يصل أمين حسن عمر مباشرة للمحطة التي يراد أن توصلنا إليها هجليج وما صحبها من حملة إعلامية بتصريحه ((أنّ الحكومة تدرك الحقائق بأنّها دخلت في معركة طويلة الأمد وينبغي ترتيب أوضاعنا الأمنية والعسكرية والاقتصادية على هذا الأساس، على أن تكون قابلة للاستمرار على الصعيدين الاقتصادي والأمني معاً)) إذن ما سمي بالهجلجة فاتحة حرب طويلة الأمد تستلزم إقتصاد حرب والتصعيد العسكري داخلياً وخارجياً ضد الجنوب ، إقتصاد الحرب مقصود ليتجاوزا ولو إلي أمد الأزمة الإقتصادية التي أغرقونا فيها وليستبقوا الإنهيار وليغطوا سقوط الميزانية الذي حدث، وهجليج لم تأتي بغتة بل سبقها تدخل حكومتنا في الشأن الجنوبي وتقوية ودعم الحركات الجنوبية المناوئة وجميعنا نعرف بدار الكلاكلة التي أستخدمت لتجميع أبناء الجنوب الذين يتم إختطافهم من الشوارع لتجنيدهم ضد حكومة الجنوب، وجميعنا نعلم بالطلعات الجوية لضرب مواقع في الجنوب، والحملة التخوينية بإستخدام الوطنية كسلاح للخداع بعد أن أصبح الحشد تحت راية الجهاد لا يؤتي أكله حملة مقصودة لتبرر دورة جديدة من القمع وإطلاق يد الأمن ((ترتيب أوضاعنا الأمنية )) الأمن لا كما ينبغي أن يكون لكن كما يفهمه المتأمر الوطني ضرب وتعذيب وقتل فردي وجماعي للمعارضين وعضويتهم ونعرف فهمهم للأمن فهو جزء من نهج العصبة علمناه ما تغير إلا بشكل محدود لضرورات نيفاشا وبموجبها والأن هم في كيفية النكوص عن ما بعد نيفاشا بشكل كامل. ظهرت دعاوي تأمر الخارج وإسرائيل بوضوح في حملة الهجلجة والمراد أن الحرب صناعة إسرائيلية والجنوب يحارب بالوكالة ويأوي الحركات المسلحة، وإن تكن أسرائيل تستهدفنا، فقد قيل أنه لم يترك للشيطان من سبيل للإنسان إلا عبر سماح الإنسان له، إن كانت إسرائيل تريد تقسيم الجنوب وفصله فلماذا قدمتموه لها سهلاً وبإحتفائية ومهدتم لذلك بعزل القوي الوطنية وإنشأ منبر السلام العادل ليقود الإنفصال نيابة عن المؤتمر الوطني، وإن كانت إسرائيل تريد إشعال الحرب مع الجنوب فلماذا تقديم خيارها ورفع لواء الحرب بتصعيد حماسي لإيقاعات النحاس. وإن كانت الحركات تجد مأواها في الجنوب فما دوركم أنتم في وجودها من الأصل حتي تبحث عن مأوي. وإن لم تكن لهم قضية ففيما كنتم تفاوضون في الدوحة وأبوجا . ما زال موقف المعارضين هو السليم ولا زلنا بعد هجليج نطلب إيقاف تصعيد الحرب والإتجار بها شمالاً وجنوباً، حل مشاكل الحرب الأهلية الناشبة ومحاربة نهج المؤتمر الوطني في إدارة ملفاتها ومحاربة التصعيد القبلي والجهوي ، ووقف توزيع السلاح للمليشيات خارج القوات المسلحة وإعادة القومية لقواتنا المسلحة ونذكر أن الجندي السوداني مواطن سوداني، المحافظة علي حياته ليقوم بدوره بالمحافظة علي أمننا واجب وطني، والزج به في حرب عبثية يمكن تجنبها ليس من الوطنية في شئ والزج به في حرب ضد مواطنيه، بدلاً من حل مشاكلهم، مسئولية يجب أن تحاسب عليها السلطة السياسية. نقول للمعارضة وللشعب أن المعركة الأهم في الإنتظار فأهم من تحرير هجليج ومن حلايب ومن الفشقة ومن أراضي السودان التي تباع علناً تغيير الداخل السوداني الذي تسبب في إيجاد هذه