لاشك في أن احتلال هجليج لا يخدم قضية لأي من دولتيْ السودان. وسيضر بمصالحهما ومصالح شعبيهما معاً. إننا نرفض هذا الاحتلال جملة وتفصيلاً، وندعو لوضع حد فوري له. كما نرفض توسيع نطاق الحرب بقصف بانتيو والتهديد بضرب العمق الجنوبي. لقد كان موقفنا المبدئي بصورة مثابرة، هو جلوس الطرفين على طاولة الحوار والتفاوض لحل كل المسائل العالقة بين الدولتين. وفي هذا الإطار كنا قد رحبنا بالاتفاق الإطاري الموقع بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال، في يونيو من العام الماضي. كما طالبنا بوضع حد للحرب في جنوب كردفان وفي النيل الأزرق، والتصدي لما أحدثتاه من كوارث إنسانية. إن هذا هو الطريق وصولا إلى علاقات حسن الجوار الأخوية بين الدولتين. وما له دلالات إيجابية ومبشرة هنا، ما ظل يردده ثامبو أمبيكي، وسيط الاتحاد الأفريقي، وملس زناوي، وكل المجتمع الدولي والإقليمي بما في ذلك مجلس الأمن،حول أن الحوار والتفاوض كفيل بمعالجة العدائيات وإنهاء الحرب وإحلال سلام وطيد بين الدولتين. إن طرح قوى المعارضة للمؤتمر القومي الدستوري لتنفيذ الأجندة الوطنية، ومطالبتها المشاركة في الحوار و التفاوض بين الطرفين هو مفتاح الحل. إن كل الدلائل تشير إلى أن هناك تيارات متشددة ومهيمنة في الجانبين لا ترغب أصلاً في السلام. وقد أقدمت هذه التيارات المتشددة على إلغاء اتفاق أديس أبابا الإطاري وعلى عرقلة تنفيذ الاتفاقيات اللاحقة بوقف العدائيات وبالحريات الأربع. ويبدو ان هذه التيارات قد ربطت بقاءها في السلطة، وتأمين مصالحها، بالسياسات الحربية وما يصاحبها من استنفار وإرهاب يصادر صوت العقل ولا يترك مجالاً إلا للإدانة والشجب والاستنكار ودق طبول الحرب، وإثارة الكراهية والنزعات العنصرية بين الشعبين، والتضييق على الحريات العامة بفرية الطابور الخامس. يوسف حسين الناطق الرسمي للحزب الشيوعي 13/4/2012