قد يستغرب البعض عن سبب تسميتي هذا الموضوع بهذا العنوان لكن للأسف هذا هو واقع حياتنا اليوم ، حيث أصبحت حياتنا عكسية ، وأصبح الشخص الذي على صواب هو الضحية و يلومه الناس ،والانسان المخطئ من يعجب الناس ويثير اهتمامهم واندهاشهم للأسف هذا هو الزمن الذي نعيش فيه ولكن من هو المسؤول عن هذا الوضع ؟؟ في الماضي كان الصائب صائب و المخطئ مخطئ ، كان الصائب هو الإنسان الذي يثير الاهتمام والاندهاش ، كان الإنسان الصائب هو من يعجب الناس بآرائه وأفكاره الايجابية ، كان الناس يتسارعون للتعرف عليه نظراً لقيمته العظيمة في المجتمع والسبب هو صواب تفكيره وصواب قراراته ، أما الإنسان المخطئ فكان إنسان بلا قيمة ينظر إليه الناس باحتقار ولا يلونه أي اهتمام ، كان مصدر لوم الناس ، وكان مصدر انتقاد الجميع لأنه أخطأ في تفكيره او في تصرفاته . أما في هذا الزمن فقد انقلب هذا المنطق ، فقد أصبح الصائب مخطئ ، والمخطئ صائب ، سبحان الله !! أصبح الذي يعمل الصواب ينتقده الناس لجرأته وشجاعته وذلك لأنه فعل الصواب فقط ، أصبح الصواب الآن هو الخروج عن المألوف وأصبح الصواب هو مصدر انتقاد الكثيرون ، يقول الناس كيف يقول هذا الكلام !!، كيف يتجرأ وكأنه أجرم في حقهم ولكن في الحقيقة أنه قال الحقيقة هذا ما فعله لكن للأسف أصبحنا نعيش في الزمن العكسي . هذا بالنسبة للانسان الصائب في هذا الزمن ، أما الانسان المخطئ فالحقيقة لا داعي للتحدث عنه ، للأسف اصبح الانسان المخطئ هو البطل ، النجم ، الماهر ،هو الفنان ، كل هذه الألقاب قليلة في شأنه ، ولكن أصبح في نظر الناس الانسان الجميل الشجاع القوي الذي لا يهمه أحد ولا يخاف من أحد لماذا لأنه نجم إذا لماذا يخاف الآخرين . ولكن في النهاية توجد مقولة دائما ما أتذكرها وهي أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ، فلا أتمنى أن نصبح جميعنا شياطين خرساء في المستقبل ولا بد من التصدي لهذه الظاهرة ليعود الزمن الصحيح ، زمن الصائب صائب و المخطئ مخطئ ويعاقب . محمد مصطفى محفوظ عبدالله البريد الالكتروني : [email protected]