قد لا يختلف الكثيرين معنا فى تقديم شروحات عن راهن الوضع، فالكل يتطلع للخروج بفعل جمعي للخروج من هذه الأزمه فى كل تجلياتها ، وليست تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى ببعيده عن الاذهان وكما ذكرنا فى مقاله سابقه قد حوت الكثير من السلبيات الا اننا ايضاً لا ننكر ايجابياتها فى توحيد القوى السياسيه حول ميثاق القضايا المصيريه والتى تحتاج من كافة القوى السياسيه قاطبة المشاركه والمساهمه فى نقد و مراجعة هذه التجربه وكل التجارب النضاليه السابقه والراهنه، الراميه الى اسقاط هذا النظام عبر آليه تشارك فيها كل القوى السياسيه ومنظماتها الجماهيريه ومنظمات المجتمع المدنى وروافده والحركه الطلابيه، يكن اساسها الديمقراطيه فى الاشتراك والمشاركه فى مؤتمر جامع يضع الاطار العام للخروج برؤيه شامله تعمل على التأكيد على وحدة المعارضه ووحدة خطابها والذى بات يمثل تحدياًوواجباً ذا أولويه بدلاً من التشهير والملاسنه فيما بينها و لتفويت الفرصه علي السلطه والمندسين داخل قوى المعارضه، الشئ الذى يحتاج الى تنسيق محكم من كل هذه القوى أقله يوازى ويتجاوز التنسيق المتزايد الذى تقوم به السلطه واذرعها المختلفه مسخرةً كل امكانات الدوله فى ذلك، من اجل الحفاظ والبقاء فى السلطه مهما كانت كلفتها وغير عابئة بحال البلاد والعباد. فالنظام الآن بات فى اضعف حالاته نتيجة لصراعاته الداخليه والتى كشفت الكثير من جوانب هذه الأزمه الداخليه بجانب الانهيار المريع فى مختلف نواحى الحياه الاقتصاديه والسياسيه الاجتماعيه ، ورغماً عن بروز تيارات من داخل النظام تسعى لايهام الشعب بمحاولات الاصلاح بتدبيجها المذكرات المتلاحقه من داخل اجنحة المؤتمر الوطنى المتنافره بدعوى محاربة الانحرفات داخل جسم السلطه و فسادها فى محاوله يائسه لاحياء ما يسمى بالمشروع الحضارى و المشروع الاسلامى والتى فى مجملها تقف شاهداً عن حالة العقم و الفشل التام لهذه التيارات الا انها لا تغير من طبيعة هذه التيارات من داخل جسم السلطه وتفريخاتها المختلفه فى مناداتها بتغيير النظام والتى كانت بالأمس جزءاً اصيلاً ، ومكوناً اساسياً، وركناً من اركان هذا النظام حتى وان اعلنت معاداتها اليوم له، محاولةً بذلك طرح نفسها كبديل، ولكن نقول لهذه التيارات هيهات فالشعب لم يعد حقلاً لتجاربكم الفاشله والتى اسهمت بتخبطها لايصاله لهذا الدرك ، فالأولى لهذه التيارات الاعتذار من الشعب الصابربدلاً عن بث سمومها وترويج بضاعتها البائره التى رفضتها جماهير الشعب السودانى بمجملها ولم تجلب له سوى الافقار والدمار الاقتصادى والاجتماعى والسياسى واالثقافى والأخلاقى. اننا امام مرحله بدأ فيها الفرز واضحاً بين القوى الطفيليه وازيالها الراميه الى المضى فى تصعيد العمليات العسكريه و فى ظل ظروف اقتصاديه بالغة التدهور بجانب ما تتطلبه هذه العمليات من نفقات تنعكس تأثيراتها سلباً على دخل المواطن وتزيد من رهقه رهقاً، انما هى بكل بساطه معارك فى غير معترك، القصد منها صرف الانظاروالالهاءعما يحدث من تآكل لجسم السلطه وانهيار مؤسساتها جراء حالات الفساد المريع الذى شمل كل مؤسسات الدوله ولا سبيل لمحاربته او القضاء عليه الا بزوال هذه السلطه، وما لم يكن للاحزاب وكافة القوى الديمقراطيه موقف واضح تجاه ما يحدث فى الساحه من نزيف دماء واستنزاف لموارد الدوله فالهدف الاساسى من عمليات التعبئه هو صرف المواطن عن المشكلات الحقيقيه ووقف وفرملة الحراك السياسى والنضالى فى مواجهة النظام، فكل من تسول له نفسه فى مثل هكذا ظرف يصنف مسبقاً فى خانة العماله والطابور الخامس لتشتد بعدها حملة الاعتقالات ومزيداً من مصادرة الحريات، من هنا نقول ان اوجب الواجبات واعجلها هو وقف الحرب اولاً والذى يمثل المدخل الحقيقى للخروج من دوامة هذه الازمات وهذا لايعنى البته الركون عن مواصلة النضال لاسقاط هذا النظام.نقول نعم لحرية المواطن والوطن ونعم لسيادته على كل ترابه ونعم للمشاركه الواسعه عبر التدوال السلمى للسلطه ، ولكن لايستقيم الوضع البته مع وجود هذه الديكتاتوريه المتسلطه التى تسلب المواطن حرية الاراده والرأى . ان واقع المعارضه قاطبه يتطلب صياغة مهمام واقعيه وملموسه مع هذا الظرف الناتج عن هذا الوضع وهذه الحاله، والتى تتمثل فى قيام مؤتمر جامع لاتخاذ مواقف اكثر فاعليه واوسع مشاركه على مستوى الممارسه، ولتقديم رؤيه شامله للمهام التنظيمه والسياسيه والفكريه والتى تؤكد على تلاحم كل قوى المعارضه وتراصها فى خندق واحد من اجل استمرارية الدعوه والعمل على اسقاط النظام، فالمرحله الراهنه بمتغيراتها تتطلب نضالاً شاقاً وصبوراً داخل تحالفات المعارضه لحسم التيارات المتذبذبه وتحديد موقفها بشكل معلن وصريح من هذه العمليه حتى لانترك سانحه للنظام للعمل على شق صف وحدة المعارضه وتشتيت حهودها فالواقع يشهد ورغماً عن ممارسات النظام الموغله فى القمع الا انه فشل فشلاً زريعاً فى القضاء على جذوة المعارضه وقواها الوطنيه الصامده، فمهما طال الزمن فاننا نؤمن بالقادم من تغييرليتنسم شعبنا رياح وعبق الحريه والديمقراطيه والعداله. وعاش نضال الشعب السودانى يسن محمد فضل المولى [email protected]