تغيير اسم السودان .. اقترن ذكر بلاد السودان منذ قرون بعيدة بذلك النطاق الواسع من الأرض الذي يقع مباشرة جنوب مصر. وكان قدماء المصريين يطلقون اسم تانهسو على المنطقة التي تقع جنوب مصر ويعنون بهذا اللفظ بلاد السود، في حين ورد الاسم اثيوبيا في كتاب مرتين، وفي الاوديسة والالياذة ثلاث مرات للدلالة على المنطقة ذاتها، وهو اسم مركب من لفظين باللغة الإغريقية وهما ايثو (aitho) بمعنى المحروق، وأوبسيس (opsis) أي الوجه وبذلك يصبح اللفظ اثيوبيا Aethiopia (باللغة الإغريقية Αἰθιοπία) مرادفاً لبلاد الوجوه المحروقة أو البشرة البنيّة أو السوداء اللون. ( المصدر موسوعة وكيبيديا ) البعض أيضا يشير إلى أن من أطلق هذا الاسم على بلاد السودان هم عرب الجزيرة العربية ، خلاصة الأمر أياً كانت الجهة التي أطلقت ذلك الاسم الذي ساد فذلك يؤكد أننا لم نقم بتسمية بلدنا بأنفسنا وإنما من قام بتسميتنا هم الآخرون . تلك المقدمة كانت ضرورية حتى ادخل في صلب الموضوع لمعرفتي التامة بأننا شعب يتعامل في كل شي بالعواطف ولأني اعلم تماما أن البعض سيرى فيما سأكتبه شيء من السفه وسيرفضه البعض الآخر حتى قبل أن يفكروا فيه فواحدا من أهم مطلوبات المرحلة التي نعيشها الآن في الشمال بعد انفصال الجنوب هي تغيير اسم البلد الذي نعيش فيه من اسم السودان إلى أي اسم آخر لعدة أسباب أولها أن ذلك الاسم لم يكن من اختيارانا ولكنه أطلق علينا من قبل الآخرين وكل دولة من الدول في هذا العالم عليها أن تختار الاسم الذي يدلل على هويتها وعلى ثقافتها وتاريخها ثاني تلك الأسباب هو بتر تلك الدلالة المعنوية وفصل ذلك الرابط النفسي الكبير بين دولة الجنوب وبين الشمال الذي أصبح مستقلا بذاته اما ثالث تلك الأسباب وهو الأهم في نظري فهو تفريغ اسم حركة تحرير السودان ومشروع السودان الجديد من مضمونيهما المعنوي والتاريخي .
إن موضوع تغيير الاسم إلى أي اسم آخر أهم كثيرا من عملية ترسيم الحدود واهم أيضا حتى من الفصل في المناطق المتنازع عليها .. حتى ينقطع أي رابط اعتباري بين البلدين في الأجيال القادمة .. وحتى يصبح لكل دوله كيانها المستقل تماما ، ذلك أمر ظللنا ننتظر ونتوقع حدوثه منذ اللحظة الأولى التي أعقبت الانفصال ولكن الحكومة في الشمال لم تفطن لأهميته ذلك الأمر ولم تنتبه لضرورته لذا لم يجد حتى هذه حظه من الاهتمام المطلوب الذي أتمنى ان يجده الآن خاصة بعد ما وقع من أحداث أخيرة .