتضي توفر هذا الدولار العزيز في أسواقنا هذه الأيام! · ولماذا كل هذه ( الفشخرة) والبدء في خوض حديث الحوافز والمريخ لا يزال في مراحل باكرة من البطولة. · تعادل الفريق في مباراته الأولى بهدفين لكل وفاز في الثانية ليتأهل لدور الستة عشر، هذا كل ما في الأمر، يعني لم يبلغ الفريق دور الأربعة أو يصعد لمنصات التتويج. · فلماذا نستعجل الضجيج دائماً ولا نصبر قليلاً حتى تحقق فرقنا إنجازات تستحق. · الفرح المفرط بالفوزين الكبيرين للهلال والمريخ على الدبلوماسي وبلاتينيوم مضلل وضار ومؤذ حقيقة. · فقليلاً من الصبر يا هؤلاء ودعونا ننتظر ما ستسفر عنه الأيام وبعد ذلك فلتبدأ الاحتفالات ولتعلن مجالس الإدارات عن حوافزها للاعبين. · ولو أن مجلس المريخ يريد أن يفعل لائحة المحترفين كما يتردد دائماً، فليرونا كيف سيتعاملون مع السلوك المشين الذي بدر من اللاعب نجم الدين. · تُرى هل سيتعامل المجلس مع هذه الحالة بنفس درجة الحماس لتقديم الحوافز الدولارية ! · ما داموا يمنحون اللاعبين الحوافز عند الانتصار، فلابد أن تطال العقوبة من يخطئون ويقصرون في حق ناديهم، وإلا تكون العملية مجرد ضجيج فارغ لن نرى طحينه إطلاقاً. · فوز أهلي شندي بالأمس قد يحسبه البعض نجاحاً لصلاح إدريس ولهذا حرص الكثيرون على تهنئة الرجل بعد نهاية المباراة استمراراً لنهج اختزال الكيانات في أشخاص بعينهم. · لكن المتأمل للحال سيكتشف أن الأمر عكس ما يعتقد هؤلاء. · صحيح أن صلاح قد ساهم مادياً مع رجال آخرين لدعم النادي. · لكن ليس بالمال وحده تتطور الكرة كما يصور البعض دائماً. · فتألق الدعيع اللافت ونجاح نادر الطيب في تسجيل الهدفين وتقديم مباراة كبيرة يعكس مدى فشل إداريي الكرة السودانيين. · فقد كان الدعيع ونادر في الهلال ولم يمنحا الفرصة لتقديم ما لديهما. · والمفارقة العجيبة هي أن نفس الإداريين الذي ناهضوا شداد وأصروا على أن يزيد عدد اللاعبين في كشوفات الأندية متحججين بحاجة الأندية، خاصة المشاركة أفريقياً لعدد أكبر من اللاعبين هم أنفسهم من تسببوا في ضياع الكثير من المواهب في الناديين الكبيرين. · فأمثال نادر والدعيع لم يجدوا الفرصة في الهلال لأن الخانات هناك محجوزة للاعبين بعينهم بغض النظر عن درجة إجادتهم في مباراة أو فترة ما. · كنا دائماً نتساءل عن عدم مشاركة عدد من لاعبي الهلال، وكان الرد دائماً جاهز هو أنهم صغار ولم يشتد عودهم. · تخيلوا بالله عليكم لاعبي في عمر نادر أو النعيم يقال أنه صغير لم يشتد عوده وفي نفس الوقت ظلوا يطالبون شداد بزيادة العدد! · هل يشتد عود اللاعب بعد أن يبلغ الثلاثين مثلاً في فهم هؤلاء؟! · والمصيبة أن بعض جماهير الكرة أيضاً صارت تعزف مثلهم على وتر صغر السن متجاهلين حقيقة أن من يفتح له مجال المشاركة أساسياً في الناديين الكبيرين هو من يعرف كيف يجند بعضاً من حملة الأقلام ويضمن المانشيتات اليومية التي تتحدث عنه ويجدي من يحشد له المعجبين. · فليس بالمهارة وحدها تحجز الخانات في الناديين الكبيرين. · فرصة أهلي شندي والأمل عطبرة كبيرة للتقدم في المنافسة لأن العمل في الأندية الصغيرة أسهل بكثير بالنسبة للمدربين والقائمين على الأجهزة الفنية. · ليس هناك ضغوط أو كتاب يسعون لفرض هذا اللاعب أو ذاك. · إذاً فعناصر النجاح هناك عديدة ومن المعيب اختزالها في مجرد شخص يدفع المال.