المعارك، لنستطيع إسترجاع أراضي السودان يجب أن نخوض المعركة الأهم ضد أنفسنا، ضد تفشي العنصرية والجهوية فينا ولأجل توحدنا كشعب ضد كل من يقود نحو مزيد من التفكك ولنوحد عملنا الجماعي لفصل السرطان عن الجسد وإلا سيقودنا جرياً وراء البقاء لمليون معركة عبثية كان يمكن أن لا ندخل فيها أساساً ، وسيُطمع مزيد من الطامعين للتدخل في شئوننا سواء إن كان تدخلاً لأجل مواردنا من جهة الرأسمالية الغربية المتنافسة مع الصين أو كان تمدد في أراضينا من دول الجوار أو خدمة للتنظيم المدار عبر قطر. ويجب أن نبدأ حرب من البسيط المهم المقدور عليه مثل محاربة إستخدام التعابير والجهويات وكلمات العنصرية النابية من المناداة بأسم القبيلة بغرض التحقير إلي ألفاظ ..فرخ .. عب... جلابي ... حمريطي ..أضان حمراء... أضان زرقاء ...الخ ولا يجوز أن نوسخ ونحن أبناء الوطن الطامحين للتقدم منابرنا الوطنية بساقط القول وسفيهه هرار ...جيفة ..المعفن .. ابقنبور وووووو... مما أصبح مقززاً . ولنتصاعد بالنضال والتنسيق بين كياناتنا مسلحة وسلمية لأسقاط القلة القابضة علي السلطة تهدر في مقدرات الوطن. أوضحت حوادث هجليج أهمية الإعلام وحريته بالنسبة للقوي المعارضة فعدم توافر سبل الوصول السهل للجماهير إنعكس في وصول فكرة مشوهة للمواطنين عن رؤية المعارضة الكاملة وتعمد من شوه الأمر أن يفرق بين قوي الإجماع الوطني ويروج بأن الحزب الشيوعي والشعبي ضد تحرير هجلبج وأنهم مع حكومة الجنوب، والحملة التخوينية تمهيد لزرع فتنة وسط المعارضة وتفريق قوي الأجماع أولاً ""هولاء وقفوا معنا يجب أن نكأفئهم وهولاء خونة" ومن ثم توجيه ضربة للمعارضة السلمية ممثلة في الحزب الشيوعي والشعبي، وعموماً ليست هذه أول مرة تستغل فيها العاطفة لخداع الجماهير، وللأسف للوصول لنصر مؤقت تكون نتيجته وخيمة لأحقاً فمن قبل تمت هجلجة كهذي لحل الحزب الشيوعي ومعروف تداعياتها. علي المعارضة إنتزاع حقها في الندوات السياسية العلنية وعقدها حيث يكون الناس، وحقها في صحافة حرة وحقها في إستخدام الوسائل المجربة مثل البيان وتوزيعه علي أوسع نطاق ، هامش الحريات المتاح الأن لا يوجد منه إلا أسمه ودور الأحزاب تستخدم لفرض أقامة جبرية لأنشطة أحزاب المعارضة لا يمارسون نشاطا إلا داخلها هذا الذي يدعي هامش حريات لا ينفع إلا كي يفاخر ويجمل به المؤتمر الحاكم وجه حكومته في المنابر وتتيح لأقطابهم فرصة أن يتحدثوا عن إفتقار الأحزاب للديمقراطية داخلها وكأنهم أنبياء ديمقراطية لا سليلي إنقلاب ليل. يجب أن تتنتزع المعارضة حرية الوصول للناس نزعاً ولا تساوم، لا يحق للشرطة أو الأمن أن يحدد قيام أو منع ندوة قانونية أصلاً إذن فليمارس هذا الحق وبكثافة مقصودة مثلما كانت حملتهم التشويهية، وللذي لا يملك القناة التلفزيونية والأذاعة أن يوزع البيان فأنه له وجاء، فلتوزع البيانات علي أوسع نطاق في كل شأن وطني موضحة رؤية الوطنيين، فإما مساحة حقيقية للحرية وليس هامش كذوب أو سيكون الأجدي النزول تحت الأرض لينزع عن المؤتمر الوطني إمكانية التكسب من حريات غير موجودة علي الأرض ومبطل كل مفعول لها بتعطيل غير معلن للقوانين والدستور.